القنيطرة... اختتام دوري أكاديميات كرة القدم    القيمة السوقية للدوري السعودي تتجاوز عتبة المليار يورو    باب برد: تفكيك عصابة إجرامية متورطة في سرقة وكالة لتحويل الأموال    الإرث الفكري ل"فرانتز فانون" حاضر في مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش    تطوان تحتفي بالقيم والإبداع في الدورة 6 لملتقى الأجيال للكبسولة التوعوية    نادٍ نرويجي يتبرع بعائدات مباراته ضد فريق إسرائيلي لدعم غزة    التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والشراكة بين مدينة طنجة ومدينة القدس الشريف    CDT تقر إضرابا وطنيا عاما احتجاجا على قانون الإضراب    حكومة أخنوش تتعهد بضمان وفرة المواد الاستهلاكية خلال رمضان ومحاربة المضاربات    هذه توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد    ابتداء من غد الاثنين.. ارتفاع جديد في أسعار المحروقات بالمغرب    هكذا يخطط المغرب لتعزيز أمن منطقة الساحل والصحراء    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج شهدت ارتفاعا بنسبة 2.1 في المائة    الرجاء البيضاوي يتجه إلى إلغاء الجمع العام مع إناطة مهمة الرئاسة إلى بيرواين حتى نهاية الموسم    "هِمَمْ" ترفض التضييق والتشهير بمديرة جريدة "الحياة اليومية"    نزار بركة يترأس الدورة العادية الموسعة للمجلس الإقليمي لحزب الاستقلال في العيون    مقتل مغربي بطلقات نارية في إيطاليا    الإعلام في خدمة الأجندات السياسية والعسكرية    كريستينا.. إسبانية سافرت للمغرب لاستعادة هاتفها المسروق بمدريد والشرطة المغربية أعادته إليها في أقل من ساعة    تجميد المساعدات الأميركية يهدد بتبعات خطيرة على الدول الفقيرة    الرئاسة السورية: الشرع يزور السعودية    تحذير من تساقطات ثلجية وأمطار قوية ورعدية مرتقبة اليوم الأحد وغدا الاثنين    تفكيك شبكة صينية لقرصنة المكالمات الهاتفية بطنجة    روبرتاج بالصور.. جبل الشويحات بإقليم شفشاون وجهة سياحة غنية بالمؤهلات تنتظر عطف مسؤولين للتأهيل    السلطات الأسترالية تعلن وفاة شخص وتدعو الآلاف لإخلاء منازلهم بسبب الفيضانات    حريق مُهول يأتي على ورش للنجارة بمراكش    المغرب يعزز موقعه الأممي بانتخاب هلال نائبا لرئيس لجنة تعزيز السلام    "رسوم ترامب" الجمركية تشعل حربًا تجارية .. الصين وكندا والمكسيك ترد بقوة    دراسة: هكذا تحمي نفسك من الخَرَفْ!    استئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل الاثنين بعد رابع عملية تبادل للرهائن والمسجونين    ائتلاف حقوقي: تجميد "ترانسبارانسي" عضويتها من هيئة الرشوة إعلان مدوي عن انعدام الإرادة السياسية في مواجهة الفساد    الصين: شنغهاي تستقبل أكثر من 9 ملايين زائر في الأيام الأربعة الأولى من عطلة عيد الربيع    الجمعية المغربية لدعم إعمار فلسطين تجهز مستشفى الرنتيسي ومستشفى العيون باسطوانات الأكسجين    المنتخب الوطني لأقل من 14 سنة يجري تجمعا إعداديا بسلا    طنجة تتأهب لأمطار رعدية غزيرة ضمن نشرة إنذارية برتقالية    ريدوان يخرج عن صمته بخصوص أغنية "مغربي مغربي" ويكشف عن مشروع جديد للمنتخب    ريال مدريد يتعثر أمام إسبانيول ويخسر صدارة الدوري الإسباني مؤقتًا    أولياء التلاميذ يؤكدون دعمهم للصرامة في محاربة ظاهرة 'بوحمرون' بالمدارس    