احتضنت مدرسة براكة بقصبة تادلة يوم الأربعاء 11 يناير 2015 م ندوة تربوية مهمة من حيث توقيتها و مضامينها و نتائجها... فهي تأتي في سياق سعي وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والمجلس الأعلى للتربية والتكوين إلى تنزيل الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015/2030 م على أرض الواقع. وفي هذا الصدد، شجع السيد المشرف التربوي أستاذاته وأساتذته على الانخراط الإيجابي مع ممارسة النقد البناء في إطار التقويم الموضوعي لأي مشروع . كما أثنى على المشاركين والمشاركات في هذه الندوة، وقد وصل عددهم إلى 73 فردا، اتسعت لهم قاعة عبد اللطيف العشاب ببراكة وتشرفت باستقبالهم. في البداية، شكر – السيد المفتش التربوي – للأساتذة والأستاذات تضحياتهم وعطاءاتهم وصبرهم على تحمل الأذى، فالمؤمن هو الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم... وكل اتهام مجانب للصواب في حق المدرسة العمومية يعتبر أذى، والصبر عليه من شيم نساء ورجال التعليم، فالضربة التي لا تقتلني تحييني، ورحم الله عبدا أهدى إلي عيوبي، وكل نقد جارح يهون في سبيل مدرسة عمومية أعطت وكونت وربت وعلمت... وهي الآن تحتاج إلى تغير العقليات لمواكبة التطورات التي لا ترحم، والتي جعلتها مؤسسة متجاوزة، وصورتها لعامة الناس على أنها عقيمة وعاجزة... بل وصل الأمر بالبعض إلى القول إنه إذا استمرت أزمات المدرسة العمومية في تراكم مستفحل وسارت في خط تقهقري وحافظت على بعض العقليات الانتهازية التي تلهث وراء المال والجاه والسلطة باسم إصلاحات مزعومة... فإنها ستعرف نهايتها المأساوية في حدود 2030 م أو قبلها بقليل. وقد ذكر الأستاذ المؤطر ببعض مظاهر الاختلالات التي ترزح تحت وطأتها المدرسة المغربية ومنها : 1. اختلال العلاقة بين المدرسة ومحيطها الاقتصادي: بسبب إصرار رجال ونساء الاقتصاد والمال على أن المدرسة لا بد أن تتحول إلى مقاولة منتجة لأطر ذات كفايات وقدرات وجودة تطلبها سوق الشغل. 2. الخصومة الملموسة بين المدرسة وبيئتها الاجتماعية: فالآباء أصبحوا يفضلون عروض التعليم الخاص رغم أن هذا الأخير نال شهرته على حساب تدهور مردودية المدرسة العمومية، وليس بسبب جودة خاصة به والدليل على أنه بقليل من الجهد، وبشيء من التواصل، وبحضور قيمة التعاون الإيجابي، وربط المسؤولية بالمحاسبة يمكن للتعليم العمومي إذا خلصت النيات وحضرت الإرادة السياسية أن يستعيد الريادة وينتزع ثقة محيط المؤسسة. فأطر التعليم الخاص تعتبر هذا القطاع شرا لابد منه، وهو قنطرة عبور ليس إلا بسبب الإكراهات المادية والمالية والمعرفية النفسية والعلائقية... وبعض رجال الاقتصاد والمالية وأرباب الشركات يستغلون سلبيات بعض أطر قطاع التربية والتكوين ويحاولون استغلال ضعف المدرسة العمومية للإجهاز عليها نهائيا 3. ضعف القدرة الإدماجية للمنظومة التربوية: فإذا كانت مدرستنا معطوبة على مستوى مناهجها وخططها وإدارتها وأطرها، تتألم في صمت وهي مكلومة تشكو من ظلم ذوي القرب... فإنهالن تنتج شخصية مندمجة في مجتمعها ووطنها، مؤمنة بقيم مجتمعها، وبأصالة مبادئ أمتها. لقد أكد "كاجان" KAGAN أن النمو النفسي للإنسان يتوقف في مرحلة الطفولة، وقد سبق إلى ذلك فرويد FREUD رائد مدرسة التحليل النفسي: "إنما نحن عليه من عقد وسلوكات سلبية