تحلق مساء الاثنين 13 غشت الجاري مواطنون سوريون ومغاربة حول موائد الإفطار بحي الاحباس وتحديدا بزنقة المسجد بالدارالبيضاء، بناء على دعوة من اللجنة الشبابية المغربية لدعم الشعب السوري، التي سبق وأن سطرت هذا الإفطار التضامني ضمن برنامج عملها، بعد منع وقمع المهرجان الذي كانت تعتزم تنظيمه بساحة محمد الخامس في وقت سابق بتنسيق مع هيئة نصرة قضايا الأمة. عبد الباسط البيك،ولاء زيتون، حمزة مسلم وآخرون، من جنسية سورية أو جنسية مزدوجة مغربية وسورية، جلسوا إلى جانب إخوانهم وأخواتهم المغاربة في اللجنة الشبابية، واستعرضوا جميعا تفاصيل معاناة الشعب السوري، منذ الأحداث الأولى لانتفاضة السوريين التي انطلقت وعلى مر 3 أشهر وهي ترفع شعار «سلمية سلمية» لكن نظام بشار الأسد كان له رأي آخر واختار أن يواجهها بكل دموية. اللقاء شكل فرصة لطرح استفسارات وأسئلة عدة حول واقع الشعب السوري، حول حياته اليومية، حول تركيبة نظام الأسد العسكرية والاستخباراتية، حول مواقف دول بعينها، حول الأصدقاء وغير الأصدقاء، فكانت جلسة فاضت لها دموع المقل، واهتزت لها المشاعر والأحاسيس، ورفعت خلالها أكف الضراعة إلى الباري عز وجل ترحما على الشهداء، وبدعوات الصبر للأرامل والأيتام والمعطوبين، وطلبا للفرج ولتحقيق الشعب السوري للحرية والكرامة والعدالة. من جهته أشاد المواطن السوري عبد الباسط البيك بعمل اللجنة الشبابية المغربية لدعم الشعب السوري، منوها بكل مبادراتها الرامية إلى إزالة رمز الاستبداد في النظام السوري ممثلا في المجرم بشار الأسد،مؤكدا بأن الشعب المغربي من خلال مبادرات اللجنة الشبابية والدفع في اتجاه طرد السفير البعثي من الرباط، أبان فعلا عن دعم استثنائي، ووفائه لشيم الأخلاق الطيبة قولا وفعلا، وهو تضامن غير مفاجئ من شعب كان ومازال يخرج بمئات الآلاف نصرة لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والتمس البيك من الشعب المغربي الإكثار من الدعاء بالنصر للشعب السوري، الذي يقتل وتنتهك حرماته يوميا منذ أكثر من عام ونصف على يد عناصر من النظام الأسدي وشبيحته، بواسطة الطائرات والمروحيات والمدافع، في الوقت الذي لم يطلق ولو رصاصة واحدة ضد العدو الصهيوني المحتل، مبرزا بأنه يعتمد في بقائه على ترسانة عسكرية واستخباراتية طائفية ودعم خارجي من روسيا والصين وإيران وتيارات سياسية في لبنان، مقابل شعب حر ثائر في وجه هذا الإجرام رافعا شعار «الموت ولا المذلة». بالمقابل استحضر مقرر اللجنة الشبابية الأجواء الرمضانية التي يعيشها السوريون خلال صيامهم وقيامهم، وأثناء ركوعهم وسجودهم، وسط شلالات وأنهار من الدماء التي توضح بشاعتها وبجلاء الصور التي تتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، داعيا للشهداء بجنات الخلد ولزبانية النظام بالدرك الأسفل من الجحيم وان يكون السعير مثواهم، مبرزا في عمق الروابط المتينة التي تربط الشعبين السوري والمغربي والتي زادتها صلابة الثورة السورية ووقوفها في وجه القتل والقمع، مذكرا بسياق تأسيس اللجنة التي مر على تشكيلها سنة، ومشددا على استمرارها في الدعم والتضامن المطلق إلى حين سقوط النظام الأسدي المجرم وإعادة إعمار سوريا على أسس الحرية والكرامة والعدالة. كما استعرض الخطوات النضالية المستقبلية ممثلة في نصب خيمة للتضامن الشعبي مع سوريا، ومحاكمة رمزية لبشار الأسد، وتنظيم ندوة بالعاصمة الرباط تزامنا مع انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا». وفي السياق ذاته شدد الإخوة محمد بنعربية وحنان رحاب ونجوى كوكوس أعضاء اللجنة الشبابية على ضرورة الوحدة السورية بمختلف طوائفها على رحيل النظام الأسدي، وعدم السقوط في فخ المواجهات الطائفية التي يخطط لها النظام في سوريا. وإلى جانب هذه الكلمات كان للتنشيط الفني حضور من خلال وصلات روحانية وحماسية، ألقاها المنشد المغربي أسامة بومسهولي والسورية ولاء زيتون، واختتم هذا اللقاء التواصلي والتضامني بدعاء رفعه الأخ هشام الشولادي عضو اللجنة الشبابية تضرعا لله عز وجل، بالنصر والتمكين للشعب السوري، وبأن يتقبل الشهداء في جنات الخلد، وأن يهلك الطغاة المستبدون في سوريا.