تم ب`"لوناسدة", التابعة لإقليمقلعة السراغنة, المعروفة بتربية الخيول وتقاليدها العريقة في مجال الفروسية, تنظيم المهرجان الربيعي الأول للمنطقة على إيقاع التبوريدة التي تعد تراثا حضاريا عريقا توارثته الأجيال منذ أقدم العصور. وقد ترأس السيد محمد نجيب بن الشيخ عامل إقليمقلعة السراغنة, اليوم السبت, جانبا من فقرات برنامج المهرجان والمتمثل في المسابقات التي شاركت فيها 28 (صربة) من مجموعات الخيالة التي تمثل كافة قبائل منطقة السراغنة بما يزيد عن 200 فرس. وتوج الحفل بتوزيع عدد من الجوائز الرمزية والتقديرية على الفائزين في هذه التظاهرة الشعبية التي تتبعها جمهور غفير من ساكنة المنطقة. وقد اختارت الجماعتان القرويتان لوناسدة وأولاد الكرن, هذه السنة, أن تجعل من تنظيم المهرجان الأول للتبوريدة بصيغة جديدة, تكرس كتقليد سنوي تتزامن إقامته مع موسم الزيتون أو مع ظهور تباشير فصل الربيع الواعدة بموسم حصاد جيد, احتفالا بحصيلة منتوجهما وإحياء لموروثهما الثقافي الأصيل. وأوضح مصطفى الكح رئيس جماعة لوناسدة, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن المنطقة تعتبر من أغنى مناطق السراغنة وتتوفر على مؤهلات فلاحية كبرى تتمثل في أزيد من ثلاثة ملايين شجرة زيتون, من بينها أشجار معمرة لأكثر من مائة سنة فضلا عن تربية الماشية وإنتاج اللحوم الحمراء والحليب. أما تربية الخيول, يضيف رئيس الجماعة, فيرجع تاريخها إلى أقدم العصور حيث شكل الفرس عند القبيلة رمزا للشموخ والعزة والأنفة, سواء فيما يرجع للدفاع عن حوزة الوطن أو القبيلة من غزو الطامعين, قبل وإبان فترة الاستعمار, أو فيما يخص الاحتفالات والملتقيات. ولاحظ أن ظروف الجفاف وما تلاحق بعدها من إكراهات اقتصادية واجتماعية, أدت إلى صرف الإهتمام بالجانب التراثي للفرس وما يختزله من حمولات ثقافية, الأمر الذي استوجب التفكير في طريقة جديدة ترد الاعتبار للخيول وتربيتها ودورها الحضاري وخاصة بالنسبة للأجيال الصاعدة. وشملت فعاليات المهرجان المنظم من 14 إلى 17 أبريل الجاري, مجموعة من الأنشطة الثقافية والتجارية وعرض الخيول وتنظيم المسابقات التي تبارت خلالها مجموعات من الفرسان يمثلون قبائل السراغنة ومشاركة الجيل الجديد من مربي الخيول.