واصلت عدة مدن مغربية تنظيم وقفات احتجاجية تضامنا مع الشعب السوري. وأجمع المتظاهرون على مطالبة المغرب بطرد السفير السوري وتحمل مسؤوليته بصفته فاعلا في المنتظم الدولي بشأن معاناة الشعب السوري. واحتج مئات المواطنين مساء الخميس الماضي بالدار البيضاء، في وقفة احتجاجية مناهضة للتنكيل بالشعب السوري. وذلك على إثر المجازر الوحشية التي يرتكبها النظام السوري، آخرها مجرة الحولة التي راح ضحيتها العشرات من الشهداء أغلبهم أطفال و نساء. وإلى ذلك، طالب عبد الجليل الجاسني رئيس حركة التوحيد والاصلاح بجهة الوسط في كلمة له باسم الهيئات المشاركة بالوقفة، رئيس الحكومة ووزير الخارجية بطرد السفير السوري بالمغرب، لأنه لا يمثل الشعب السوري و إنما يمثل و ينصر طاغية يعيث في الأرض فسادا. ومقابل ذلك حيى الجاسني ما سماها «الخطوة الأولى» لوزارة الخارجية على بيانها الرسمي المستنكر للجرائم . من جهته اعتبر مولاي أحمد صابر الإدريسي نائب رئيس حركة التوحيد و الإصلاح لجهة الوسط، أن هذه الوقفة التي دعت إليها كل من الحركة و حزب العدالة والتنمية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب ومنظمة التجديد الطلابي، تأتي في سياق مبدأ النصرة الواجبة اتجاه ما يجري للسوريين، مضيفا بأن الرسالة الأولى من هذه الوقفة، إلى الشعب المغربي تذكره ببعض الواجب تجاه أهل سوريا، والثانية تحمل إدانة صارخة للموقف العربي الرسمي الذي تأخر كثيرا في تحديد موقف إيجابي لصالح الشعب السوري. فيما الرسالة الثالثة، توجه إدانة لأنظمة الاستكبار العالمي. وباسم الطفولة المكلومة بسوريا، قالت إيمان اليعقوبي، أن مشاركتهم في الوقفة تأتي استمرارا للوقفة الطفولية التي نظمت قبل أسبوع تنديدا بالجرائم التي يرتكبها النظام في حق الشعب السوري و أطفاله الذين ذبحوا قبل أيام في مجزرة الحولة، معبرة عن التنديد بالوضع المأساوي الذي يعيشه هذا الشعب، والصمت الدولي. وفي مراكش وقف عشرات من المواطنين بساحة باب دكالة بمراكش يتقدمهم عدد من القيادات المحلية في هيئات مدنية وسياسية احتجاجا على استمرار التقتيل في سوريا. وطالب المحتجون في الوقفة التي دعت اليها كل من حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية ومنظمة التجديد الطلابي وشبيبة العدالة والتنمية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بطرد السفير السوري من الرباط معربين عن كامل تضامنهم مع الثوار إلى حين اسقاط نظام بشار الاسد. وأشار البيان الختامي للوقفة أن المحتجين كجزء من ساكنة مراكش وجزء من مجتمعه المدني وهيئاته السياسية والدعوية إلى أن الوقفة تأتي لنصرة ودعم الشعب السوري العربي المسلم وتعريفا بمعاناتهم والتعبير عن الألم واستنكار الشديد لما يقترفه النظام السوري الظلم من مجازر وقتل وتعذيب لشعبه الأعزل.ودعا البيان الحكومات العربية وعلى رأسها الحكومة المغربية والمؤسسات الدولية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة اتجاه ما يلاقيه الشعب السوري والعمل على حمايته من بطش حكامه، وتقديم الدعم والعون لهيئات المجتمع السوري المناضلة والعمل على عزل النظام السوري وقطع كل العلاقات معه. ومساء الجمعة الماضي، شهدت ساحة مدينة الفقيه بن صالح، وقفة تضامنية مع الشعب السوري، الوقفة التي دعت إليها كل من حركة التوحيد والإصلاح و حزب العدالة والتنمية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب و شبيبة العدالة والتنمية بالمنطقة، و التي شارك فيعا العديد من اعضاء ومتعاطفي الهيآت المشاركة و عموم الساكنة كانت فرصة للتنديد بجرائم النظام السوري وشبيحته في حق الشعب السوري الأعزل . وفي بيان تلاه محمد اللويز باسم الهيآت المشاركة ذكر فيها بالسياق التي جاءت فيه الثورة السورية و بالجرائم التي تمارس بتواطئ وصمت دولي، معلنا عن تضامن المشاركين المطلق مع الشعب السوري في محنته وقوفهم إلى جانبه في المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة وفي بناء نظام ديمقراطي تعددي. كما دعا المتحدث الشعب السوري بجميع مكوناته إلى مزيد من الصبر والثبات و الى تكتل مكوناته في صف واحد ضد الظلم والاستبداد والمذلة. و طالب المنظمات و الهيئات الإقليمية و الدولية بأن تتحمل كاملة مسؤولياتها تجاه ما يحصل من إزهاق متواصل للأرواح البريئة وإراقة مستمرة لدماء الأبرياء ومجازر وجرائم وحشية يرتكبها النظام وجيشه أمام أنظار العالم والمبادرة . كما دعا المشاركون الحكومة المغربية إلى تحمل مسؤوليتها وإلى المزيد من الفعالية والمبادرة إلى تحرك دولي لا يجاد حل للأزمة السورية و خاصة من خلال عضوية المغرب في مجلس الأمن ومطالبتها بطرد السفير السوري تأسيا بما فعلت بعض الدول الغربية.