أكدت مصادر مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة الجهة المشرفة على تنظيم مهرجان أوتار ربيع الحوز الثقافي في دورته الثانية ، أن " التبوريدا " أو ألعاب الفروسية كتقليد عريق في التراث المغربي الأصيل ، لن تغيب في يوم من الأيام عن الطقوس الاحتفالية في أعراس ومهرجانات منطقة الرحامنة. وأضافت في تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم السبت بمدينة ابن جرير من عدد من أعضاء اللجنة المنظمة لفعاليات المهرجان ، أنه مهما تعددت البرامج أو تركزت محاورها حول شعار معين ، مثل شعار هذه السنة الرامي الى الاحتفال بالموروث الفني المغاربي ، فإن فقرة " التبوريدا ستظل حاضرة وبقوة في كل التظاهرات والمناسبات الاحتفالية الكبرى لساكنة المنطقة". وأجمعت هذه المصادر على أن هذا التقليد سيستمر وأكثر من ذلك فإن مؤسسة الرحامنة تعمل من خلال مشروعها الثقافي والتنموي على تطوير هذا النمط من التراث عبر تشجيع ممارسيه على العناية بتربية الخيول وإعداد الناشئة على التمرس على ركوب الخيل حفاظا على الموروث الثقافي الشعبي الذي يجسد مظهرا حضاريا نبيلا. وفي هذا السياق وضعت المؤسسة برنامجا يمتد طيلة أيام المهرجان من 6 الى 9 ماي الجاري يتضمن عروضا في ميدان " التبوريدا " تشارك فيها عدد كبير من الفرق والجمعيات المعروفة على الصعيدين الوطني والجهوي في ميدان ممارسة ألعاب الفروسية. وقد تمت هذه السنة إضافة عروض في سباق الهجن ورياضة ركوب الجمل " سفينة الصحراء " ، وذلك تجسيدا للروابط التاريخية العريقة القائمة بين منطقة الرحامنة والقبائل الصحراوية الوافدة منذ أقدم العصور ، من الأقاليم الجنوبية على منطقة الرحامنة حيث استقر بها المقام واستطاعت أن تتأقلم وتتفاعل مع الساكنة المحلية في انسجام وتناغم تامين. وذكرت مصادر المؤسسة في هذا الصدد ، أن خير دليل على هذا التفاعل ، هو امتداده الى الفنون الشعبية المعروفة بالرحامنة وخاصة ما يتعلق منها بالعيوط الحوزية ، مثل " احمادة " التي هي في الواقع نمط تراثي يمزج بين الحوزي والحساني أصبح متداولا في المنطقة على أوسع نطاق ، مشيرة الى أن هذا التمازج يعبر عن قوة وشائج التآخي والتلاحم القائم بين مختلف مكونات الشعب المغربي من أبعد نقطة من الحدود المتوسطية للمملكة الى أقصى نقطة من حدودها على المحيط . ومن أجل تشجيع المنافسة وحصول الفرجة خلال ألعاب الفروسية والجمال ، تعتزم مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة تخصيص جوائز هامة لفائدة الفائزين المشاركين في هذه التظاهرة في الحفل الختامي لفعاليات مهرجان أوتار.