- ريم الغياتي: لم ترق طريقة تعاطي معلق القناة الوطنية المغربية، مع المبارة التي جمعت فريق المغرب التطواني مع نظيره الرجاء البيضاوي، للعديد من المتتبعين الذين انتقدوا الحماس الزائد الذي أبداه المعلق، اتجاه الفريق البيضاوي، في خرق واضح لمبدأ الحيادية، باعتباره إعلاميا يشتغل في قناة وطنية تتحدث باسم جميع المغاربة. وبدت حالة من الغضب والسخط في صفوف فئة كبيرة من المتابعين، إزاء "العنصرية" التي أبان عنها معلق القناة المعروفة اختصارا ب "إ.ت.م"، نحو فريق المغرب التطواني، ومحاباته الواضحة نحو الفريق الرجاوي، "وكأن القناة الوطنية المغربية تتبع إلى فريق الرجاء البيضاوي أو أن فريق المغرب التطواني ينحدر من بلد آخر"، حسب ما عبر عنه أحد المتتبعين في تعليق له على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وسجل العديد من المتتبعين حماسا زائدا للمعلق الرياضي على أجواء المبارة، اتجاه أداء فريق الرجاء البيضاوي، فيما تعمد التلميح بنوع من "الشماتة" في حق فريق المغرب التطواني وجماهيره الغفيرة التي حجت بكثافة إلى مدينة الدارالبيضاء، لمؤازرة فريقها في أجواء حضارية. وهي طريقة تعتبر في نظر المراقبين تضرب في العمق جميع مبادئ الحيادية ومواثيق شرف العمل الإعلامي، لا سيما عندما يتعلق الأمر بقناة وطنية. ومن أبرز اللقطات التي سجلها المراقبون أيضا، هو إطلاق المعلق العنان لحنجرته في الإعلان عن أهداف الرجاء البيضاوي في شباك المغرب التطواني، وهو أمر لا يحدث إلا أثناء مباريات المنتخب الوطني المغربي، التي تتحد نحوها مشاعر جميع المغاربة. كما لم يتردد المعلق في إبداء مواقف أخرى تندرج في خانة "العنصرية" نحو الفريق الضيف، من خلال تعليقه على الهدف الخامس للرجاء بأنه يشكل لحظة انهيار حقيقة للفريق التطواني، مضيفا في لقطة أخرى أنه "حتى لو فاز المغرب التطواني في هذه المبارة فإن البطولة رجاوية"، وهو حماس لا يليق بمعلق يستمع إليه جميع المغاربة بما فيهم أنصار فريق المغرب التطواني. وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه بها فريق من منطقة شمال المملكة، بإجحاف ونكران من جانب القنوات الوطنية، التي تصر على إظهار "عنصرية" غريبة إزاء الإنجازات التي يتم تحقيقها من طرف هذه الفريق، مثلما حصل سنة 2012 عندما تمكن فريق المغرب التطواني من الفوز بكأس البطولة الاحترافية، حيث عمدت بعض هذه القنوات إلى الاكتفاء بتقارير مقتضبة عن هذا الإنجاز، كما تجاهلت بالمرة احتفالات الجماهير التطوانية بتتويج فريقهم.