فتح الشباب المشارك في الملتقى الإقليمي الأول للشباب والعمل الجمعوي الذي شهدته الغرفة الفلاحية بأزيلال يوم الخميس 21 غشت 2014 ، نقاشا مستفيضا، عرف تدخل العديد من الفاعلين الجمعويين، من عدة جمعيات تنموية بأزيلال، من أبرزها مداخلة عثمان أرحو الفاعل الجمعوي، نائب رئيس جمعية الوسائط للتنمية المستدامة، وإطار بالوكالة الحضرية للرباط سلا؛ وكانت تحت عنوان الشباب والعمل الجمعوي الواقع والتحديات، نبه من خلالها الى مجموعة من الشوائب التي تعتري العمل الجمعوي كعمل انساني تطوعي بالدرجة الأولى. فقد أكد أن المشاركة الجمعوية للشباب لا توازي التحديات والرهانات المنتظرة منها في خضم التطورات التي تشهدها الحياة الجمعوية و المجتمعية، وأشار الى ان شعار التطوع الذي ترفعه جمعيات المجتمع المدني قد تتوارى خلفه في بعض الأحيان ممارسات منافية لأخلاقيات العمل الجمعوي. فالواقع يؤكد أن مجموعة مهمة من الجمعيات تتخذ من أنشطتها مطية لتحقيق مكاسب مادية أو سياسية حزبية، فاستجداء الدعم بدافع التربح و خلط الجمعوي بالسياسي و الحزبي واستغلال مناصب القيادة لتحقيق مآرب شخصية كلها ممارسات تسيئ لرسالة العمل الجمعوي ككل. كما أشار الى أن الرهانات الأساسية التي يجب كسبها في كل مجتمع يريد الرقي و الازدهار والتقدم نحو الأفضل , وهو ضمان مشاركة الشباب في الميادين الحيوية التي تشكل الأساس الرئيسي لأي مجتمع ,كالميدان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأردف ارحو انه لا يختلف اثنان عن كون العمل الجمعوي بالمغرب يعاني من عزوف الشباب عن المشاركة الفعالة رغم ان العمل الجمعوي في منطلقاته وأهدافه شكل وعاء لصقل إبداعات الشباب، ومده بأسس ثقافية هامة، ليس فقط لكون العمل الجمعوي يهدف الى تغيير بنيات الواقع فقط , و انما احداث تغيير على مستوى أشكال التفكير فيه، و طريقة تصريف المعرفة المكتسبة لبناء النموذج المرغوب فيه و تأطير الأداة البشرية المزمع تأهيلها لتحقيق ذلك البناء . وبين عثمان ارحو كذلك أن التغيرات التي شهدها المجتمع المغربي في السنين الأخيرة على عدة مستويات ، غير لدى الشباب مفهوم انتمائه إلى الحركة الجمعوية ، فقد أصبح الانتماء إلى العمل الجمعوي مضيعة للوقت و خدمة أناس آخرين يريدون التسلط بدل خدمة المجتمع، و بهذا يفقد العمل الجمعوي بعض من مبادئه الاساسية التي هي – الاستقلالية والتطوعية- ويتحول إلى أداة انتهازية ، و أشار الى أن الفعل التطوعي كعمل يومي وممارسة خلاقة في غياب إستراتجية تؤطره ، يجعل الشاب يشعر أنه يخدم غيره دون أي استفادة أو نتيجة إيجابية ، و هدا ما زكته الجمعيات المرتبطة بالأحزاب بشكل عضوي و التي تنفي ممارسة الاختلاف وكدا الجمعيات المرتبطة بالأشخاص و التي تنفي الديمقراطية الداخلية و إشراك الشباب الى جانب الجمعيات التي تنشأ من أجل الحملات الانتخابية و الجمعيات العائلية و الجمعيات النفعية و الجمعيات الحكومية ، هذا بالإضافة إلى بعض الأسباب الأخرى ، كقلة التجربة والخبرة وضعف التكوين في مجال التدبير الجمعوي لدى الشباب وعدم المبالاة بجدية العمل الجمعوي ، الظروف الاقتصادية و الاجتماعية الصعبة ، الخلط بين ما هو سياسي و ما هو جمعوي يطرح لبس لدى الشباب ، سيطرة