فضحت جماعة العدل والإحسان "نقيب جهتها" بمدينة مكناس، المتابع في قضية خيانة زوجية في الفضاء العام، وضربت له "الطّر" في مواقع التواصل الاجتماعي وفي أوساط معارفه ومريديه وأتباع تابعيه. فالجماعة التي انبرت تشجب التشهير، وتهاجم المواقع الصحافية التي نقلت خبر توقيف المتهم، هي من أمعنت في التشهير وتعميم الفضيحة بعدما نشرت صورة المتهم وهويته الكاملة، لكي يعلم الداني والقاصي من هو عضو جماعة العدل والإحسان الموقوف في هذه القضية بتهمة خيانة زوجته مع امرأة مطلقة في سيارته رباعية الدفع. فمن يطالع مقالات الصحافة الوطنية التي تناولت خبر هذه القضية، يدرك بما لا يدع مجالا للشك بأن الصحافيين كانوا أرحم بالمعتقل وأحرص على صورته وهويته من جماعته الدينية! فجميع المنابر الإعلامية تناولت خبر التوقيف في عموميته، بلغة متجردة بعيدا عن تفاصيل الهوية، ودون نشر صورة المتهم، لكن جماعة العدل والإحسان استفزها هذا الموضوع، وقررت أن تجعل فضيحة نقيب جهتها ب"جلاجل" وتسير بذكرها الركبان والغلمان. فقد نشرت الجماعة قصاصة طويلة مشفوعة بصورة المتهم وهويته الكاملة، وكأنها تقول لمن لا يعلم عن هذه القضية أي شيء "هذا هو الشيخ العدلاوي الذي ضبطته مصالح الأمن يجثو على مفاصله المتورمة في مضجع سيدة مطلقة داخل سيارة رباعية الدفع في منطقة تولال 2 بمكناس". فمن الذي يُشهّر الآن ويفضح معاصي شيوخ الجماعة؟ فهل هي الصحافة الوطنية التي تناولت الخبر بدون ذكر الهوية ولا نشر الصورة؟ أم أنها جماعة العدل والإحسان التي خرقت جميع الحقوق والحريات المكفولة للأشخاص في وضعية خلاف مع القانون في مرحلة ما قبل المحاكمة؟ إن مرد هذا الإسراف في التشهير والفضيحة من قبل جماعة العدل والإحسان، هو أنها تندفع وتتسرع، من باب التقية والمواراة، في محاولة لحجب الفضيحة، بيد أنها تجد نفسها في كل مرة تؤجج هذه الفضيحة وتنشرها على رؤوس الأشهاد والخلائق، مثلما فعلت مع شيخها المتصابي في مدينة مكناس. ولم تكتف جماعة العدل والإحسان بالتشهير وفضح المتهم الموقوف في هذه القضية، بعدما قدمته بصفته المهنية وصورته الشخصية وهويته العائلية، بل جرّت على نفسها أيضا الكثير من السخرية السوداء، بسبب مطالبتها "بالسماح للمعتقل الزاني بالعودة لمضجعه العائلي بعدما قضى وطره من المضجع الآخر شبه العائلي". فماذا تريد الجماعة أن تقول للأتباع والرأي العام بهذا البيان؟ هل تحاول شرعنة جرائم الخيانة الزوجية لشيوخها وتحليلها على مشجب المخزن؟ أم أنها تمعن في ممارسة الوساطة في البغاء والفساد وتسهيل الفجور، عبر توفير المظلة الدينية والجماعاتية لكل من يهمس له الشيطان في فؤاده ويزين له سوء عمله.