فضحت الناشطة الصحراوية خديجتو محمد، زعيم عصابة البوليساريو، ابراهيم غالي، الملقب ببن بطوش، المتورط في اغتصابها، داخل البرلمان الأوروبي خلال جلسة استماع بعنوان "العنف الجنسي والاغتصاب باعتباره شططا في استغلال السلطة". وقد تم ذلك، أمس الخميس، داخل البرلمان الأوروبي، ببروكسيل، عاصمة بلجيكا، الاستماع إلى شهادة الناشطة خديجتو رفقة العديد من النساء ضحايا جرائم الاغتصاب والعنف، خلال جلسة استماع عمومية للجنة الأوروبية المكلفة بحقوق النساء والمساواة بين الجنسين. وقد استعرض طرف رئيس المنظمة غير الحكومية "حقوق الإنسان بدون حدود، ويلي فوتري، محاور هذه الجلسات وأسباب انعقادها، مشيرا إلى أن إساءة استعمال السلطة والشطط في استغلالها يؤديان إلى العنف الجنسي والاغتصاب الذي يمكن أن يحدث في سياقات عديدة. وكشفت الناشطة خديجتو محمد، خلال الإدلاء بشهادتها والاستماع لها من طرف الحاضرين في هذه الجلسة، أن مظاهر العبودية والوصاية مازالت قائمة بقوة في مخيمات العار بتندوف، مشيرة إلى أن النساء المحتجزات بها لا تستطعن التنقل بحرية من دون الحصول على إذن من قيادات عصابة البوليساريو، وأن هناك العديد من النساء يتم ابتزازهن جنسيا مقابل الحصول على الأغذية واللوازم الضرورية الممنوحة لهم كمساعدات من طرف جهات خارجية، والتي تتعرض هي الأخرى للاختلاس الممنهج من طرف قيادات الجبهة. وأضاف ذات الناشطة التي سبق لها أن اشتغلت كمترجمة لدى قيادات عصابة البوليساريو، لخمس سنوات، ما بين 2005 و2010، أن الوقت حان لكي يعلم الجميع، بمن فيهم البرلمانيون الأوروبيون، ما يجري في المخيمات، وأن الشباب هناك يعيشون بدون أمل ومستقبلهم مجهول. وأكدت أمام المستمعين لها، أن هدفها يتمثل في جعل الشباب والنساء المحتجزين يدركون أن هناك حياة أرحب وراء المخيمات، قبل أن تعترف بأنها تشعر بالإحباط والاستياء العميق عندما ترى الشخص الذي قام باغتصابها يتنقل بحرية، رغم كونه موضوع متابعة قضائية بسبب الشكاية التي تقدمت بها ضده. من جهتها، أوضحت المحامية البلجيكية، صوفي ميشي، في مداخلة لها، أن الوضعية الملتبسة حول الأبعاد القانونية والاجتماعية والإنسانية السائدة في مخيمات تندوف، توفر غطاء لقادة "البوليساريو" من أجل اقتراف جرائمهم ضد النساء المحتجزات، واللواتي يتعرضن للاعتداءات الجنسية وسوء المعاملة. وأوضحت المحامية التي سبق لها التنديد سنة 2019 لدى الأممالمتحدة بتحويل المساعدات الإنسانية، أن نساء المخيمات يجدن صعوبة كبيرة في التحدث بصوت مرتفع، لاسيما بسبب شعورهن بالعار والخوف مما قد يلحقهن من اعتداء إلى جانب الخشية من انتقام المعتدي. وفي هذا الصدد، دعت ميشي إلى إحداث محكمة دولية مختصة، تمكن من البث الفعال في شكاوى النساء ضحايا الاضطهاد والاعتداءات الجنسية.