تعرف مدينة بني ملال مند سنوات خلت ظاهرة اجتماعية خطيرة وهي ( التسول) والتي تأخذ منحيين إما بشكل جماعي أو فردي هده. الظاهرة التي نمت وانتشرت بسرعة.لنجدها منتشرة في جميع الأماكن ( المساجد(خاصة أيام الجمعة والأعياد) المقابر المقاهي المحطات الطرقية-على أرصفة الشوارع ... ) بأناس من مختلف الأعمار والجنس ، كل واحد وطريقة التسول فهناك من يلتجأ إلى الأطفال كوسيلة أسرع لاستعطاف الناس وهناك من يدعي المرض وآخرون تعرضوا للسرقة... كل هذا المشهد الدرامي قصد استعطاف الناس للوصول إلى قلوبهم بأساليب في منتهى «الاحترافية والإتقان ، نساء يفرشن لأولادهن على «قطع من الكارطون والبلاستيك وثياب قذرة وإلى جانبهم صورة عن شهادة طبية( وهي في الأصل تجدها أما لشخص أخر وتكون قديمة من حيث التاريخ) تقول أن ابنها مصاب بمرض عضال يستوجب مبالغ مالية لا يمكن جمعها إلا بالتسول مع أمام باب جامع أو على رصيف الشارع، كما هو الشأن في الشارع الرئيسي محمد الخامس الذي يضج بالحركة في قلب المدينة. أصحاب عاهات طبيعية واصطناعية، مسنونأكل الدهر عليهم وشرب وتركهم بلا سند ولا معين بعد أن تخلى عنهم فلذات أكبادهم فأستوعبهم الشارع حين ضاقت بهم بيوتهم القصديرية ، أطفال عوض الذهاب إلى المدرسة يتسولون في المقاهي ... والبقية ممن يطرقون أبواب المنازل في أوقات مختلفة من النهار للبحت عن لقمة من الخبز اليابس والسكر والملابس البالية لعلها تسكن رمق جوعهم وملبسهم. فلقد أصبحت شوارع مدينة عيون اسردون في المدة الأخيرة تعج بالعشرات من المتسولين والمتسولات المجهولين الهوية الذين جاؤوا من مناطق مختلفة، خصوصا تلك القريبة من سهل تادلة، حيث دفعت بهم الظروف الصعبة القاسية والمشاكل الاجتماعية إلى الهجرة نحو مدينة بني ملال للعمل ولكن أغلبيتهم لم يجدوا عملا مما دفع بهم إلى التعاطي للتسول، لكن قاسمهم المشترك هو الحرمان والفقر والمعاناة نتيجة أوضاعهم الاجتماعية يفضل المتسولون وسط المدينة، خصوصا منهم ذوو العاهات، على طول شارع محمد و الخامس لكثرة رواده، في حين أن الأسواق الكثيرة لهذه المدينة يرتادها المتسولون القادرون على الطواف من الذكور والإناث، خصوصا سوق الجملة حيث التجار الكبار يمنحون صدقات على شكل مواد غذائية وخضر وغيرها، يتولى المتسولون إعادة بيعها في سوق المتلاشيات في السوق القديم ليضمنوا دخلا إضافيا آخر ، أما المحطة الطرقية فهي وجهة مفضلة للشابات والشبان الذين يكونون، في غالبيتهم إما هربوا من أهلهم أو ينتظرون فرصة سانحة لتغيير الوجهة .فقد قام طاقم البوابة من اخد تصاريح بعض المتسولين .فقد عبروا للبوابة أن التسول مهنة لها أعرافها وأخلاقياتها، لايخجلون إطلاقا من كونهم يمارسون هذا النشاط منذ مدة بل على العكس من ذلك تماما، فهم يفتخرون بكونهم يمارسون التسول، تقول (فاطمة –متسولة) بابتسامة ساخرة:" «حين كتكون الوقت عيانة، أفضل البلايص القهاوي والمطاعم ومنين كيقرب العيد والعطل المدرسية المكان المناسب محطة الطاكسيات الكبيرة، أما أيام الجمعة والمناسبات الدينية أختار الوقوف أمام أبواب المساجد لاستعطاف المصلين." . وهده بعض الاحصائيات لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ألف شخص هو عدد المتسولين المغاربة، 48.9 في المائة منهم رجال و51.1196 في المائة منهم نساء، ويبرر 51.8 في المائة من هؤلاء ممارستهم التسول بالفقر، و12.7 في المائة منهم بالإعاقة، و10.8 في المائة منهم بالمرض، و24.7 في المائة يرجعون احترافهم التسول إلى أسباب أخرى و قدرت نسبة التسول الاحترافي بين هؤلاء بنحو 62.4 في المائة.. مروان عابيد-مراسل وكاتب صحفي