شمر رجال وشباب منطقة إغرضان التابعة لجماعة فم العنصر إقليمبني ملال عن ساعد الجد لفك العزلة عن دواويرهم معتمدين في ذلك عن إمكانياتهم الذاتية البسيطة بعد مرور أزيد من عشرين يوما عن التساقطات الثلجية الكثيفة التي عرفتها المنطقة. وقال الشاب صالح بوعتي من ساكنة المنطقة في شريط فيديو توصلت به الجريدة إن دواوير : أيت وهرماش أولو اغرضان اغرغر تلوين محاصرة بالثلوج ، وأنه بعد مرور أزيد من 20 يوما على التساقطات المطرية والثلجية لازلت دواويرهم محاصرة، مما يهدد حياتهم وحياة مواشيهم التي تحتاج للعلف لإنقاذها من الهلاك لعدم وجود أي طريق سالك لجلب المؤونة للساكنة والأعلاف للماشية . وأضاف بوعتي في ذات الشريط أن مجموعة من ساكنة المنطقة توجهوا إلى مقر ولاية جهة بني ملالخنيفرة يوم 17 يناير 2018 لطلب الإغاثة ، لكن بدل الاستجابة لمطلبهم المشروع باغثتهم القوات المساعدة وقائد فم العنصر بعد منتصف الليل وفرقتهم باستعمال القوة وأنهم قاموا بتفتيشهم وحجز هواتفهم وضاعت أحذية بعضهم وهو ما خلف في أنفسهم الإحساس بالحكرة فهم جاؤوا من أجل المطالبة بحقوقهم وإغاثة أهاليهم لكن المسؤولين لهم وجهة نظر أخرى. والتمس بوعتي من جلالة الملك محمد السادس إيفاد لجنة للوقوف على الأوضاع المزرية التي تعيشها هذه المناطق ، كما ناشدت ساكنة هذه الدواوير المسؤولين الحكوميين الالتفات إلى هذه المناطق المهمشة التي تعيش في عزلة عن العالم الخارجي خاصة في فصل الشتاء. وأضاف رجل آخر من ساكنة إغرضان في ذات الفيديو أنه رغم العزلة التي تعيشها ساكنة هذه الدواوير منذ التساقطات الثلجية الأخيرة، ونداءات الاستغاثة المتكررة التي وجهوها عن طريق السلطة المحلية لفم العنصر، غير أنه لا احد يلتفت لأمرهم ويكثرت للأوضاع القاسية التي تعيشها الساكنة خاصة في موسم التساقطات الثلجية. وأشار ذات المتحدث إلى أن معاناة الساكنة تزداد صعوبة إذا اشتد المرض على أحدهم أو حالة النساء الحوامل المقبلات على الوضع حيث يضطر الرجال إلى حمل المريض أو المرأة الحامل على متن النعوش " سواتر " فوق الأكتاف وسط الثلوج لمسافة طويلة إلى أقرب منطقة يمكن أن تصل إليها سيارة الإسعاف وينضاف إلى هذه المعاناة يضيف ذات المصدر مطالبتهم بأداء ثمن وقود سيارة إسعاف الجماعة. يذكر أن ساكنة منطقة إغرضان تعيش التهميش حيث لايوجد بها أي مرفق عمومي ، لا طريق أو مسالك ، ولا مدرسة أو مستوصف ، ولا ماء أو كهرباء ، ولا قناطر على الأودية الموسمية، وحتى المساعدات الإنسانية التي تخصصها الدولة للمناطق التي تعيش في الهشاشة وتعاني موجة البرد القارس والتساقطات الثلجية من خلال مؤسسة محمد الخامس للتضامن لا تعرف طريقها إليهم حسب تصريحاتهم اللهم بعض مبادرات جمعيات المجتمع المدني. وتساءلت ساكنة منطقة إغرضان عن السر في استفادة الدواوير المجاورة لهم والتي تنتمي إلى إقليمأزيلال من الماء والكهرباء والطرق والمسالك منذ سنوات ، في الوقت الذي حرموا منها رغم أن ظروفهم الطبيعية متشابهة تماما، وهو ما يجعلهم يحسون بالحكرة. وبخصوص المسلك الطرقي الذي أعطى السيد محمد دردوري والي جهة بني ملالخنيفرة وعامل إقليمبني ملال انطلاقة أشغاله صباح يوم الجمعة 28 ابريل 2017 بإغرغر، والذي يربط بين مودج (تيزي ) ودوار اغرغر على طول 5.3 كلم، وستستفيد منه دواوير إغرعر وإغوردان وأولو وتبلغ تكلفة هذا المشروع 1.840350 مليون درهم من تمويل المجلس الإقليميلبني ملال والمديرية الجهوية للتجهيزوالنقل واللوجستيك لبني ملال، فإن الأشغال فيه حسب الساكنة متعثرة ويستحيل المرور منه الآن بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي حولت الجزء الذي تم فتحه إلى أوحال. معاناة ساكنة إغرضان المستمرة تسائل المجالس المنتخبة، ابتداء من المجلس الجماعي لفم العنصر الذي أهمل مطالب هذه الساكنة لسنوات طوال، والمجلس الإقليميلبني ملال ومجلس جهة بني ملالخنيفرة ، (تسائلهم) عن العدالة المجالية في توزيع المشاريع ، حيث أضحى الولاء الحزبي والانتخابي المعيار الأساسي في تمويل مشاريع بجماعات ترابية دون أخرى، إذ نجد جماعات ترابية حضيت بتمويل مشاريع من هذين المجالسين تصل إلى الملايير من السنتيمات في حين نجد مجالس أخرى حظها الصفر، وهو ما يتنافى مع توجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي ما فتئ يولي عنايته الكريمة بساكنة القرى والمداشر ويحث المسؤولين على ذلك .. ويصدق فيهم قول الشاعر " لقد أسمعت لو ناديت حيا ++ لكن لا حياة لمن تنادي؟؟