إن المتسوق لسوق أربعاء واويزغت سيصاب بدهشة وحسرة كبيرتين على ما آلت إليه المدينة من سوء التدبير خاصة على المستوى البيئي إذ تعج الشوارع الرئيسية والأزقة بعشرات البغال والحمير بعدما تحولت هذه الشوارع رغما عن أنفها إلى إسطبلات البهائم التي يستعملها المتسوقون من دواوير خارج المدار الحضري لقضاء مآربهم، غير أن هذه الظاهرة التي تنتشر على مرأى المسؤولين الجماعيين والسلطات أضحت خطرا بيئيا حقيقيا يهدد صحة وسلامة الساكنة بالمركز، ويشكل مضايقة للمارة الدين يضطرون للسير وسط الشارع بعد اكتساح هذه الدواب للأرصفة والملك العمومي، كما أن فضلات ومخلفات هذه البهائم، وما ينبعث منها من روائح وحشرات سامة تشكل تهديدا حقيقيا للأطفال وتلامذة المدارس بالمركز . إن هذه الظاهرة وغيرها، وحالات الإخفاق المتواصل للقائمين على الجماعة في معالجة مثل هذه الملفات هي العناوين البارزة لسياسة سوء التدبير الجماعي، وإن احتضان المدينة لهذا العدد الكبير من البغال والحمير دون أن يحرك احد ساكنا، قد يدفع بالزائر أن يطلق عليها إسم "مدينة البهائم" أسوة برواية الكاتبة الشيلية إيزابيل ألليندي رغم الفرق في غرابة وخرافية بهائم الرواية والبهائم الواويزغتية الحقيقية التي تكتسح المركز الحضري كما توضح الصور. أو أن الزائر قد يظن أن هذا المشهد من الرواية الرمزية " مزرعة الحيوان " Animal farm » « للكاتب الانجليزي جورج اورويل. لأن هذه الطوابير من الدواب ترمز وتوحي بوقفة احتجاجية قد تكون بوادر ثورة حيوانية ضد ما آلت إليه الأوضاع في واويزغت، أو ضد الاضطهاد الذي تعانيه هذه البهائم من عدم الإنصاف وسوء المعاملة لعدم تخصيص إسطبلات واسعة لائقة بكرامتها. فإلى متى يا ترى سيستمر هذا الوضع؟؟؟؟؟