اختتم هذا الأسبوع بدار الثقافة معرض الطفلة منال أوعلا التي قدمت لنا لوحاتها الطفولية الجميلة طيلة شهر يناير2013 لتكون بذلك أول طفلة تلج قاعة المعارض التشكيلية، و لتذكرنا بأن للطفل أيضا مكانته داخل زخم الأنشطة التشكيلية التي يقدمها الكبار. منال ذات الإثنى عشر ربيعا نقلت لنا في رسوماتها المختلفة (وجوه طفولية – أشجار- حيوانات ...)عالمها الخاص، معتمدة على خبرتها البصرية ومتجاوزة بذلك سنوات الطفولة الأولى، حيث يرسم الطفل ما يعرف لا ما يرى ، هذه الخبرة البصرية جعلت رسوماتها أكثر واقعية و أكثر فهما لعالمها الخارجي. إن العناصر الفنية لدى منال كالخط و الشكل و اللون كانت موزعة بشكل متوازن و متكافىء على سطح اللوحة، فلم تترك أي مجال للفراغ ما يعني تحكمها في محيط اللوحة، علما أن أغلب الأطفال في سنها لا يجيدون هذا التحكم، فمنهم من يركز رسوماته أعلى اللوحة و يترك الباقي فارغا وهناك من يملأ الوسط ويترك الجوانب... إن الشطر الأكبر من لوحات منال يتميز بتكرار نفس الوجوه الطفولية، و مبالغة في أحجامها كتكبير الرأس و الوجه و الأعين و الأيادي.... هذه المبالغة و هذا التكبير يوحي بأن هذه الوجوه تسكنها وتؤثت عالمها الخاص، و ما قامت بتضخيمها إلا لأنها تشكل أهمية بالنسبة لها ، كما أن هذا التكرار يؤكد ثباتا و استقرارا فيما ترسم . أما الشطر الآخر من اللوحات و إن كان قليلا، فهو الذي يوحي بدخول منال مرحلة فنية جديدة، تتخلص فيها من التكرار و المبالغة حيث رسمت الخطوط و الأشكال و الدوائر محترمة مفهوم النسب و الأحجام . عموما كل لوحات هذه الطفلة الفنانة ليست سوى تعبيرا عن دوافعها و خلجاتها و عواطفها و انشغالاتها ، فالرسم في نهاية المطاف ليس سوى إسقاطا لمفهوم الذات على اللوحة. فتحية منا لهذه الطفلة التي تشق طريقها في عالم التشكيل بهدوء و روية و تحية لمواظبتها و اجتهادها. خديجة برعو