تفاعلا مع مقال ونداء “أزيلال أو لاين” ليوم أمس، أكدت مصادر عليمة أن والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال السيد الخطيب لهبيل فور علمه بالحالة المستعجلة لرجل مسن بمنطقة إغرضان جماعة فم العنصر، أعطى تعليماته للسلطات المحلية بجماعة فم العنصر من أجل التدخل لنقل الشخص المصاب لتلقي العلاجات الضرورية، حيث انتقل عناصر من الوقاية المدنية والدرك الملكي وعون السلطة إلى عين المكان صباح اليوم الخميس 21 ماي الجاري. وحسب مصادر الجريدة من عين المكان فإن ستة عناصر من الوقاية المدنية وثلاثة عناصر من الدرك الملكي وعون سلطة برتبة “شيخ” تنقلوا صباح اليوم إلى منطقة إغرغر بعد قطع حوالي 50 كيلومتر من مركز جماعة فم العنصر، على متن ثلاث سيارات منها اثنتين للإسعاف، ثم واصلوا المسير على الأقدام إلى مسكن الرجل المصاب بدوار إغرضان حوالي 5 كيلومترات. وأضافت ذات المصادر أنه تم نقل الرجل المصاب من منزله إلى منطقة إغرغر حيث تنظره سيارة الإسعاف استغرق حوالي ثلاث ساعات، نظرا لصعوبة تضاريس المنطقة، لينقل بعد ذلك إلى المستشفى الجهوي لبني ملال لتقلي العلاجات الضرورية. و لقيت هذا التدخل استحسانا من طرف ساكنة المنطقة، مطالبين من الجهات المسؤولة الالتفات إلى مطالب ساكنة دواوير إغرضان وذلك بفك العزلة عن ساكنتها. يذكر أن مجموعة من ساكنة منطقة إغرضان قاموا يوم أمس الأربعاء 20 ماي الجاري، بنقل رجل مسن على الأكتاف بواسطة “مرفع” من قعر الواد إلى مسكنه بدوار إغرضان، في رحلة متعبة وشاقة وفي أواخر شهر رمضان امتدت من الساعة العاشرة صباحا من إلى حدود الساعة الرابعة مساء. وتحكي مصادر الجريدة في اتصال هاتفي أن السيد محمد بوعطي البالغ من العمر 75 سنة، يقطن بدوار إغرضان جماعة فم العنصر إقليمبني ملال، امتطى في الصباح الباكر من اليوم الأربعاء بغله متوجها إلى مركز تاكلفت لشراء حاجيات أسرته من المواد الغذائية، لكنه سقط ودابته في منحدر بمنطقة تلوين، مما سبب له إصابة بليغة على مستوى الظهر ولولا لطف الله لكان قد لقي حتفه. وتضيف ذات المصادر أنه بقي ملقى بمنطقة الحادث إلى أن عثر عليه أحد المتسوقين، ليقوم بإعلام الساكنة لتنطلق رحلة نقله إلى منزله، ووجه هؤلاء نداء من خلال الجريدة إلى السلطات المحلية بفم العنصر من أجل تسخير سيارة إسعاف لنقل الرجل المصاب إلى المستشفى الجهوي لبني ملال لتلقي العلاج الضروري. ومن الجدير بالذكرأن منطقة “إغرضان” تقع على بُعد أكثر من 50 كلم عن مركز الجماعة الترابية فم العنصر بإقليمبني ملال، وتتكون من دواوير إغرغر، أيت وهرماش، تاوريرت، أولو وتلوين، والتي تعاني ساكنتها من مجموعة المشاكل، أهمها غياب طريق معبدة تخرجها من العزلة التي تعيشها حوالي 100 أسرة، وغياب مشاريع تنموية من شأنها أن ترقى بهذه الدواوير إلى مستوى تطلعات الساكنة. وأعربت ساكنة إغرضان من خلال الفيديو الذي توصلت به الجريدة عن تذمرها وغضبها الشديد إزاء ما سمته ب”سياسة التهميش والإقصاء” المفروضة عليهم منذ الاستقلال إلى يوم الناس هذا، دون أن تتحرك الجهات المسؤولة لرفع الحيف عن هذه الدواوير التي تعيش عزلة تامة فلا طرق ولا مدارس ولا مستوصف ولا ماء ولا كهرباء في مغرب الألفية الثالثة. وأضاف المتحدثون أن غياب المسلك الطرقي المعبد يفاقم معاناة المواطنين، خصوصا المرضى منهم والنساء الحوامل، حيث تضطر الساكنة لنقلهم على الأكتاف مشيا على الأقدام للوصول إلى أقرب طريق معبدة قصد استكمال رحلة العلاج إلى بني ملال أو أي مدينة أخرى. وتجدر الإشارة إلى أنه نظرا لوعورة تضاريس المنطقة وصعوبة الممرات والمسالك المؤدية لدواوير المنطقة، تبقى الوسائل التقليدية المتاحة هي الوسيلة الوحيدة التي يلجأ إليها السكان لنقل النساء الحوامل أو المرضى إلى أقرب نقطة تصلها سيارة الإسعاف، أو الاستعانة في الحالات المستعجلة بخدمات المروحيات الطبية.