حجز أزيد من 700 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة بطنجة    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج فاقت 117 مليار درهم خلال 2024    مؤسسة طنجة الكبرى تحتفي بالكاتب عبد السلام الفتوح وإصداره الجديد    هذا هو برنامج دور المجموعات لكأس إفريقيا 2025 بالمغرب    مقترح قانون يفرض منع استيراد الطماطم المغربية بفرنسا    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. أرقام صادمة وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    ثمن المحروقات في محطات الوقود بالحسيمة بعد زيادة جديد في الاسعار    الانتقال إلى دوري قطر يفرح زياش    مسلم يصدر جديده الفني "براني"    لمن تعود مسؤولية تفشي بوحمرون!    لقجع: منذ لحظة إجراء القرعة بدأنا بالفعل في خوض غمار "الكان" ولدينا فرصة لتقييم جاهزيتنا التنظيمية    القاطي يعيد إحياء تاريخ الأندلس والمقاومة الريفية في عملين سينمائيين    الإعلان عن تقدم هام في التقنيات العلاجية لسرطانات البروستات والمثانة والكلي    محاضرة بأكاديمية المملكة تُبعد نقص الذكاء عن "أطفال صعوبات التعلم"    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليق الرياضي أو الخطاب المتعدد على هامش مباراة المغرب و البرتغال في المونديال
نشر في أزيلال أون لاين يوم 22 - 06 - 2018

المباراة انتهت كما هو معلوم بفوز البرتغال و سيطرة المغرب …فكيف قدم التعليق الرياضي أو جزء منه المواجهة بين الفريقين ،فالمونديال هو مجال لمواجهة الفرق ..و هو عبارة عن حروب حقيقية تختلط فيها السياسة بالاقتصاد بالرياضة و الهويات و الثقافات ، كما أنه سوق عالمي للمواجهة بين الرموز ..البحارة البرتغال و الأسود في هذه المبارة .. يقول المعلق بعد تسجيل الهدف الاول في الدقلئق الأولى من اللعب : الفعالية تحمل اسما واحدا هو كريستيانو رولاندو … مما يشبه اعلانا إشهاريا سريعا لسلعة عالمية و منتوج كروي و بطولة لا نقاش حولها عالميا .. ثم عند الهجوم المتكرر للفريق المغربي يسير التعليق في سياق آخر : فيتحدث عن استرجاع المغاربة لقوتهم و ليعلن بشكل مفاجئ و قد استسلم للاندهاش من التحول الجذري لمجرى الاحداث و الهجوم المتكرر للفريق المغربي و حماس الجمهور المغربي المناصر لفريقه و بشكل غير متوقع : المغاربة يحتلوا موسكو، و هو خطاب في منتهى الحماس يتخلله رجوع تاريخي الى اللعب المغربي و منجزاته الماضية و أمجاده و كأنه يتحدث عن عنقاء انبعثت من رمادها ، و يربط بين الحاضر و الماضي ، ثم يعقد مقارنة بين الرموز التي تتخذ شكل مقارعة او مبارزة بين البحارة البرتغال و الأسود المغاربة ..فإذا كان البرتغاليون قد انتصروا في البداية فإن المبارة لم تحسم بعد و الأسود لا زالت تزأر .. يعود التعليق الى رولاندو باعتباره البطل الاسطوري و القائد لجيش الخصوم ، مشيرا الى خيبة الأمل التي يشعر بها هذا الأخير و هو يقف عاجزا امام هجوم الفريق المغربي ، و يضيف المعلق و هو في منتهى الاندهاش من انجازية و قتالية المنتخب المغربي : مش ممكن ..