مرة أخرى يتدخل شباب دوار تاغية جماعة زاوية أحنصال إقليمأزيلال لينوبوا عن وزارة الصحة وباقي المصالح المعنية، لنقل شاب أصيب بمرض غير مشخص بعد حسب المعلومات التي توصلت بها الجريدة، بوسائل بدائية عبارة عن نعش يحمل على الأكتاف من دوار تاغية إلى مركز زاوية احنصال حيث يتواجد المركز الصحي القروي على بعد مسافة 8 كيلومتر من الدوار. وتفيد ذات المصادر أن نقل الشاب المريض والمسمى أحمد شريف البالغ من العمر 35 سنة متزوج و أب لأربعة أطفال، كان على الساعة التاسعة صباحا ، واستغرقت رحلة نقله المحفوفة بالمخاطر والمتسمة بالمشقة مدة ساعتين من الزمن ، وبعد ذلك تم نقله على متن سيارة الإسعاف التابعة للجماعة الترابية لزاوية أحنصال إلى المستشفى الإقليميلأزيلال. وأضاف متحدثنا من عين المكان أن معاناة ساكنة دوار تاغية مع مثل هذه الحالات من المرض أو الحمل تتكرر في كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة، مما يعمق جراحات المنطقة على مختلف الأصعدة. وأكد ذات المصدر أن دوار تاغية منطقة ساحرة يعشقها ويزورها كل من سمع بها وأناسها كرماء تستقبل نسب مهمة من السياحة الداخلية والخارجية في كل سنة، لكن في المقابل هم يعيشون معاناة حقيقية في كل يوم. ساكنة تاغية كما هو الشأن بالنسبة لعدد كبير من مناطق المغرب العميق، يعيشون معاناة في نقل مرضاهم على أكتافهم، وحمل مؤنهم على دوابهم، هم يعيشون في أعماق الجبال ومسقط رأس المقاوم أحمد أحنصال، وهم يدافعون عن وطنيتهم على مدى مر العصور . كانت آمالهم كورقة شجرة أدركها الشتاء تتناثر في السماء لتنبت من جديد ويحل عليها رياح وشتاء سنة أخرى . ويضيف متحدثنا من عين المكان، “هكذا كانت الوعود بفك العزلة على هذه المنطقة لمدة 6 سنوات متتالية على الرغم من النضالات والمطالب التي يرفعها سكان هذه المنطقة كل سنة”. لتصل عصارة كل المطالب حسب ذات المصدر إلى برمجة مشروع موقوف التنفيذ لفك العزلة على هذه المنطقة، رغم زيارة عامل عمالة إقليمأزيلال السيد محمد العطفاوي إلى المكان عينه كأول عامل للإقليم يزور المنطقة، ورغم عيشه مشقة الطريق الذي يبعد عن الجماعة ب 10 كلمترات مشيا على الأقدام لازالت الأمور لم تتغير بسبب التوقف غير المبرر للأشغال المتعلقة بفتح الطريق الرابطة بين زاوية أحنصال وتاغية علما أن الصفقة تمت خلال العام الماضي بمبلغ 480 مليون سنتيم. وختم ذات المتحدث تصريحه بكلمة تحمل الأمل في المستقبل قائلا: “ويبقي الأمل مستمرا في أذهان ساكني هذه المنطقة”. وتجدر الإشارة أن امرأة حامل نقلت بدورها خلال الأيام القليلة الماضية بنفس الطريقة من دوار تاغية إلى المركز الصحي القروي لجماعة زاوية احنصال على مسافة 10 كلمترات، انتهت بوضع توأمين في المركز الصحي لزاوية أحنصال، غير أن حالتها وحالة المولودين الصحية كانت في خطر، مما اضطرهم إلى نقلهم إلى المستشفى الإقليميلأزيلال بمرافقة ممرضة من المركز الصحي بزاوية أحنصال، وبقيت في المستشفى مدة 15 يوما، وخرجت وهي في صحة جيدة رفقة مولوديها تضيف مصادر الجريدة.