ومشاكل في الكبر، إنما يعود في الأغلب إلى ما عانيناه في الطفولة من أزمات ومتاعب". أما بياجيPIAGET مؤسس المدرسة البنائية التكوينية فيسير في نفس المنحى وهو يؤكد أن "كل شيء يحدث في السادسة". لكن كاجان يقول السيد المفتش ينفي نفيا قاطعا من خلال تتبعه لعينة من المتعلمين "بغواتيمالا" من الأول ابتدائي إلى البكالوريا ، وكان هدفه الدفاع عن مبدإ الإنصاف، أن يكون النمو المعرفي يتوقف في مرحلة الطفولة، فالتعلم يتم من المهد إلى اللحد، والإنسان يستطيع مداواة جروح وعلاج أزماته المعرفية في أي وقت شاء. وخلص السيد المفتش إلى القول، إن المدرسة المغربية الآن واقعة تحت تأثير تمثلات خاطئة تجعل منها كبش الفداء.. وهي قادرة معرفيا على الخروج بسلام من هذه الأزمة إذا خططت تخطيطا استراتيجيا علميا، وفق تآزر فريقها التربوي برجالها ونسائها وجميع الآباء والشركاء والفاعلين، فهي منهزمة نفسيا لأنها لا تثق في قدراتها وإمكاناتها وأطرها، وسقطت بالتالي في تكتيكات العولمة المتوحشة التي تخدم الليبرالية الجشعة الساعية إلى الربح والرفاهية ولو على حساب بني جلدتها.. في عالم أصبح الإنسان ذئبا على أخيه الإنسان على حد تعبير الفيلسوف "هوبز" HOBBES وقد ذكر في هذا الصدد بقولة عزمي بشارة: "العولمة ما هي إلا طغيان قوانين التبادل العالمي المفروضة من قبل المراكز الصناعية الكبرى على قوانين وحاجات الاقتصاد المحلي". ومعنى ذلك وكاستنباط خاص، أن الاقتصاد يسقط أزماته على المدرسة، مختفيا وراء هفواتها لتناسي متاعبه النفسية والمنهجية النابعة من طغيان المراكز الصناعية الكبرى وهيمنة الشركات متعددة الجنسيات التي يمارس جلها فسادا وخروقا ما أنزل الله بهما من سلطان... فالنظام الاقتصادي المعولم يدهس الإنسان بلا رحمة أو شفقة جريا وراء الربح والجشع والسيطرة على جل منابع المقاومة الإنسانية الطامعة في استعادة حرية الشخصية واستقلاليتها وكرامتها... فالاقتصاد المعولم الآن يطبق قولة "تشرشل": "القوة تنشئ الحق وتحميه". أعاد السيد المفتش ما سبق له أن قاله الموسم الماضي (دجنبر 2014م) عملا بقوله تعالى " وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " (الحجرات 13) حول القراءة كمكون أساسي من مكونات اللغة : · أول اية نزلت على قلب رسول الله هي : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " (العلق 1) · الشعب المغربي لا يقرأ قراءة المتعة الا حوالي 6 دقائق كمعدل عام في السنة. · من مؤشرات تواضع التنمية البشرية في دولة من الدول تراجع مؤشر القراءة، فالجرائد المغربية مجتمعة لا تتعدى مبيعاتها 500000 نسخة. في حين نجد جريدة واحدة في اسبانيا تبيع وحدها ما يناهز 20 مليون نسخة كالبايس(PAIS) و قس على ذلك في فرنسا و المانيا .... و المؤسف حقا الا يتعدى عدد مبيعات بعض الصحف المغربية 376 نسخة و الأدهى و الأمر أن حزب العدالة و التنمية في المغرب لا يتوفر على جريدة ورقية باسمه. · جل الدراسات تصب في اتجاه التأكيد على ان ازمة القراءة و صعوباتها تلازم الطفل منذ المستوى الأول ابتدائي إذا لم يستطع التخلص منها في هذا العمر المبكر بالضبط. · ازمة القراة في المغرب مركبة تتحمل مسؤوليتها : 1. الأسرة التي لا تخصص سوى حوالي 3,6 % من مصاريفها كنفقات على شؤون ثقافية او تربوية تعليمية .... أما الباقي فعبارة عن نفقات للسفر و السيارة و العقار و السكن و الاكل و التطبيب و اللباس... فالطبع يغلب التطبع، و من شاب على شيء شاب عليه، فالطفل يقلد ابويه اولا فاذا فتح عينيه على ما يثير شهيته للقراءة يتعود على التلذذ و الاستمتاع بلحظات القراءة أما اذا كان البيت قاحلا ثقافيا اركانه فقيرة معرفيا لا أثر لكتاب بالمنزل فتلك الطامة. 