مش معقول … مش مقبول … يعود التعليق إلى تمجيد البطل و أسطرة مساره الخاص .. أول لاعب في التاريخ يسجل …عجزت الصقور و عجزت الفراعنة فما ذا سيكون مصير الأسود … المغاربة يتواجدون امام معسكر البحار… و يصرح التعليق باللهجة المغربية هذه المرة مشجعا على تحقيق الانجاز المفتقد: واخا الدراري التعادل ممكن …. و يعود التعليق إلى الحماس الشديد لدرجة المبالغة و هو يربط بين الحدث الكروي و أحداث أخرى متخيلة تتخذ بعدا تاريخيا و تناصيا مع أحداث افتراضية أو تاريخية مشابهة : المغرب يحاصر ليشبونة ، الاسود ينطلقون لغزو البرتغال …. لقد تجاوز الفريق المغربي هزيمة البداية و لم يستسلم:فرغم صدمة البداية المغرب يؤدي بشكل جيد … يشير التعليق الى روعة اللعب المغربي لكنه يستدرك معلقا و مستنكرا عدم تمكنه من النصر رغم كل هذه البراعة و الاستماتة في الهجوم على الخصوم : مش ممكن .. ما أروعك يا حكيم …. و لكن تنقص اللمسة الاخيرة و الفينيش .. يقول المعلق : يقرر التعليق انطلاقا من ادراك سابق عن طبيعة العلاقة بين الفريقين فيقول للفريق المغربي : لا لمركبات النقص …ممكن ممكن .. ليخرج الى التناص من أجل تأكيد معنى الانجاز المغربي فيقول عن البرتغال : يعانون يتألمون في صمت الفريق البرتغالي ..و يتحول الى التأسف على الحظ ليستحضر قولة لأبي ذر الغفاري بتصرف حسب سياق التعاطف مع المغاربة الذين لم يحالفهم الحظ رغم جهودهم : الحظ الذي لو كان رجلا لقتلته .. و ينتقل التعليق الى المدح و التمجيد و ذكر الألقاب فالفريق المغربي ممثل شمال افريقيا و الكرة العربية .. مستعد للقتال من اجل موروكو ، المغرب تعود الى المونديال بقيادة فرنسية .. لكن يستدرك مرة للحديث عن الحالة النفسية للاعبين في بداية المبارة : داخلين مرعوبين داخلين خايفين .. و يشير الى لاعب خصم ليطلب منه ان لا يكون ناكرا للجميل : يا ما كليتي الكسكس المغربي .. يا ما جلتي في مراكش …و يظهر و كان المعلق يعود إى الصور و الاخبار التي يمتلكها عن اللاعبين ليذكر بعض الأمور الخاصة .. يمضي التعليق في روحه التحريضية على تحقيق النصر رغم عدم المساواة بين الفريقين ..نفس الروح نفس الهزيمة نعرف تفوقهم علينا .. كل شي ممكن .. ليعود الى استنكار النتيجة الغير المنطقية : ما عمرها تحصل فريق يستحوذ كل هذه المدة و يخسر … و يقدم التعليق التبرير المناسب : و ينسبه إلى التفوق العددي و غياب المهاجمين ..و عن المهاجم المغربي في مربع التسجيل يقول مقررا : كان فريدا يتيما و حيدا ..كما يشير الى انجاز الحارس : يبدع الحارس ..و يضيف معلقا على أخطاء التحكيم الأمريكي : السياسة تدخلت كثيرا في الرياضة …. .. ليصرح بشكل مفاجئ و كأنه خارج السياق : عند العرب .. نحن العرب عندنا الاستدراك .. الكرة ضاعت ،فرصة كبيرة ، تفوق حتى فنيا ، ينعت أحد اللاعبين بالفهد الأسمر، محترم جدا من الطرف الاخر ، و زيادة في الحماس و التطلع الى الهدف او النصر : لهم البدايات و لنا الخواتيم .. ويعمد العليق إلى التساؤل في نوع من التأسف و اليأس و الاستنكار : اليس منكم رجل يضرب الراس ..