مر موسم تاونزة أيام 6،7،8 مارس 2014 ، إنها النسخة الرابعة لهذا الموسم ، ما ميز هذه النسخة هو تراجع طموح المنظمين ، واقتصارهم في تسميته على " المهرجان السنوي للفروسية" ، بعد أن اعتبروه مهرجانا ثقافيا و رياضيا في نسخه السابقة ..كما أن هذه السنة تميزت بإشراك فريق المعارضة بالمجلس في تسيير المهرجان ، بل إنهم من سير كل شيء تقريبا ،ابتداءا من مالية الموسم ، حيث فوت تنظيم أهم الأعمال، بطريقة آلية ، لمنظم الحفلات ابن مركز أيت أعتاب... تميزت نسخة هذه السنة بزيارة السيد عامل الإقليم ، و ذلك يوم الجمعة 7 مارس ، حيث صلى صلاة الجمعة بمسجد حنضور ،لينتقل بعد ذلك هو و الوفد المرافق له للخيمة الشرفية لاستعراض فرق من الفروسية ، ثم بعد ذلك إلى مقر التربية و التكوين التابع للتعاون الوطني لتناول وجبة الغذاء التي أقيمت على شرفه و على شرف ضيوف الموسم. لقد كان موسما للتبوريدة بالفعل ، حيث اقتصر المنظمون على هذا النشاط فقط ، بل إنه النشاط الذي استأثر باهتمامهم ، رغم أنهم حاولوا تنظيم أنشطة أخرى ، عرض حول "مخطط المغرب الأخضر" الذي كان من المقرر أن يلقيه رئيس المركز الفلاحي بأيت أعتاب ، و الذي لا ندري هل ألقي أم لا؟ لأننا سمعنا الخبر من فم المعلق الذي رابط في الخيمة الشرفية طيلة أيام الموسم ، و الذي أتحفنا بمقاطعه الشعرية و كلماته المعسولة و تهليلاته و تحياته وتشكراته للمسؤولين الزائدة عن اللزوم.كما أن المنظمين حاولوا تنظيم مسابقة للعدو ، عنوانها : " لا تقولوا أننا لا نهتم بالرياضة" ، كانت ارتجالية و دون المستوى بكل المقاييس ، عدد قليل من المشاركين منهم من لم يعرف الخبر حتى صباح اليوم المخصص للمسابقة ، جري في ساحة التبوريدة ، المليئة بالأحجار وسط الخيول و الفرسان المشاركة في التبوريدة...كان من المقرر حسب (البرنامج) أن تنطلق هذه المسابقة على الساعة 11 من يوم السبت ، لكنها لم تنطلق حتى حدود الساعة 12 و 20 دقيقة ، و بقي الأطفال المشاركون طيلة هذه المدة ، ينتظرون تحت أشعة الشمس الحارقة ، ولا من يكترث لحالهم ، ولا من يحترم شغفهم...وقد سادت الارتجالية و العشوائية و سوء التنظيم توزيع جوائز المسابقة ، و جوائز المتفوقين دراسيا ، كما أن هذه الجوائز لم تكن في مستوى الطموحات مرة أخرى ، فالمتسابق الأول في مسابقة العدو حصل على 150 درهما و الثاني على 100 درهم و الثالث على 50 درهم ، وكانت هناك مسابقتان ، واحدة للذكور و الأخرى للإناث ،أي أن المنظمين خصصوا 600 درهم للعدو ، للرياضة بصفة عامة ، من 100000 درهم المخصصة للموسم حسب بعض المصادر؟؟؟ كما أن المنظمين خصصوا أغلبية ميزانية الموسم للأكل و الشرب و الاستقبال ، فوجبة الغذاء التي أقيمت يوم الجمعة كانت باذخة بكل المقاييس ، فمتى نقطع مع قاعدة تبذير الأموال العامة في الأكل و الشرب و الاحتفال ، ونخصصها للأمور الهامة،فحتى السياسات العمومية الآن تدعو للتقشف ، و ما أكثر و أكبر انتظارات و طموحات السكان ، خاصة في مكان كتاونزة.لابأس في استقبال الضيوف ، لكن بشرب الشاي و بعض الحلويات و المشروبات ، لا بالأكباش المشوية و (البسطيلة) و شتى أنواع السلطات و الدجاج المحمر و الفواكة المتنوعة... و حتى لا ننسى فقد حاولت إدارة التعاون الوطني بالمنطقة (مديرة دار التعاون بمركز أيت أعتاب ، لأن التعاون الوطني بتاونزة لا يتوفر على مديرة ، بعد أن تم نقلها و لم يتم تعويضها) ، حاولوا تنظيم معرض للمنتوجات اليدوية و التقليدية ، عرضت صباح يوم الجمعة.كما أن هذه السنة عرفت تنظيم طقس غنائي مساء يوم الخميس ، اليوم الأول من الموسم ، مجموعة تسمى بالأمازيغية (إفقيرن) ، طقوس للضرب على الدفوف و الجذبة و ذكر بعض الأمداح و التعويذات و شرب الماء المغلي ...وقد كانت مبادرة شخصية لبعض الناس لأنها لم تكن ضمن (برنامج ) الموسم. كما أننا نسجل إصابة بعض الفرسان ، واحد سقط من فرسه ، و الآخر أصيب في يده ، نقلوا و أسعفوا من طرف الطاقم الطبي و رجال الوقاية المدنية المرابطين بالموسم ، و الذين نوجه لهم كل التقدير و الاحترام.كما أصيب فرس بجرح غائر في في رجله الخلفية ، تم نقله لدار ولد زيدوح ، حسب بعض الشهود ،لإسعافه و خياطة جرحه ، و ذلك لعدم وجود طبيب بيطري على امتداد تراب جماعات أيت أعتاب الثلاث. هذه بعض الملاحظات و بعض وقائع المهرجان السنوي للتبوريدة ، نتمنى أن تتقبل بصدر رحب ، كما نتمنى أن تجمع الأزبال و النفايات التي بقيت متناثرة في المكان الذي أقيم فيه الموسم ، أم أنه لم يخصص مبلغ لذلك ضمن الميزانية ، كما نتمنى من الذين نظموا هذه النسخة، أن يعلنوا للرأي العام، فيم صرفت ميزانية الموسم بالتفصيل الممل ، سيرا على النهج الذي نشروا فيه الحسابات الإدارية و مختلف العمليات المالية للجماعة...