2. التعليم الذي لا تشجع مناهجه و برامجه على القراءة خارج اسوار المؤسسة التعليمية اذ هناك التزام حرفي بالكتاب المدرسي الذي تحول في نظر البعض الى" مطبوع مقدس" ينبغي صرفه بحذافره بغض النظر عن هفواته و نقائصه.... وفي التعليم الجامعي هناك ربح ، بيع و ثراء و زبونية حزبية ضيقة حالت دون تشجيع الطالب الجامعي على البحث، لذلك يعتبر القراءة الممتعة المفضية الى الامساك تحبط البحث و مفاتيح الموضوع المتشعب الذي يعجز الطالب عن تحديده مضيعة للوقت ليس الا فيلجأ غلى أقصر الطرق : التملق الحزبي ، استنساخ ظواهر سابقة (وليست بحوثا) " الدكاترة الجامعيون " ليسوا قدوة – في أغلبهم – تقويمهم للطلبة ينطلق من معارف عفا عنها الزمن ...رؤيتهم للمصوغات نمطية لا تتغير بتغير الأفواج و لا تتطور بفعل المستجدات . و معلوم أن الجامعة المغربية بمناهجها و اطرها متخلفة عن الركب العالمي و لن تساهم في تنمية المجتمع و تكوين الشخصية ذات التفكير العقلي الجامع بين العلم النافع و القيم الايجابية مادامت العقليات المتحجرة ممسكة بدواليبها و هي التي تتحيز في واضحة النهار لبعض زبائن التعليم العالي من المقربين حزبيا و نقابيا و تملقا وهي بذلك تساهم بحظ وافر في تخريج الانتهازيين و البراغماتيين و معلوم أن الاحزاب و النقابات و جمعيات المجتمع المدني – في أغلبها – تنطبق عليها فكرة "جورج طرابيشي" الذي يؤكد ان الاحزاب و النقابات العربية تحمل نفس الامراض المجتمعية التي تحارب ضدها. وقد انتقد السيد المكون الجامعة المغربية بشدة فالخبراء و المسؤولين يوجهون سهام النقد الى الابتدائي و الاعدادي و الثانوي و يعتقدون ان اصلاح مناهجها و تأطير اطرها عمليتان كفيلتان بضمان امن معرفي و جودة تعليمية منشودة ، و يتناسون ان الجامعة المغربية هي بيت الداء، لأنها دار اللاديمقراطية بامتياز.... و فتح جامعات خاصة سيفضح لا محالة عقم الجامعة المغربية، و ان كنا سنشهد تهافتا كبيرا لأطر التعليم العام على التدريس بها على غرار ما يجري بقطاع الصحة او التعليم المدرسي حيث نجد الإطار " خاملا ،متمردا ،مترددا، مضطربا، شاكيا ،باكيا " عندما يمارس ب 20 % من امكاناته و طاقاته في وظيفته الاصلية بالقطاع العام، و لكننا نتفاجأ به كشخص اخر تماما " نشيطا، متحمسا، واثقا من معلوماته، مقترحا، مطواعا، ودودا بل وكافيا" يعمل بنسبة 80% من طاقته و قدراته في القطاع الخاص. وتلك أزمة من أزمات الشخصية وهي نتيجة التربية الخاطئة و الية و التنشئة الاسرية و الاجتماعية المنحرفة عن مسارها الصحيح. 