جاؤوا من سوريا الحبيبة بعد أن ضاقت بهم الأرض بما رحبت. فرارا من نيران القنابل والقصف الجوي والأرضي لملشيات بشار الأسد وشبيحته. وبالاقتراب منهم يحدثونك عن قصة وصولهم مع أبنائهم إلى المغرب هربا من القتل والدمار، أو بحثا عن أهاليهم الذين نزحوا من ذي قبل... يحدثونك ببساطة الإنسان السوري الذي يعبر عن حقيقة معاناته بلَهْجِيَّتهِ الممزوجة بعربية حقلها الدلالي لا يخرج في تصنيفه عن المعاناة والمأساة والظلم الواقع بهم. يحدثونك عن معاناتهم مع المرض، وعن مصدر لقمة عيشهم التي نفذت سيولتها.. ويَا لَهَوْل ما تسمع !!! أُسَرٌ .. منهم أسرة من سبعة أبناء أصغرهم سنا وليد في شهره السابع.. يحدثونك عن مآسي القتل التي حلت بذويهم وأهاليهم بسوريا الجريحة.. واحدٌ منهم فقد والده في الأيام الأولى للثورة السورية بنيران الجيش النظامي السوري، والآخر فقد والديه نزوحا عن البلد وهو لا يدري أين هم..؟ قيل له إنهم في مصر وقيل له في تونس وفي المغرب.. ومنذ مدة وهو في بحث مضن عنهم.. ولا يدري أين المفر.. !!؟؟ اقتربتُ من أحدهم (ن) -على استحياء- بسؤال، فلخص مطالبه في كلمة واحدة: "المغرب بلد طيب، ونحتاج مساعدة". عزيزي القارئ: لن أطيل في وصف ما يعانيه هؤلاء الإخوة السوريون لأنادي فاعلي وفاعلات المجتمع المدني للوقوف مع تلك العوائل في مأساتهم ومعاناتهم الثانية بالمغرب فهم في حاجة إلى مساعدة.. ولكم واسع النظر .. ثم أين الجهات المسؤولة من هذه المأساة ألا يقتضي الأمر تضامنا ووقوفا دون قيد أو شرط .. أسوة بالدَّرس التضامني التُرْكي الرائع..؟؟؟ !!! أين اللجنة الشبابية المغربية لدعم الشعب السوري... !!!؟؟؟ وإلى حين أن يجد هؤلاء الإخوة السوريون يدا للمساعدة نضع الأيدي على الذقون، والأكف على القلوب، ونرفع الدعاء إلى علام الغيوب أن يحفظ إخواننا في سوريا الأبية من بلاء بشار وزبانيته، وأن يقيض لهم استقرارا سياسيا وحياتيا تنعم به سوريا وإلى الأبد. هناك أسرتان تقطنان بحي الإنعاش(حي للا عائشة)، وأخرى بحي غيثة ببني ملال.