و يينك يا المهدي وينك يا مدافع و ينك يا هداف … طارحا سؤالا مهما في حسم النتيجة : هل سيتحمل المنتخب المغربي جسديا إلى آخر المباراة .. ويلاحظ أن نفس الاخطاء تتكرر بعدم وجود مهاجمين يكملون المهمة و يحققون النصر : يلزم لاعب في البوكس …على المستوى البدني يمكن يحقق التعادل مع ذكر بعض الاسماء : بو الطيب بوحدو : يالله يالدراري …. استعمل التعليق اللهجة المغربية في مناسبات متعددة و كانه يتوجه الى الجمهور المغربي دقة دقة ، و يظهر التعاطف مع الفريق المغربي : يالله .. البرتغال تتلقى الدروس انا متيقن ان المغرب ستلعب لعب كبير …كلاهوم لحم وسبوهم عظم …و قت زلزال .. خلاص يا …. وفيت لا حاجة سيتعادلون .. امتعتمونا رجال شرفتم يالدراري … ما أروعك يا نور الدين يالمرابط .. ثم يعود التعليق الى استعمال الرمز : الاسود تزأر بجدارة و أحقية … نفس خطاب الاسف يعود اليه التعليق : هدف التعادل مستحق .. اي غياب للإنصاف ياكرة القدم … حليمة تعود لعادتها القديمة نفس الاخطاء .. ضغط رهيب .. ليخلص الى النتيجة و قد كفته جودة اللعب عن الانتصار الحقيقي بتسجيل الأهداف .. المغرب كسر البرتغال .. انا احيي تلك الجماهير المغربية ..المغرب .. لقد تلقى الخصم درسا و لزمه صبر أيوب ليصد تلك الهجمات التي قام بها الأسود صبر ايوب درس من دروس الحياة .. إلا أن الانتصار استعصى و المباراة في آخرها و التعليق ينتظر التحول في مجرى السرد :المتر الاخير .. المشوار الاخير مع تزايد التشويق .. ليخلص الى القول : التعادل ضاع مش ممكن … يحاول التعليق أن يغير مجرى المباراة عن طريق التدخل اللفظي ، و ان يغير النتيجة امش مغرب امش ..ركنية ما هذا .. و عندما لا يتحقق ما يريد و يرغب فيه كنتيجة منطقية لمجريات أحداث المباراة ،يقول : كريستيانو لا يستحق الفوز امام الاسود .. و ليجمل احسن مباراة للمغرب من سنوات .. المغرب ابدعت و البرتغال فازت البحث عن اللغز.. البرتغال صمدت … مش ممكن على روعة الاسود ..مش ممكن المغرب أسال العرق البارد بالفريق البرتغالي ..ليخلص الى القول مستسلما للتحليل الخرافي و السحري: الماتش منحوس ، مستنتجا الحكمة إذا كان الشوط الاول درس فالشوط الثاني دروس … و في الختام يعلن التعليق أن المغاربة شرفوا الكرة العربية و الافريقية برافو الأسود شرفتمونا رغم هذه النتيجة من رحم المعاناة التي لم تنفع معها المحاولة الاخيرة للخصم … من ريس البحر آخر كرة … يعود التعليق في النهاية الى التقرير بمرارة : صعيب خسارة ماتش مثل هذا .. قد ابلت الاسود بلاء حسنا لكنها خرجت رسميا من المونديال ..و مع ذلك لا يجب ان ننسى كمشاهدين براعة التعليق الرياضي و خبرة المعلق في نقله للأحداث و توجيهه للمشاعر و حبكته للسرد و تفننه في الخطاب …
التعليق الرياضي أو الخطاب المتعدد على هامش مباراة المغرب و البرتغال في المونديال د محمد فخرالدين المباراة انتهت كما هو معلوم بفوز البرتغال و سيطرة المغرب …فكيف قدم التعليق الرياضي أو جزء منه المواجهة بين الفريقين ،فالمونديال هو مجال لمواجهة الفرق ..و هو عبارة عن حروب حقيقية تختلط فيها السياسة بالاقتصاد بالرياضة و الهويات و الثقافات ، كما أنه سوق عالمي للمواجهة بين الرموز ..البحارة البرتغال و الأسود في هذه المبارة .. يقول المعلق بعد تسجيل الهدف الاول في الدقلئق الأولى من اللعب : الفعالية تحمل اسما واحدا هو كريستيانو رولاندو … مما يشبه اعلانا إشهاريا سريعا لسلعة عالمية و منتوج كروي و بطولة لا نقاش حولها عالميا .. ثم عند الهجوم المتكرر للفريق المغربي يسير التعليق في سياق آخر : فيتحدث عن استرجاع المغاربة لقوتهم و ليعلن بشكل مفاجئ و قد استسلم للاندهاش من التحول الجذري لمجرى الاحداث و الهجوم المتكرر للفريق المغربي و حماس الجمهور المغربي المناصر لفريقه و بشكل غير متوقع : المغاربة يحتلوا موسكو، و هو خطاب في منتهى الحماس يتخلله رجوع تاريخي الى اللعب المغربي و منجزاته الماضية و أمجاده و كأنه يتحدث عن عنقاء انبعثت من رمادها ، و يربط بين الحاضر و الماضي ، ثم يعقد مقارنة بين الرموز التي تتخذ شكل مقارعة او مبارزة بين البحارة البرتغال و الأسود المغاربة ..