يحل يوم السبت 14مارس 2015 بأزيلال المركز ، عدد من قياديي حزب الحركة الشعبية بمناسبة ( انعقاد المؤتمر الإقليمي للحزب ) ، و على رأسهم أمينه العام السيد محند العنصر . إنه الحزب الأصفر . يسميه البعض أيضا حزب الأغنياء و الأعيان و الإقطاعيين ، فلونه قد يرمز للذهب ، الذي يوحي أيضا بالقوة المادية التي تعتبر من مميزات الحزب الأساسية ، لكنه يرمز عند البعض أيضا إلى الجفاف و السراب . فالحركة حزب خفي لا يظهر إلا في الانتخابات ، و رغم دلك ، يحصل أن يأتي على الأخضر و اليابس و يفوز بنسبة مئوية عالية من أصوات الفقراء سواء بفيافي الصحراء أو تخوم الجبال .إنه حزب عجيب !. يفوز مند أن ظهرت الأحزاب بالمغرب و لا يكون في حاجة إلى مثقفين أو نقابة أو.. و ما حاجته إليهم مادام يفوز دوما و ممثل بالبرلمان ؟. أعطى الحزب للمغرب وزراء فريدين من نوعهم و مستشارين لم يفكروا يوما في محاربة الأمية إلا عند ولوجهم الغرفة ، بل و يجود الحزب من رحمه فجأة بسياسيين لهم تاريخ عريق و "مشرف"في مجال الجلد و التنكيل بالمناضلين في غياهب المخافر... إنه حزب مدهش !!.. جريدة الحزب لا يطلع عليها أحد ، مقراته كثيرة و جد مجهزة و لا يزورها أحد ، و شبيبته و نساؤه يظهران فجأة في وقت لا ينتظرهما فيه أحد !. يقبل في صفوفه أيا كان ، و خصوصا من أصحاب – الفلوس- ، لأن قلتها عند المستفيد من التزكية في نظر الحزب ، تمشكل -النفوس- ، و تصعب من مأمورية الفوز ب- الجلوس- على مقاعد تعود الحزب النيل منها بنفس -الطقوس- ، طقوس نصب الخيام و البهرجة ، و إسقاط الضحايا في صفوف الأكباش و الدجاج و ربما حتى إحضار'الكمانجا '. إنه حزب مذهل !!.. الحزب الذي سيحل بالمدينة التي يعتبرها من معاقله الأساسية ، حزب لا يمتقع و لا يتورع رغم بعض الفضائح . فقد تكون مهندسا في الحركة دون الحصول على شهادة الباكالوريا وقد تلتهم شكلاطة غيرك أو تنهب ميزانية ملعب رياضي لتشويه سمعة بلدك دون أن تتعرض لأي عقاب، بل و يمكن إعادة ترشيحك و تطمع في العودة إلى منصبك الذي لا زالت تفوح منه رائحة فضيحتك... إنه حزب فريد !!... هدا هو الحزب الذي يأتي إلى أزيلال كلما اقتربت الانتخابات . فهل قدم شيئا لهدا الإقليم ؟. لا أعتقد دلك مطلقا .فالجوانب المظلمة من تاريخ تسيير الشأن المحلي ، خصوصا ببلدية أزيلال الذي سيطرت عليه الحركة بأكثر من الثلثين مند عقود من الزمن ، تبرز العديد من الاختلالات سواء تعلق الأمر بالبنية التحتية السيئة ، أو نهب المال العام في منطقة لم يتصورها الرئيس أو البرلماني الحركي في مخيلته الصفراء سوى مرتعا خصبا للإغتناء اللامشروع و محميات للقنص العشوائي ، و الضحك على ذقون المواطنين بأجوبة من قبيل :" كون هاني ". فإبان تسيير الحزب لبلدية أزيلال و مختلف الجماعات الترابية للإقليم ، ظهر – المركب الخرافي – الذي ابتلع ميزانية مجلس المدينة و جيوب دافعي الضرائب من المواطنين البسطاء . ظهرت أيضا أزمة التطهير و قنوات الصرف الصحي المغشوشة ابتلعت هي الأخرى ميزانيات ضخمة كان من الممكن ادخارها لإنجاز مشاريع أخرى عوض عمليات – إعادة الحفر - . كما ظهر الفساد الضخم الذي طال ملف السوق الأسبوعي للمدينة و الذي تحدثت عنه القناة الثانية حينئذ بعبارة :"نهب أضخم ميزانية بأفقر بلدية بالمغرب ...". و لن ننسى تفويت مشاريع المعطلين لفائدة الأغنياء و أصحاب – الشكارة – في تكريس تام لمبدأ : # زيد الشحمة .....# . الغاية إذن تبرر الوسيلة ، و فاقد الشيء لا يعطيه . فحتى الأمين العام المحترم للحزب و صاحب وسام الرضى من الدرجة الأولى ، و الذي بالمناسبة يعد من أكثر الوزراء استو زارا بالمغرب ، حيث تقلد تسيير عدة وزارات بمختلف الحكومات المتعاقبة ، منحدر من أحد أفقر المناطق بالمغرب و التي تعاني الإقصاء و التهميش إلى حدود اللحظة ، و خير دليل على دلك ، مسيرة الغضب الحاشدة التي نظمتها أهالي مرموشة ( انظر الصورة )مند حوالي أقل من سنة مشيا على الأقدام في اتجاه مقر مجلس الجهة و الذي سبق لابن بلدتهم أن ترأسه سنة 1997 دون جدوى ، رافعين شعارات ضد إقصاء منطقة تعد من معاقل الوزير و الأمين العام الحركي ، و الذي صوتت عليه جل قبائل آيت مخلوف و آيت بازا و غيرها ، دون فائدة . فمادا ينتظر المواطن الأزيلالي اليوم من وزير فشل في رفع العزلة حتى على المنطقة التي رأى فيها النور ؟ . و مادا يريد أمين عام أن يحقق في منطقة نهبها الحزب الأصفر لعقود ؟؟ ..إنها الحملة ، عفوا أردت أن أقول ، إنها الطقوس . في الأخير ، لا بد من كلمة نوجه من خلالها تحية احترام لشباب المدينة المتعاطفين مع الحزب ماديا و معنويا ، مادام هدفهم هو خوض غمار تجربة سياسية - و لما لا - لمحاولة القضاء على بعض رموز الفساد القدامى في الحركة على الصعيد المحلي و بالتالي خلق قيادة شبابية تؤمن بالتغيير ، تغيير معالم التنمية المتعثرة بأزيلال التي تسبب فيها قدماء الانتهازيين من محبي الاغتناء اللامشروع و المصالح الشخصية . نقول لهم مرة أخرى : نحترم خياراتكم ، و نثق بمؤهلاتكم من أجل هده المدينة المنهوبة . و حذاري من الانخراط في موجة التهجين التي انخرط فيها الأوائل من معتنقي ملة هذا الحزب الذي لم يقدم شيئا للإقليم . حظا سعيدا للشباب الغيور.