برسم الجولة الخامسة عشرة و الأخيرة من مباريات ذهاب البطولة الإحترافية المغربية في نسختها الثانية ' استقبل فريق رجاء بني ملال بالملعب البلدي بقصبة تادلة النادي الرياضي القنيطري المعذب بدوره في أسفل الترتيب و المتساوي مع الرجاء الملالي في كل شيئ : بإنتصارين فقط لكل فريق منهما و خمس تعادلات و سبع هزائم و كذلك بنفس نسبة الأهداف : "-7 " ' لهذا فأية نتيجة أخرى غير الفوز في هذا النزال تحكم على الفريق الخاسر بالتربع في المرتبة الأخيرة في سبورة ترتيب فرق المجموعة الوطنية للبطولة الإحترافية " النخبة 1 " ...... و هكذا و على صافرة حكم المبارة السيد نورالدين ابراهيم انطلق اللقاء بإيقاع جد بطيئ تمحور اللعب فيه وسط الميدان مع اندفاع بسيط للفريق الملالي يغلبه تسرع المهاجمين في أغلب الأحيان للوصول إلى مرمى شباك الحارس القنيطري محمد بيسطارة ' هذه الهجمات الغير المنظمة للمحليين قابلتها مرتدات مضادة و خطيرة للفريق الزائر توجت إحداها بهدف السبق لفريق الكاك في الدقيقة الأربعين ضد مجرى اللعب على إثر ضربة خطأ ثابتة نفذها العميد رشيد بورواس واختتمها القناص بلال بيات بضربة رأسية بديعة ومركزة في مرمى الحارس إسماعيل كوحا الذي اكتفى بتتبع الكرة بعينيه وهي في طريقها إلى الشباك ' هدف السبق هذا نزل على أنصار و مشجعي رجاء بني ملال كقطعة ثلج باردة لكنه لم يمنعهم من متابعة تشجيع فرسان عين أسردون للرجوع في المبارة و البحث عن هدف التعادل قبل نهاية الشوط الأول ... هذه الجماهير الملالية اصطدمت مرة أخرى بنظيرتها من قصبة تادلة التي أتت مرة أخرى و كعادتها لمؤازرة الفريق الضيف الذي يلعب ضد الرجاء و كأنها ترد للملاليين الصاع بصاعين ... بعد تلقيها للهدف و في الخمس دقائق الأخيرة من عمر الشوط الأول ' كتف أصدقاء مراد عيني من حملاتهم الهجومية لتعديل النتيجة ولولا العارضة الأفقية التي نابت عن الحارس القنيطري في الدقيقة 44 لخرجت الجولة الأولى متكافئة .. الشوط الثاني كان مغايرا لأنه شوط المدربين كما يقول العارفون وخطة 4-4-2 التي نهجها المدرب فخرالدين في الجولة الأولى لم تعط أكلها رغم أنه كان يلعب برأسي حربة : لامين ديابي و رضا الله الغزوفي واعتماده على الظهيرين الأيمن و الأيسر الجديدين الوافدين من فريق المغرب الفاسي على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر و اللذان لعبا أول مبارة لهما مع الرجاء و كانا في المستوى المطلوب و خاصة المدافع الأيسر يونس ليوسفي الذي حصل على العلامة الكاملة في هذا اللقاء ' و بدرجة أقل أنهى زميله عمر النمساوي في الجهة اليمنى مهمته بنجاح .. و للرفع من وتيرة إيقاع المبارة أجرى المدرب فخرالدين ثلاث تغييرات لتعزيز خط الهجوم و هكذا أقحم المهاجم الأيسر مروان إمغري مكان أشرف العربي و في حدود الدقيقة 64 من عمر اللقاء أدخل جواد العزيز مكان محسن لكوايري و في الأخير الوافد الجديد من قسم الهواة بسطات يحيى جبران يعوض إدريس السويط في الدقيقة 75 ' هذا الأخير الذي تغيب عن تشكيلة الرجاء الملالي منذ مجيء المدرب رجحي مما أثر على لياقته البدنية سلبا .. التغييرات السالفة كانت هي آخر الأوراق التي لعبها المدرب الملالي والتي أعطت أكلها بعدما تحسن أداء الفريق و بدأت عناصره تلعب على الأطراف و الإعتماد على الحملات المضادة و المنظمة مع الضغط على الفريق الخصم الذي تراجعت عناصره كليا إلى الوراء للمحافظة على هدف الإمتياز ... لكن خطة المدربين عزيز بوعبيد و بكري المحجوب اللذان عوضا المدرب عبدالقادر يومير المستقيل قبل هذا اللقاء لم تعط أكلها و نسيا القاعدة الذهبية في أبجديات كرة القدم التي تقول بأن أحسن خطة للدفاع هي الهجوم .. هذا التراجع الكلي لأصدقاء رشيد بورواس و فهد كردود أدوا ثمنه غاليا في الدقيقة 69 من عمر اللقاء بعدما عدل الفريق الملالي نتيجة المبارة بطريقة خرافية على رجل المدافع المتقدم و العميد خالد شاكور بقذيفة صاروخية و مركزة على بعد أزيد من 30 مترا لم تترك أي حظ للحارس القنيطري بيسطارة ... هذا الهدف أشعل المدرجات و أرجع البسمة و الأمل إلى مشجعي فريق رجاء بني ملال الذين كانوا يعلمون بأن الهزيمة في هذا اللقاء تعني لهم التربع في المرتبة الأخيرة ... ما تبقى من عمر اللقاء عرف اندفاعا للعناصر المحلية بحثا عن هدف الفوز الذي يمنحه النقط الثلاثة التي ستخلصه من شبح العودة إلى القسم الموالي ... وقد كان المهاجم جواد عزيز قاب قوسين أو أذنى من تسجيل الهدف الذهبي في المبارة لصالح فرسان عين أسردون في الدقيقة 85 بعدما انفرد وجها لوجه أمام الحارس الغرباوي لكنه يضيع بطريقة اللاعبين الهواة أمام استغراب الجميع ... لينتهي اللقاء بنتيجة عادلة و منصفة : نقطة لكل فريق لكنها لا تخدم مصالحهما بعد الفوز الثمين الذي حققه فريق نهضة بركان على أولمبيك آسفي .. بعد المبارة صرح مدرب رجاء بني ملال بأن فريقه يشكو من غياب مهاجم كرأس حربة قادر على تغيير نتيجة المباريات بلمسة واحدة ووعد بإيجاد حلول في القريب العاجل خلال فترة الإنتدابات الشتوية .. وبهذه النتيجة ينهي فريق رجاء بني ملال مشوار مباريات الذهاب من البطولة الإحترافية في الصف الثالث عشر رفقة فريقي النهضة البركانية و النادي القنيطري بمجموع 12 نقطة ' فهل يا ترى ستتحرك الآلة الملالية في النصف الثاني من مباريات العودة بعد نهاية العطلة الشتوية و خاصة أنه سيعود للإستقبال بميدانه بالمركب الشرفي ببني ملال مطلع شهر فبراير المقبل و الذي ستنتهي الأشغال به في الأيام المقبلة حسب ما صرح به العاملون هنالك ...