فإذا كان البرتغاليون قد انتصروا في البداية فإن المبارة لم تحسم بعد و الأسود لا زالت تزأر .. يعود التعليق الى رولاندو باعتباره البطل الاسطوري و القائد لجيش الخصوم ، مشيرا الى خيبة الأمل التي يشعر بها هذا الأخير و هو يقف عاجزا امام هجوم الفريق المغربي ، و يضيف المعلق و هو في منتهى الاندهاش من انجازية و قتالية المنتخب المغربي : مش ممكن ..مش معقول … مش مقبول … يعود التعليق إلى تمجيد البطل و أسطرة مساره الخاص .. أول لاعب في التاريخ يسجل …عجزت الصقور و عجزت الفراعنة فما ذا سيكون مصير الأسود … المغاربة يتواجدون امام معسكر البحار… و يصرح التعليق باللهجة المغربية هذه المرة مشجعا على تحقيق الانجاز المفتقد: واخا الدراري التعادل ممكن …. و يعود التعليق إلى الحماس الشديد لدرجة المبالغة و هو يربط بين الحدث الكروي و أحداث أخرى متخيلة تتخذ بعدا تاريخيا و تناصيا مع أحداث افتراضية أو تاريخية مشابهة : المغرب يحاصر ليشبونة ، الاسود ينطلقون لغزو البرتغال …. لقد تجاوز الفريق المغربي هزيمة البداية و لم يستسلم:فرغم صدمة البداية المغرب يؤدي بشكل جيد … يشير التعليق الى روعة اللعب المغربي لكنه يستدرك معلقا و مستنكرا عدم تمكنه من النصر رغم كل هذه البراعة و الاستماتة في الهجوم على الخصوم : مش ممكن .. ما أروعك يا حكيم …. و لكن تنقص اللمسة الاخيرة و الفينيش .. يقول المعلق : يقرر التعليق انطلاقا من ادراك سابق عن طبيعة العلاقة بين الفريقين فيقول للفريق المغربي : لا لمركبات النقص …ممكن ممكن .. ليخرج الى التناص من أجل تأكيد معنى الانجاز المغربي فيقول عن البرتغال : يعانون يتألمون في صمت الفريق البرتغالي ..و يتحول الى التأسف على الحظ ليستحضر قولة لأبي ذر الغفاري بتصرف حسب سياق التعاطف مع المغاربة الذين لم يحالفهم الحظ رغم جهودهم : الحظ الذي لو كان رجلا لقتلته .. و ينتقل التعليق الى المدح و التمجيد و ذكر الألقاب فالفريق المغربي ممثل شمال افريقيا و الكرة العربية .. مستعد للقتال من اجل موروكو ، المغرب تعود الى المونديال بقيادة فرنسية .. لكن يستدرك مرة للحديث عن الحالة النفسية للاعبين في بداية المبارة : داخلين مرعوبين داخلين خايفين .. و يشير الى لاعب خصم ليطلب منه ان لا يكون ناكرا للجميل : يا ما كليتي الكسكس المغربي .. يا ما جلتي في مراكش …و يظهر و كان المعلق يعود إى الصور و الاخبار التي يمتلكها عن اللاعبين ليذكر بعض الأمور الخاصة .. يمضي التعليق في روحه التحريضية على تحقيق النصر رغم عدم المساواة بين الفريقين ..نفس الروح نفس الهزيمة نعرف تفوقهم علينا .. كل شي ممكن .. ليعود الى استنكار النتيجة الغير المنطقية : ما عمرها تحصل فريق يستحوذ كل هذه المدة و يخسر … و يقدم التعليق التبرير المناسب : و ينسبه إلى التفوق العددي و غياب المهاجمين ..و عن المهاجم المغربي في مربع التسجيل يقول مقررا : كان فريدا يتيما و حيدا ..كما يشير الى انجاز الحارس : يبدع الحارس ..