انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الثقافي والاجتماعي لمدينة العطاوية الواقعة بمنطقة تساوت العليا على بعد نحو ثلاثين كيلومترا (جنوبقلعة السراغنة حاضرة الإقليم). ويتوخى المنظمون من هذه التظاهرة الشعبية، التي اختاروا لها شعار "الإرث الثقافي الأصيل في خدمة التنمية"، إحياء التراث العريق لمنطقة تساوت ومحاولة نفض الغبار عن بعض التقاليد المتجذرة لدى الساكنة منذ أقدم العصور في مجالات الفنون والثقافة والمعيش اليومي بشكل عام. وقد أعطى السيد محمد نجيب بن الشيخ عامل إقليمقلعة السراغنة الانطلاقة الرسمية للمهرجان والتي تميزت بعروض للفروسية تخللتها لوحات فلكلورية وأهازيج شعبية شاركت فيها مجموعات فنية تمثل قبائل زمران والسراغنة والرحامنة، وعبرت عما تزخر به المنطقة من مخزون ثقافي أصيل ظل يواكب حياة الساكنة، عبر التاريخ، في الأفراح والمسرات كما في فترات الشدة والأزمات. ويتضمن برنامج المهرجان الذي سيستمر على مدى أربعة أيام والذي يشكل موسم الولي الصالح سيدي أحمد بن عبد العزيز دفين منطقة زمران أحد فقراته الرئيسية، إحياء هذا التجمع الديني لأحد أقطاب الصوفية المعروفة بالزاوية "الملامتية" التي يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر الهجري ورغبة في المزج بين طابعه الديني والدنيوي بجعله تظاهرة ثقافية وتجارية محلية وجهوية كبرى يحج إليها الوافدون من كل حذب وصوب مثلما كانت عليه منذ أزيد من 200 سنة. وإلى جانب عروض الفروسية واللوحات الفنية المحلية للعيطة الحوزية وكناوة وعيساوة، تشارك في الأمسيات الفرجوية التي يقترحها المهرجان، مجموعات عبيدات الرمى من واد زم، والركبة من زاكورة، وهوارة من تارودانت، والطرب الحساني من الأقاليم الجنوبية، وأحواش دمنات ورقصة النحلة من قلعة مكونة. وبذلك تكون ساكنة مدينة العطاوية على موعد مع باقة فنية فسيفسائية ترمز إلى الوحدة في التنوع والتعدد من خلال ما تختزله أمسيات الفنون الشعبية من حمولات ودلالات عميقة في شكلها ومضمونها وتعكس الوجه الحقيقي لموروث حضاري مغربي أصيل. وفي الجانب الاجتماعي والثقافي، يتضمن برنامج المهرجان، المنظم من قبل المجلس البلدي للمدينة بتعاون مع عمالة إقليمقلعة السراغنة، عملية إعذار مجموعة من الأطفال أبناء الأسر المعوزة وقراءات شعرية وندوات حول المرأة والعيطة الحوزية بالمنطقة وعبيدات الرمى والفنون اللامادية بالمغرب وتظاهرات رياضية متنوعة.