3. السياسة العامة للدولة و للحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال الى يومه 11/11/2015 ذلك انه تم تسجيل تأخر في الاهتمام بالشأن الثقافي فقد تأخر تأسيس وزارة الثقافة الى سنة 1969م وقد اشتكى المرحوم " أحمد باحنيني " من ضعف الميزانية المرصودة لوزارة الثقافة غير ما مرة.... و من شكواه استشف المتتبعون ان الثقافة لم تكن اولوية في برنامج الحكومات المغربية. وحاليا فإن وزير الثقافة غير معروف لدى عامة الشعب المغربي لأن أنشطته محدودة و مشروعه غير واضح ، و قد كان معروفا لدى رجال و نساء التعليم عندما كان يشغل رئيس ديوان وزير التربية الوطنية الأستاذ مولاي اسماعيل العلوي الذي غيرته اللوبيات الضاغطة رغم انه كان مناضلا طموحا يحمل مشروعا اصلاحيا كبيرا. فالمغرب كدولة تحتل موقعا سياسيا ، اقتصاديا، استراتيجيا و سياحيا و تراثيا لم يتمكن من طبع سوى حوالي 15500 عنوانا فقط ما بين 1955 و2003 و الجدير بالذكر ان ميزانية وزارة الثقافة للسنة المالية الماضية لم تتجاوز 0,63 % من الميزانية العامة. 4. لقد اكد تقرير الخمسينية ان المغرب لم يعرف دخول المطبعة الا في سنة 1865م مع العلم ان المطبعة وجدت بسوريا 1706م او بلبنان 1610م و بالجزائر 1845م و بتونس 1860م و باليمن 1827م و بمصر 1798م وهذا السبق للمطبعة كان له أثر واضح في التعاطي مع الكتب و القراءة و الاهتمام بالشؤون التثقيفية عامة. 5. الاعلام الذي يمارس النظرة التبخيسية التحقيرية في حق المثقفين و المعلمين و الادباء و ينتقص من قيمة القراء و القراءة بل اكثر من ذلك يمكن ان نضيف ان البرامج التلفزية و الاذاعية التي يقبل عليها المشاهد هي التي تتفنن في تقديم صور الخلاعة بشقيها المرئي و المسموع وهي التي تسمم الأذواق و تسيء الى الاخلاقيات العامة المتعارف عليها بل و تحارب القيم الايجابية التي جعلت منا امة و شعبا و دولة.... هذه البرامج سلبت المشاهد و المستمع حريته و قيدته بشطحاتها المتصفة بالمسخ و الانحلال و طمس الهوية بل و وقفت حجرة عثرة في وجه شغفه للقراءة و بحثه عن الكتاب و المكتبة. 6. ضعف البنية التحتية على مستوى المكتبات و الفضاءات المروجة للقراءة مع العلم ان لكل 100000 مواطن مكتبة وحيدة... ويمكن ان نضيف انحسار دور المسرح و اغلاق القاعات السينمائية لابوابها و تفاهة فكرة الفيلم المعروض في حالة ما اذا كان هناك فضاء لعرضه ... كل ذلك ادى الى انحطاط الذوق السليم ليفسح المجال امام تنامي الاذواق الفاسدة التي تلهث وراء الجاهز في اقل ما يمكن من الاوقات و التقاطه دون تفكير ليصبح تقليدا متداولا و عادة متحكمة في السلوك. لقد قال " بول باسكونPAUL PASCON " ان المغاربة مولعون بزرع الموضات و نقل النماذج الجاهزة مع افتقارهم لروح التجديد و الابتكار. السيدة " عواطف عقبة " السيد " نور الدين عاري " السيد " مصطفى مزي " قدموا عرضا طبعه التناغم و طغى عليه التنسيق حيث كان موحدا جامعا مانعا تطرق للإشكاليات المزمنة التي يعانيها الحقل التعليمي المغربي كما قدموا جردا لابرز محطات الاصلاحات المتميزة بجودة شكلها و رداءة جودتها خاصة و انها لم تخضع للمواكبة و التقويم و التصحيح.... فكل وزير يغني على ليلاه و المجلس الاعلى للتعليم اول من يتقض المنهجية الديمقراطية لأنه أهمل أهل الدار و صال و جال يتفنن في خطب ود من ينطبق عليهم المثل " فاقد الشيء لا يعطيه " و تطرق العرض الى مسؤولية البشري في كل اصلاح و توقف الاساتذة عند الاصلاح الذي يعني الترميم و ليس التجديد و التغيير و التطوير و هي عمليات ضرورية لكل قفزة نوعية في مجال التربية و التكوين .... أما المحافظة على النسق القائم و تقديم حساء قديم في انية جديدة .... فلن