الطفرة العمرانية بأيت اعتاب وغياب البنية التحية يكتسي التعمير وتهيئة المجال في العالم القروي عدة خصوصيات تختلف تماما عن نظيرتها في المجال الحضري. وقد اعتمدت الدولة مقاربة تتوخى من خلالها الرقي بالتجمعات العمرانية القروية الى مراكز حضرية حتى يسهل التعامل مع حاجياتها الاساسية من ماء وكهرباء وتطهير سائل ومدارس ومستوصفات وغيرها لأجل ذلك، ولمواكبة الطفرة العمرانية التي يشهدها التعميربالمجال القروي وضعت الدولة ميكانيزمات وقواعد وترسانة قانونية تروم تهيئة المجال واستعمال الاراضي وفق أحكام خاصة تحدد العلاقات بين مختلف المتدخلين في الميدان . وعلى غرار باقي مناطق إقليم ازيلال يشهد مركز أيت اعتاب الأن بعد انتخاب المجلس الجماعي الجديد فورة عمرانية غير مسبوقة , بعد أن عانت لعقود طويلة من عشوائية وارتجالية,ولعل التعمير وتهيئة المجال هي أكثر المجالات التي برز فيها سوء التسيير وتدخلت فيها الاعتبارات السلطوية والقبلية .في هذا الصدد مازال العتابيون يستحضرون أحد الرؤساء والذي عمر طويلا على رأس المجلس القروي ووقف ضد الترخيص للجالية المقيمة بفرنسا من أجل بناء دور تأويهم عند عودتهم لقضاء العطلة الصيفية ,تحت ذرائع شتى، مرة بغياب تصميم التهيئة ومرات كثيرة لأسباب شخصية لاتمت للتعمير بصلة، مما حدا بأعداد كبيرة إلى الهجرة نحو المدن المجاورة.مما فوت على أيت اعتاب الاستفادة من المشاريع والقيمة المضافة للجالية. الأن نلقي نظرة على مجال الإسكان والتعمير بمركز أيت اعتاب: يبلغ عدد الدور 2189 منزلا، حسب احصاء 2004 ،وهي مقسمة على الشكل التالي : عدد الدور ذات المواصفات القروية 1337 منزلا، أي ما يمثل 63.4%,تليها الدور العصرية ب568 منزلا، أي ما يوازي 26.9%, وتأتي الدور المغربية التقليدية في المرتبة الثالثة ب 120منزلا بنسبة 5.7%, وتبلغ الدور العشوائية 29 منزلا، بنسبة 1.4%.والمثير هو أن 76% من الدور تحتوي على 3الى 5 بيوت أي إن نمط العائلة الممتدة لازال هو السائد ،والمنزل الواحد تتعايش فيه عدة أجيال. هذه الطفرة العمرانية والتسهيلات لايجب أن تحجب عنا حقيقة صادمة وربما مركز أيت اعتاب هو الوحيد على الصعيد الإقليمي والجهوي الذي لم يخضع للتهيئة والتأهيل على صعيد البنية التحتية المصاحبة للتعمير, ويكفي القول إن تطهير السائل غائب بشكل كلي وتكتفي الأسر بالحفر التقليدية لاحتواء المياه العادمة . أبرز البنى التحتية التي توقفت فيها عقارب الزمن هي الشوارع والأزقة بحيث لم يخضع أي شارع أو زقاق للتزفيت أو التبليط منذ الاستقلال. والطامة الكبرى هي غياب مستشفى يستجيب للمعايير المتعارف عليها في تأمين العلاج لساكنة يفوق عددها 35000 نسمة . وتبقى نقط الضوء الوحيدة فيما يخص البنى التحتية هي الطرق التي فكت العزلة عن بعض الدواوير , ثم الربط بالكهرباء الذي تستفيد منه 1274 أسرة أي بنسبة 60.4%من مجموع الأسر,إلى جانب 45.2%من الأسر التي تستفيد من الماء الصالح للشرب . خلاصة القو ل :إن الفورة العمرانية التي تشهدها أيت اعتاب يجب أن تواكبها إصلاحات جدرية للبنى التحتية وأن تتحمل الدولة والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني كل حسب موقعه المسؤولية في إخراج أيت اعتاب من سباتها العميق الذي طال كثيرا، ووضع المنطقة خارج سيرورة التاريخ.