و يضيف معلقا على أخطاء التحكيم الأمريكي : السياسة تدخلت كثيرا في الرياضة …. .. ليصرح بشكل مفاجئ و كأنه خارج السياق : عند العرب .. نحن العرب عندنا الاستدراك .. الكرة ضاعت ،فرصة كبيرة ، تفوق حتى فنيا ، ينعت أحد اللاعبين بالفهد الأسمر، محترم جدا من الطرف الاخر ، و زيادة في الحماس و التطلع الى الهدف او النصر : لهم البدايات و لنا الخواتيم .. ويعمد العليق إلى التساؤل في نوع من التأسف و اليأس و الاستنكار : اليس منكم رجل يضرب الراس ..و يينك يا المهدي وينك يا مدافع و ينك يا هداف … طارحا سؤالا مهما في حسم النتيجة : هل سيتحمل المنتخب المغربي جسديا إلى آخر المباراة .. ويلاحظ أن نفس الاخطاء تتكرر بعدم وجود مهاجمين يكملون المهمة و يحققون النصر : يلزم لاعب في البوكس …على المستوى البدني يمكن يحقق التعادل مع ذكر بعض الاسماء : بو الطيب بوحدو : يالله يالدراري …. استعمل التعليق اللهجة المغربية في مناسبات متعددة و كانه يتوجه الى الجمهور المغربي دقة دقة ، و يظهر التعاطف مع الفريق المغربي : يالله .. البرتغال تتلقى الدروس انا متيقن ان المغرب ستلعب لعب كبير …كلاهوم لحم وسبوهم عظم …و قت زلزال .. خلاص يا …. وفيت لا حاجة سيتعادلون .. امتعتمونا رجال شرفتم يالدراري … ما أروعك يا نور الدين يالمرابط .. ثم يعود التعليق الى استعمال الرمز : الاسود تزأر بجدارة و أحقية … نفس خطاب الاسف يعود اليه التعليق : هدف التعادل مستحق .. اي غياب للإنصاف ياكرة القدم … حليمة تعود لعادتها القديمة نفس الاخطاء .. ضغط رهيب .. ليخلص الى النتيجة و قد كفته جودة اللعب عن الانتصار الحقيقي بتسجيل الأهداف .. المغرب كسر البرتغال .. انا احيي تلك الجماهير المغربية ..المغرب .. لقد تلقى الخصم درسا و لزمه صبر أيوب ليصد تلك الهجمات التي قام بها الأسود صبر ايوب درس من دروس الحياة .. إلا أن الانتصار استعصى و المباراة في آخرها و التعليق ينتظر التحول في مجرى السرد :المتر الاخير .. المشوار الاخير مع تزايد التشويق .. ليخلص الى القول : التعادل ضاع مش ممكن … يحاول التعليق أن يغير مجرى المباراة عن طريق التدخل اللفظي ، و ان يغير النتيجة امش مغرب امش ..ركنية ما هذا .. و عندما لا يتحقق ما يريد و يرغب فيه كنتيجة منطقية لمجريات أحداث المباراة ،يقول : كريستيانو لا يستحق الفوز امام الاسود .. و ليجمل احسن مباراة للمغرب من سنوات .. المغرب ابدعت و البرتغال فازت البحث عن اللغز.. البرتغال صمدت … مش ممكن على روعة الاسود ..مش ممكن المغرب أسال العرق البارد بالفريق البرتغالي ..ليخلص الى القول مستسلما للتحليل الخرافي و السحري: الماتش منحوس ، مستنتجا الحكمة إذا كان الشوط الاول درس فالشوط الثاني دروس … و في الختام يعلن التعليق أن المغاربة شرفوا الكرة العربية و الافريقية برافو الأسود شرفتمونا رغم هذه النتيجة من رحم المعاناة التي لم تنفع معها المحاولة الاخيرة للخصم … من ريس البحر آخر كرة … يعود التعليق في النهاية الى التقرير بمرارة : صعيب خسارة ماتش مثل هذا .. قد ابلت الاسود بلاء حسنا لكنها خرجت رسميا من المونديال ..و مع ذلك لا يجب ان ننسى كمشاهدين براعة التعليق الرياضي و خبرة المعلق في نقله للأحداث و توجيهه للمشاعر و حبكته للسرد و تفننه في الخطاب

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.