شيوخ العمل الجمعوي و اقصاء الشباب وعدم اعطائهم صفة مؤسسين و انما يحضون بلقب المنخرط و هذا ما يجعل عملهم قاب قوسين أو أدنى من التفعيل على أرض الواقع ، تدبير الشأن داخل مكاتب الجمعيات بطريقة غير ديمقراطية . وإقصاء الشباب ، كثرة الجمعيات ذات التوجه السياسوي و استغلال الشباب لهذا الغرض ، غياب الحوار داخل الجمعيات لاعتبارات عديدة و كذا عدم تعميم دور الشباب و عدم تلبيتها لطموحات الشباب للابتكار و الإبداع و الخلق . كلها أمور أفقدت لدى الشباب طموح الأمل و التغيير من أجل مغرب أفضل ، و كانت آثار دلك وخيمة على المغرب كالأحداث الإرهابية الأخيرة التي قادها شباب ينبذون أي فعل مدني سلمي و حضاري ، مما يطرح السؤال أين هي الجمعيات التي تؤطر و تعنى بقضايا الشباب و التي تحصل على تمويلات حكومية و دولية ؟ وجاء في مداخلة أورحو أن الدستور الجديد اجاب على مجموعة من الاسئلة وتفاعل ايجابيا مع مطالب الشباب واهمها المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي والدي يعتبر مطلب تاريخي للحركة الجمعوية المغربية من خلال انشاء مؤسسة دستورية مستقلة ترعى قضايا الشباب. وهو مكلف بدراسة وتتبع المسائل وتقديم اقتراحات حول كل موضوع اقتصادي واجتماعي وثقافي، يهم مباشرة النهوض بأوضاع الشباب والعمل الجمعوي، وتنمية طاقاتهم الإبداعية، وتحفيزهم على الانخراط في الحياة الوطنية، بروح المواطنة المسؤولة؛ ولبلوغ هذا الهدف المنشود وجب تعبئة و تحفيز الأجيال و تعريفهم بالعمل الجمعوي في عمقه الانساني النبيل ، غرس ثقافة العمل الجمعوي و روح المبادرة داخل الشباب ، خلق قنوات بين الشباب للتواصل و تقاسم القضايا و المشاكل بينهم ، النظر في هيكلة الجمعيات المغربية و تشبيبها ، عدم استغلال الجمعيات في الانتخابات السياسية و استعمالها للحملات الانتخابية لحزب ما ، بناء الجمعيات على اسس ديموقراطية دون إقصاء ، عدم احتكار المناصب داخل مكاتب الجمعيات مع التأكيد على أحقية المؤسسين ، توفير الحماية القانونية لتجديد النخب بطريقة ديمقراطية ، التحلي بالثقة الكاملة في قدرات الشباب لتسيير الجمعيات ، ضرورة استعادة دور الشباب لمكانتها و مصداقيتها ، ضرورة النضال داخل الجمعيات حتى لا تهدر حقوقها ، دعم مبادرات الشباب الجمعوي بكل انواعها. وخلص الى أن خلق مناخ مناسب وبلورة إستراتيجية شاملة لتعزيز حضور الشباب في مختلف الفضاءات، من خلال آليات قانونية ومؤسساتية وسياسية ستجعل من المغرب تجربة واعدة على صعيد التجارب المميزة في مجالات الاهتمام بقضايا ومستقبل الشباب والعمل الجمعوي، لاسيما داخل بلد قاعدته العريضة على مستوى الهرم السكاني هي من الشباب. بلد يقر بتحولاته وباختياراته الديمقراطية، لاسيما في ظل الممارسات والسلوكيات التي كانت تطبع المراحل السابقة والتي ساهمت بشكل سلبي في رسم مسارات خاطئة في هذا الإطار.كل هدا لبناء مغرب شبابي ديموقراطي حداثي تتبوأ فيه الاجيال القادمة مكانتها الطلائعية. ملاحظة : أزيلال أونلاين سبق لها أن نشرت مقالا تحت عنوان، أزيلال: الملتقى الإقليمي الأول حول :"دور الشباب في تفعيل العمل الجمعوي" تطرقت خلاله التغطية إلى مجمل المداخلات، من الفاعلين الجمعويين المشاركين في ملتقى الشباب الاول