إلى اثر المقال الذي نشرته سابقا تحت عنوان: دمنات بين لوبيات الفساد وتطلعات الشباباستنتج بعض الشمشامة إنني انوي الترشح للانتخابات المقبلة ، و حتى يطمئن قلب صاحبي أود ان اصرخ في أذنيه بان دمنات المحروسة ليست في حاجة لاجراء انتخابات جماعية أصلا ، لانها ببساطة لم تعد في حاجة الى مجلس جماعي وبالتالي فلست - اذا كنت أطمح في كسب أصوات الناخبين الذين سيكون عليهم المفاضلة بين المترشحين ليختاروا من هو أهل بثقتهم لعضوية هذا المجلس الموقر – الى عرض منهجي وتبيان طريقة عملي وتوضيح وسائلي لأجعل من السهل على المتابع أو المساند تشكيل تصور عن طبيعة ما أضمره وما انوي القيام به لأحقق أهدافي . وبالتالي فلا حاجة لي للتعريف بشخصي وبخبرتي، وعدّتي، مؤهلاتي، وإلمامي. ولا بما يمكن أن أضيفه لهذه البلدة لو ترشحت و تحقق لي الفوز. فلماذا لا تحتاج دمنات الى انتخابات ولا الى مجلس منتخب ؟ والجواب –ببساطة- هو ان ساكنة دمنات من الناخبين وغيرالناخبين مرتاحون لما تحقق بمدينتهم على ايدي المجالس المتعاقبة منذ اول انتخابات عرفها المغرب في ستينيات القرن الماضي،بفضل رؤيتهم وتخطيطهم الإستراتيجي وهذه المجالس هي السؤولة على ما ألت إليه الأوضاع ؟ إن تقييم حصيلة أي مجلس جماعي منتخب ،يقاس بمدى مساهمته الفاعلة في تنمية منطقة نفوذه، واستقرار ساكنتها وتحسين ظروف العيش بها،وهكذا فأن بصمات المجالس المتعاقبة على تدبير شؤون الساكنة، تظهر وبالملموس على الواقع الذي تعيشه الساكنة،فالدمناتيون والدمناتيات ممتنون عظيم الامتنان وراضون تمام الرضى على ما قدمته هذه المجالس من اعمال جليلة لفائدة هذه المدينة وساكنتها ، حتى اضحت بفضل المنجزات التي تحققت في ظل تعاقبهم على كراسي هذا المجلس الموقر، و بفضل حبهم وغيرتهم وتفانيهم في خدمتها لا تحتاج لا الى مجلس والى غيره، بعد ان تحقق لها كل شيء والحمد لله ،فحيثما وليت وجهك تحاصرك المشاريع والمنجزات التي طالت جميع الميادين والمجالات وبدون استثناء ، فاللهم لا حسد فقد تم ترميم الاسوار واعادة بناء الابواب التاريخية المهدمة ، وتم تحويل دار مولاي هشام الى متحف يضم نفائس ما خلفه الاجداد وما ابتدعه الاحفاد ، مما ساهم في جلب السواح من الداخل والخارج ومكن الاجيال الصاعدة من التعرف على تراث اجدادهم التليد واصبحت دمنات تضاهي مثيلاتها من المدن المغربية العتيقة ، وفي مجال الاهتمام بعماد المستقبل اهتمت المجالس المتعاقبة مشكورة بالشباب وشيدت مركزا ثقافيا يليق بمقام مثقفي هذه المدينة بذل استهلاك اوقاتهم في لعب الورق في المقاهي وانتشلتهم من الضياع و الانحراف ، كما شيدت معهدا للموسيقى تتفتق فيه عبقرية المبدعين الموسيقيين الشباب كما بنت دارا للشباب مجهزة بكل ما تحتاج اليه الجمعيات المختلفة الاهتمامات والمشارب ومدعمة بالاطر المختصة، ونظرا لشعبية كرة القدم ونظرا للتاريخ المجيد لهذه اللعبة بهذه المدينة ، فلا يكاد يخلو حي من ملعب للقرب مجهز ومعشوشب مع مضمار لالعاب القوى ، ونظرا لما تتميز به دمنات من طقس موسمي بارد في الشتاء وحار في الصيف ، ومراعاة للظروف الاجتماعية لابناء الطبقة المعوزة فقد تم انشاء مسبح بلدي يلتجيء اليه الاطفال الذين لا تتوفر لذويهم امكانية الاستجمام في المدن الشاطئية، اما فضاءات استقبالهم على مدار السنة فحدث ولا حرج. ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد اهتمت المجالس المنتخبة المتعاقبة جزاها الله عنا خيرالجزاء بالصناع التقليدين خوفا من اندثار حرفهم كالدباغة والخرازة والحدادة وغيرها وتم انشاء مجمع للصناعة التقليدية وتم دعم الصناع و تتثمين منتوجاتهم واصبح بفضل الاهتمام للصناعة التقليدية الدمناتية صيت وطني بل وعالمي . وعلى مستوى الحفاظ على البيئة ،فيحسب للمجالس المنتخبة المتعاقبة منع اكتساح الاسمنت المسلح والبناء العشوائي للحزام الاخضر المحيط بالبلدة( اكداين- ايت حليلي- داو تلسماط ...) ووضع حد للمباني التي تنتشر كالفطر ليل نهار، وجندت لذلك تقننين جاء بعضهم الى دمنات ربنا خلقتنا واصبحوا بفضل تفانيهم وتضحياتهم من كبار الملاك ، وبفضل احترام التصاميم أصبحت دمنات تبهر زوارها بتصاميمها وجماليتها ورونقها صيفا وشتاء .و حافظ الحزام الأخضر لدمنات على عذريته بفضل هذه السياسة البيئية الرائعة التي تستحق عليها هذه المجالس ميداليات ISO والرايات الزرقاء والخضراء لأنها كانت سباقة لسياسة المغرب الاخضر والازرق حتى قبل أن يشرع في تطبيق هذه الخطط على الصعيد الوطني. أما بالنسبة للازقة والشوارع فيستحيل ان تجد فراشا واحدا فقد تم القضاء على الفراشة الذين يحتلون كل شبر وكل زقاق وكل ممر في الازقة وفي الشارع الرئيسي للمدينة او يحتل ساحة عمومية لان اعضاء المجالس المتعاقبة لا يستغلون مواقعهم لتمكين انصارهم او ذويهم من ريع احتلال الاملاك البلدية بما فيها الحدائق العمومية التي لم يسمحوا ابدا ابدا بتفويتها للمقربين والندماء . هل مع كل هذه المنجزات وغيرها - التي يصعب عدها واحصاؤها - تحتاج دمنات الى مجلس ؟ واليوم ونحن على أعتاب الانتخابية الجماعية وهي فرصة استغلها لادعو الدمناتيين للتعبير عن هذا الرضى العارم على ما قدمته المجالس المتعاقبة من اعمال جليلة لهذه البلدة بقولهم كفى لم نعد بحاجة الى مجلسكم الموقر، لقد شبعنا منجزات و حان الوقت لتستريحوا « ، وعلى كل من تهمه مصلحة هذه البلدة الطيبة ان يتركها بدون مجلس لان دمنات- اخذت كفايتها مع كل المشاريع والمنجزات السالفة ذكرها- وفي الحقيقة بقي مشكل واحد يؤرق مضاجع المسؤولين ويتعلق الامر بالكهرباء والماء واظن ان هذا المشكل بسيط فما على الساكنة سوى الرجوع الى لامبا وقنديل الزيت وإكدران والخوابي .لتوفير كل هذه الموارد المالية والبشرية التي يجب ان تذهب الى ارصدة اعضاء هذه المجالس كجائرة على اجتهادهم وحسن سلوكهم. من خلال ماسبق يتبين للقاريء الكريم أن تلك المجالس المنتخبة التي انعم الله بها على دمنات وعلى مر السنين،كانت دائما في مستوى تطلعات الدمناتيين ،ويرجع السبب في ذلك الى ان الناس هم الذين ينتخبونهم بمحض ارادتهم فلا سمسرة ولا مال ورغم ان بعضهم لا يقيم في البلدة و البعض الاخر انتهت مدة صلاحيته السياسية والعمرية،الا انهم ما زالوا مصرين على تادية واجبهم ودورهم في ايجاد حلول لهموم الساكنة. تلك إذن كانت حصيلة المجالس المتعاقبة ،فما هي ، إذن ، الآفاق؟؟ إن نجاحات المجالس المنتخبة المتعاقبة على تدبير الشأن المحلي الدمناتي ،تجعل المواطن الدمناتي الصابر صبر أيوب، يتمنى تحقيق المعجزة،معجزة دمنات بدون مجلس جماعي لأن الجميع – بكل صراحة – لا يتمنون ان تظل دار لقمان على حالها. وكل انتخابات ودمنات بألف خير.