كما كان متوقعا وبعد ساعات قليلة من قيام الرئيس التونسي المنقلب على الدستور، قيس سعيد باستقبال زعيم عصابة البوليساريو الإنفصالية بن بطوش، بالعاصمة تونس للمشاركة في قمة تيكاد 8، عبّر العديد من النشطاء التونسيين عن رفضهم لهذه الخطوة منددين بها ومذكريم إياه بالمواقف التاريخية للمملكة تجاه بلادهم، ومؤكدين أن سعيد أخطأ في حق المغرب وسيؤدي ثمن خطئه غاليا. وتعليقا هذا الانتحار التونسي والخروح من دائرة الحياد، نشر الصحفي التونسي المكي هلال، تدوينات متتالية على صفحته الفيسبوكية قال في إحداهن: على هامش تيكاد 8 وبمنطق الاستثمار : الجزائر لن تعطي أكثر، لن نربح شيئا من البوليساريو، سنخسر الكثير مع المغرب!" مشيرا إلى أن "الدبلوماسية هي أيضا حسابات الربح والخسارة من كل خطوة، متى أردت مغادرة منطقة الحياد". وتفاعل العديد من المعلقين على تدويناته، حيث قال أحدهم: "خسرنا الكثير مع المغرب وسنندم، المغرب كان دائما مع تونس، لا ننسى هذا". من جهته نشر الصحفي والكاتب التونسي عامر بوعزة تدوينة ذكّر فيها ببعض المواقف التاريخية للملك الراحل الحسن الثاني تجاه تونس في وقت كانت تتآمر الجزائر وليبيا عليها، حيث قال: " الخونة الذين أرسلهم القذافي لاحتلال قفصة عام 1980 تسللوا من الحدود الجزائرية، يومها وضع الملك الحسن الثاني طائراته الحربية على ذمّة تونس، لكنها لم تستعملها لأنها سيطرت على الوضع بسرعة ولم تردّ الفعل.)". وأضاف في ذات التدوينة:" ورغم امتعاض المغرب من إقالة بورقيبة فإن الملك استجاب لطلب غريب من الرئيس بن علي في أول زيارة يجريها إلى المملكة، أن يكون في استقباله بنفسه عند سلّم الطائرة. وهو الأمر الذي لم يفعله مع أي ضيف آخر، التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار أما الحماقة فأعيت من يداويها". يشار إلى أن الخارجية المغربية سارعت أمس الجمعة لإصدار بلاغ أعلنت فيه عن استدعاء السفير المغربي في تونس للتشاور ومقاطعة قمة تيكاد 8 المزمع تنظيمها بدولة تونس يومي 27 و 28 غشت الجاري، بعد إقدام الرئس التونسي على استقبال زعيم ميليشيات البوليساريو بن بطوش بالعاصمة تونس قادما من تندوف الجزائرية على متن الطائرة الرئاسية الجزائرية.