يكون مصير ذلك سوى الفشل الذريع على غرار ما وقع عن تنزيل الميثاق الوطني او البرنامج الاستعجالي او مناظرة افران 1980 مثلا. السيد الحسين بنعمو شرف مؤسسته حينما نجح في تدبير درس في الجغرافيا بامتياز، لقد تجاوب المتعلمون مع استاذهم و تعاطفوا معه و قلدوه في الحركات و السكنات كما عملوا في مجموعات متضامنة متنافسة حيث استدرجهم الأستاذبنعمو لاستخراج ما بجعبتهم و توظيف مكامن الطاقة الاحتياطية ... و خلاصة القول ان الدرس كان ناجحا رغم طابعه التوثيقي العلمي ... و قد صفق الاساتذة الاخرون للأستاذ بنعمو و تلامذته طويلا لأنه يتطوع دائما عندما يتعلق الامر بالواجب. كما أشادوا بالأساتذة اصحاب العرض القيم. وقد نوقشت بعض الاصلاحات المرتقبة في حقل التربية و التكوين شارك في ورشتها كل الحاضرين بكل حرية و شفافية. اما عن الحديث عن التقاعد فقد توقف السيد المفتش عنده قليلا حيث اكد ان لا احد يمانع في زيادة سنتين أو ثلاث سنوات اذا كان متمتعا بصحة جيدة تمكنه من ذلك... و كحل لمشكل نسبة الزيادة في الاقتطاعات اقترح السيد المفتش ان يتضمن بند الاصلاح اضافة درجة لسلم الترقية، و التركيز على تعويض خاص يتسلمه من يتجند لإضافة سنوات جزافية. و لحل هذه الاشكالية يمكن في البداية (فوجا 2016 و 2017 ) ان تكون الزيادة بالموافقة و التطوع و الاختيار ... فهناك من ستكون هذه السنوات المضافة في صالحه للحصول على سلم او ادارة او تفتيش او اضافة سنوات تؤهل صاحبها للتقاعد كالزيادة في سن الوظيفة العمومية في سنة 45 او 40 سنة. هذا و قد خرجت الندوة بالتوصيات الاتية : v ضرورة تعانق جميع الجهود و تآزر كل القوى الوطنية بما في ذلك الشركاء و الفاعلون من اجل اخراج المدرسة العمومية من ازماتها. v التعليم فن يقوم على التواصل و التجربة و مهنة التربية و التكوين كمهنة التطبيب كلاهما تتطلبان دراية (اي علما و خبرة و مواكبة) و صبرا (اي القدرة على ضبط النفس و التحلي بالرزانة و النضج لدى ناء و رجال التعليم بجميع فئاتهم v المناهج و البرامج ينبغي ان تخضع للمراجعة الحقيقية بعيدا عن الحسابات المادية الضيقة و جشع اصحاب المطابع و لهفة من يجري وراء ربح سريع فهدف هؤلاء شخصي صرف و معظمهم لا زال يتصرف بأنانية يركبون فوق ظهر الاصلاح و الهدف هو الاغتناء. و انتقل الأستاذ محمد صالح حسينة بعد استراحة للغذاء لم تتجاوز ساعة زمنية إلى مؤسسة المنبت التربوية الخاصة حيث كان له موعد مع أساتذة وأستاذات مدرسة المنبت، مدرسة رجال المستقبل، مدرسة ليان، مدرسة النبات الصالح، مدرسة ديكارت، ذلك أن عدد الحاضرين المشاركين ناهز 36 مربيا ومربية مع وجود أربع رئيسات مؤسسات. وخلال هذه الندوة شكر السيد المفتش السيدة المديرة المؤسسة حسن التنظيم وكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال وإليكم بعض النقط التي اعتبرها الأستاذ المشرف التربوي مفاتيح للدفع بقطاع التعليم الخاص إلى الأمام خاصة وأنه يتغذى على حساب تدهور التعليم العام وليس بسبب جودة خاصة يمتاز بها كما يعتقد بعض الدخلاء على قطاع التعليم عامة الذين استغلوا الصحوة العالمية في مجال حقوق الإنسان وصيانة ملكيته والدفاع عن حقه في إنشاء مقاولته الخاصة ليعملوا بقاعدة رابح خاسر فالرابح هو رب المقاولة ومن يدور في فلكه من ذوي الحظوة والخاسر هو الزبون