حين بدأ حفل افتتاح مهرجان أزيلال في نسخته الماسخة عفوا التاسعة، ذات مساء من يوم الأربعاء 25 يوليوز الجاري، وكما جرت العادة، أعتلى أكبرهم أبو معطف الدكالي المنصة، واجما عبوسا متوجسا قمطريرا، محدقا في المصورين والمراسلين يتفحصهم فردا فردا، وقد غادرت الابتسامة محياه، كأن أحدا نغص عليه هذا الافتتاح المبين وبالكاد ابتسم وهو يسلم جائزة التميز لوالد التلميذ النجيب من ثانوية المسيرة التأهيلية، ثم عاد وقد انشرحت أساريره أمام ضيفه الفوسفاطي وهو يقبل فتيات قاصرات فزن رياضيا، وفزن بالعطف عطفيا بقبلة خذية، حتى المحجبات لم يسلمن من السلام خذا بخذ، بينما ليونيل ميسي استحياء تفادي أن يلمس قاصرات وددن السلام عليه وفاء لزوجته همس صديقي في أذني وقال : ما لأبي معطف لا يضحك إلا لماما؟؟ قلت له إن الأطباء شخصوا مرضه وسموه مرض القرششة، ومفاده أن القروش حين تبتلع القروش يصعب عليها فتح الفاه، حتى لا تسقط الدنانير والقروش خاصة أمام الحيتان الصغرى، فينكشف أمر " الصارط والمصروط" أما لالة عيشة الجبلية فلم تفرق بين المثنى والجمع وهي ترحب ب (عامل + عامل)، أما رؤساء المصالح فتحولت إلى المصاطح حسب قاموس العامة فهم أصحاب " صنطيحة" والله أعلم أن فنون الأطلس أبدلت فنون الأطراد استمتع أبو معطف طويلا بلوحات فنية استعراضية، أحيانا يحدق في أشياء بعينها، وكثيرا ما شوهد شاردا، وحين يتسلل بنظره خلسة وبسرعة يميل برأسه جهة اليمين حيث كانت… كل الرؤساء حضروا وعاينوا و" نظروا " الشخصيات الخارجية والداخلية والجهوية واللاجهوية والبرلمانية ، المحلية واللامحلية ، و جمهور غفير من المواطنين، ما يناهز 30 فرقة فنية وفلكلورية ، من مختلف المناطق المغربية ، قدمت عروضا فنية شيقة ، نالت إعجاب الحضور الذي صفق لها وانتفظت الجموع كل إلى وجهة هو موليها، ولكن علية القوم توجهوا خارج أزيلال شمالا، ودخلوا كالفاتحين بسياراتهم الفارهة إلى هناك، حيث القاعة الرحبة لمركز الاستقبالات، هنالك صفت موائد الطعام، وانطلق الجمع في تناول ما لذ ولكنه ما طاب، لأن أغلب الآكلين سرعان ما باغثهم مغص شديد، فهل هي دعوة ممن باتوا جياعا ومسؤوليهم في شبع حد التخمة؟؟ أم هي لعنة روح الطفلة غزلان التي ماتت بلسعة عقرب؟؟ وتساءل معظم الغيورين بالفضاء الأرزق والأخضر والأصفر وكل الالوان، لو كانت فيهم ذرة مسؤولية أو انسانية ، لأوقفوا المهرجان حدادا ورحمة وشفقة على روح ورحيل غزلان، متسائلين : كيف لمن لا يقدر على توفير الأمصال أن ينظم مهرجانا بعشرات الملايين؟؟؟ رحم الله عمر بن الخطَاب حين كان بطنه يُحدث أصواتًا من كثرة ما أكل الخبز بالزيت كان يقول لبطنه : " قرقري أو لا تقرقري لن تذوقي طعم اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين" ألم يفكروا أو يخشوا يوماً بأن ربهم سيسألهم عنهم وعن أحوال أمتهم ، وإن سألوك عن العدل في أعالي الجبال، وأعماق أزيلال، وحين يبكي من الفقر والذل والهوان الرجال، و….و…..و…… فقل لهم مات عمر