تم أمس الأحد بمدينة ابن جرير حاضرة إقليم الرحامنة تتويج المتألقين من فرسان " التبوريدا " في أكبر تظاهرة شعبية تنظم بموازاة مع فعاليات مهرجان أوتار ربيع الحوز الثقافي الذي تنظمه مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة من سادس الى تاسع ماي الجاري. وقد أشرف السيد فريد شوراق عامل الإقليم رفقة المنتخبين المحليين وأعضاء مؤسسة الرحامنة وعدد كبير من الشخصيات المدعوة ، على توزيع الجوائز على المتوجين الذين أبانوا عن مقدرات عالية في ممارسة ألعاب الفروسية بطقوسها التقليدية العريقة والمتجذرة لدى ساكنة منطقة الرحامنة منذ أقدم العصور. واستفاد من هذه الجوائز التي خصصت لهؤلاء الفرسان من قبل الجمعية الوطنية لمربي الخيول العربية والبربرية ومؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة وبلغت قيمتها الإجمالية نحو 160 ألف درهم ، حوالي 300 فارس ،من بينهم فارستان، ينتمون الى 25 (علفة )، أي فرقة مستقلة تمثل كلها مجموعة الخيالة المتواجدة بالمنطقة. واستغرق برنامج المسابقات ثلاثة أيام من التباري تم خلالها عرض مؤهلات الفرسان التي عاينتها مجموعة من شيوخ هذا التراث الفلكلوري الأصيل ، وشكلت إحدى الفقرات الشعبية القوية من فعاليات ربيع الحوز الثقافي ووفرت فرجة ممتعة لجمهور واسع وعريض لمئات الآلاف من ساكنة المنطقة. ومن أجل الحفاظ على هذا التراث وضمان استمراريته أكد الدكتور نور الدين الزوزي رئيس جمعية التراث الشعبي بالرحامنة ، أن مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة عملت على إحيائه بعد أن بدأ يلفه النسيان ذلك أنه قبل خمس سنوات لم يكن عدد الممارسين يزيد عن الخمسين ، على امتداد منطقة شاسعة مثل الرحامنة، بينما نلاحظ أن 300 فارس تتواجد اليوم في ميدان السباق. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الفضل في ذلك يعود الى إعادة إحياء " موسم لاربعا " بمنطقة صخور الرحامنة الذي طواه النسيان لفترة دامت قرابة ثلاثة عقود ، في حين أن هذا الموسم المعروف على الصعيدين الوطني والمحلي ، شكل على مر الزمن خزانا طبيعيا للخيول والفرسان. وأبرز أن جمعيته أخذت على عاتقها رد الاعتبار لهذا النوع من التراث الشعبي الأصيل بالمنطقة وفق مقاربة شاملة ومشروع تنموي هادف تتبناه مؤسسة الرحامنة ، ويتجلى في برمجة موسم صخور الرحامنة كتقليد سنوي في مجال التبوريدا ، وهو ماتم الشروع في إنجازه منذ خمس سنوات ، ومن خلال ذلك زرع حب هذا التراث لدى الأجيال الصاعدة عبر مجموعة من المبادرات التحفيزية في ميدان تربية الخيول والتظاهرات الشعبية كفضاء لإبراز المهارات والكفاءات في ممارسة اللعبة