والمربي والمربية والسائق والمنظف والحارس... وقد استغل السيد المشرف التربوي هذه المناسبة ليندد بهؤلاء وليشرف قطاع التربية والتكوين التعامل معهم لكونهم مكروبات غريبة عن الميدان جلبت له المتاعب وقد تؤدي به إلى الهاوية لا قدر الله. كما أجاب السيد المفتش كعادته بوزرته البيضاء في تفسير بعض الأزمات التي يتخبط فيها التعليم عامه وخاصه مع اقتراح وصفات لقيت استحسانا وقبولا لدى الحاضرين. ومن جهة أخرى ركز الأستاذ المفتش على ضعف التكوين الديداكتيكي والبيداغوجي والمنهجي لدى معلمي ومعلمات التعليم الخاص، وقفزهم لاشعوريا فوق الكثير من القيم لمعانقة المعارف التي لا تقدر كتعلمات في شكل أنشطة وإنما كأفكار مقدسة يتم ابتلاعها قسرا من طرف جل التلاميذ ليجد المربي والمربية بعد حين أنها عسيرة على الهضم المعرفي لدى هؤلاء المربين. فالتدبير الذي يعني تفعيل التخطيط قد يعرف إغفالا لدور المتمدرس بل واستهانة بإمكاناته وقدراته... إذ نجد أن 45 دقيقة مثلا كحصة قد تختزل من طرف الأستاذ في 15 إلى 20 دقيقة وقد لا نجد أي أثر لمشاركة عملية للمتعلم ونظرا للموقف السلبي للمعلم من المتعلم حيث يعتقد أنه غير قادر على تجاوز مشكلاته الخاصة. وانتقل الأستاذ إلى ضرب أمثلة تدبيرية علمية وأعطى مثالا في "تقنية لعبة البطاقات" في الرياضيات فتوقف عند أهدافها والموارد المفترض توظيفها بدقة في الرياضيات و كيفية الاشتغال لدى المتعلمين مع تجسيد فعلي لدور المصاحبة بعيدا عن الاملاءات و السب و الوعيد و التسرع. كما لم يفت السيد المفتش التطرق لأسس التعلم و لمداخل المنهاج التربوي و لمواصفات متعلم الابتدائي المرغوب فيها... كما نجح في تقريب بعض المفاهيم الديداكتيكية التي لا يعمل بها جل الأساتذة بل قد يعتبرها بعضهم لغوا ليس إلا و منها : التدرج، المساواة، العدل، الإنصاف، التفتح، التكامل بين الوحدات، التنويع، ربط الدال بالمدلول، و التركيز على المعنى. وقد كانت مداخلة السيد المفتش غنية و مشوقة، إلى درجة أن الأستاذات و الأساتذة لم يحسوا معها بأي تعب أو تعصب أو إرهاق نفسي، بل شاركوا بأسئلتهم و دونوا الملخص على كراستهم الخاصة .... و أشادوا بمتعة هذه الندوة. وقد انتهى الاجتماع حوالي السابعة ليلا إلا ربعا (أي مع أذان صلاة العشاء). أملنا أن يستفيد قطاع التعليم الخاص من مثل هذه الندوات التي تؤهل المستفيدين منها إلى المساهمة الفعلية في إشعاع مؤسستهم و الدعاية لمنتجها و تطوير الأساليب بغية الوصول إلى أعلى مراتب الجودة بكيفية علمية ممنهجة و مقنعة لدى القاصي و الداني... وقد طالبت الندوة وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني بوضع رزنامة لتكوين بيداغوجي فعال لأساتذة التعليم العام و الخاص على حد سواء... كما أن توحيد المناهج يبقى شرطا أساسيا لانطلاق منافسة حقيقية بين القطاعين و الغلبة تكون للأصلح و المواطن المغربي (والطفل على الخصوص) هو المستفيد من هذا التنوع. تغطية عملية من طرف : · الأستاذ نورالدين عاري · الأستاذ بلقاسم مديحي · الأستاذ نورالدين الفرخ · الأستاذ مولاي الحسين بنعمو · الأستاذ مروان أقديم مع تشكراتنا المسبقة لكل المواقع الالكترونية التي عودتنا على نشر أنشطة مفتشنا المحترم، و تقديمها للرأي العام التربوي بجهة خنيفرةبني ملال . و لله الأمر من قبل و من بعد