على أرضية ملعب لا تستحق حتى لإجراء مباريات القفز على الحواجز' حقق فريق رجاء بني ملال فوزا ثمينا و مستحقا على غريمه و منافسه على صدارة بطولة القسم الثاني في كرة القدم و يتعلق الأمر بفريق النهضة البركانية الذي لم يحج لبني ملال من أجل نزهة سياحية ' بل حل لمقارعة فرسان عين أسردون و إحراجهم بعقر دارهم وانتزاع الصدارة من بين أيديهم ... لكن هيهات هيهات ..فما كل ما يتمناه المرء يدركه ' في بداية المبارة اكتفى أصدقاء الحارس منير البرازي بالحراسة اللصيقة على كل لاعبي الرجاء الملالي والإكتفاء بالهجمات المضادة ناسين بأن أحسن خطة للدفاع هي الهجوم ' وكل ما تراجع الفريق الشرقي إلى الوراء إلا و زادت معه خطورة المهاجمين المحليين مما أتعب لاعبي الفريق الزائر .. التسرع في بناء الهجمات تحت ضغط جمهور قياسي تعدى 11 ألف مشجع ' و رغبة في الوصول إلى مرمى الحارس البرازي بسرعة كلف أشبال المدرب يوسف فرتوت إضاعة العديد من الفرص الحقيقية لإفتتاح حصة التسجيل و خاصة المحاولات السهلة التي أضاعها كل من حفيظ أوزيد في الدقيقة 33 من عمر اللقاء بعد انفراده وجها لوجه بالحارس البركاني وكذا محاولة المهاجم جواد العزيز في الدقيقة 75 . الشوط الأول انتهى بالبياض بين الفريقين ' ومع العودة من مستودع الملابس في الشوط الثاني جاء دور المدربين ' المدرب المخضرم العائد قبل أيام من الديار السعودية السيد عبدالقادر يومير الذي تكلف بالإبحار بسفينة النهضة البركانية و إيصالها إلى بر البطولة الإحترافية قام بالتغييرات المناسبة التي فطن إليها و خاصة الجهة اليمنى من دفاع فريقه التي كانت نقطة ضعف مجموعته لأن الجناح الأيسر الملالي اللاعب الإيفواري لمين كان في يومه و قدم مقابلة في المستوى بعدما عذب مدافعي فريق النهضة . أما المدرب فرتوت وكما عودنا دائما يقوم بالتغيير المناسب و في الوقت المناسب ..وفي الوقت الذي دخلت المبارة في ربعها الأخير بدأ اليأس يتسرب إلى الجمهور المحلي وبدأت الشكوك تحوم معها حول النتيجة التي سيخرج بها اللقاء و بدأت حناجر حوالي 11 ألف مشجع تصرخ بأعلى صوتها : الجمهور يريد بروميير سيري première série و عبارة : الجمهور ما باغيش التعادل ... آنذاك فطن اللاعبون الملاليون ما يقصده الجمهور و عرفوا هذه المرة من أين تأكل الكتف و تيقنوا بأن الجمهور لن يرحمهم كذلك بعدما رؤوا بأم أعينهم القنينات البلاستيكية التي بدأت ترمى بأرضية الملعب من طرف بعض الجماهير الساخطة على نتيجة التعادل بعد سماعهم عبر موجات المذياع بأن مبارة ملعب البشير بالمحمدية لصالح الفريق المحلي أمام إتحاد طنجة .... في الوقت الذي ظن فيه العديد من المتفرجين بأن نتيجة اللقاء تسير إلى تقاسم النقط جاء الخبر اليقين على جناح السرعة و بالظبط في حدود الدقيقة 79 من عمر اللقاء ' حملة هجومية منظمة لفرسان عين أسردون من الجهة اليسرى بواسطة اللاعب لمين و بتمريرة ميليميترية فوق رجل اللاعب زهير نعيم ليودعها داخل شباك الحارس البركاني البرازي معلنا عن بداية الإحتفالات وسط مدرجات المركب الشرفي . هذا الهدف حرر لاعبي الرجاء و جماهيرها و كذلك المدرب لإتمام ما تبقى من عمر اللقاء دون مركب نقص . الحكم عبدالله العاشيري الذي قاد اللقاء كان في المستوى و قاد المبارة بيد من حديد و هو الذي كان يعلم بأن المبارة ليست عادية و بأنها مبارة القمة بامتياز و لا مجال هنا للخطأ ... أما الدقائق الثلاث التي أضافها في الجولة الثانية كانت طويلة فقط بالنسبة الجمهور الملالي الذي كان يخشى من هدف التعادل ... اللقاء على العموم انتهى بروح رياضية عالية و خاصة من طرف لاعبي فريق النهضة البركانية الذين تقبلوا الهزيمة بكل روح رياضية و بدون احتجاجات على حكم اللقاء . تبقى الإشارة بأن مندوب المقابلة كان هو السيد عبدالكريم الناجي من مدينة الدارالبيضاء كما أن اللقاء تابعه أقل من 30 مشجعا جاؤوا من شرق المملكة لمؤازرة فريقهم . أما بيت القصيد في هذه الحكاية كلها هو أرضية الملعب المتهالك عشبها التي لم تساعد الفريقين لتقديم لقاء جيد يليق بمقامهما...والسؤال الذي يطرحه الجمهور الملالي اليوم هو كالتالي : هل فوق هذه الأرضية التي لا تصلح حتى لمنافسات الفروسية سيدخل فريق رجاء بني ملال عالم البطولة الإحترافية في الموسم القادم إن هو تحقق له حلم الصعود ؟؟؟؟ وخاصة أن المدرب يوسف فرتوت متخوف من تحقيق هذه المعجزة الكروية و هو الذي ما فتئ يصرح في كل مرة بأنه لم يجئ لبني ملال للصعود بها إلى قسم الصفوة ... و الدورات الست المتبقية من عمر البطولة كافية بالإجابة عن كل هذه الأسئلة........ بعد الدورة 24 فريق رجاء بني ملال و فريق إتحاد المحمدية في صدارة الترتيب ب 39 نقطة أما فريق الإتحاد البيضاوي فيحتل الرتبة الثالثة ب 38 أكبر الخاسرين في هذه الدورة فريق الكوكب المراكشي المنهزم بآيت ملول ليتجمد رصيده في 35 نقطة ...... يتبع تغطية : تابوتي محمد 06.45.82.59.69