تحتضن مدينة ابن جرير من 6 إلى 9 ماي المقبل، الدورة الثانية من مهرجان "أوتار" أو "الربيع الثقافي للحوز"، الذي تنظمه جمعية الرحامنة للتنمية المستدامة، تحت شعار "تراث حي ووحدة ثقافية مغاربية".فنانون مغاربة شاركوا في المهرجان (الساوري) وقال المنظمون، خلال ندوة صحفية عقدت، أخيرا، بمدينة الدارالبيضاء، لتقديم برنامج الدورة الثانية من مهرجان "أوتار"، إن النسخة الثانية تهدف إلى ترسيخ المهرجان كحدث ثقافي سنوي، يرمي إلى فك العزلة عن منطقة الرحامنة، التي تعاني غياب البنيات التحتية اللازمة لتأسيس فعل ثقافي جاد. وفي السياق ذاته، أفاد محمد الناجي مدير المهرجان، أن تنظيم مهرجان بالرحامنة، التي تفتقر إلى أبسط الشروط، التي تساعد الشباب على التعبير عن ميولاتهم وصقل مواهبهم الفنية، يعد تحديا كبيرا، مشيرا إلى أنه "من السهل تنظيم مهرجان بمراكش أو الدارالبيضاء، أو الرباط مثلا، لكن من الصعب تنظيمه بمنطقة شبه نائية لا تتوفر على معاهد موسيقية، وقاعات سينمائية، ومسارح، ومؤسسات فنية". وأضاف الناجي أنه متفائل جدا بمستقبل المهرجان، الذي اعتبره من المهرجانات القليلة في المغرب، التي تحمل مشروعا ثقافيا جادا له أهداف واضحة، من شأنها أن تساهم في تنمية المنطقة، مشيدا في الوقت نفسه بجميع الداعمين، الذين ساهموا في تسخير وسائل وإمكانيات مادية كبيرة، ستساهم في الدفع بعجلة التنمية، وخلق حركة ثقافية وفنية مهمة، بالمنطقة، من خلال بناء معاهد وقاعات للعروض الفنية بمختلف أصنافها. وخلال تقديمه لبرنامج الدورة، قال الناجي، إن المهرجان يركز على الثقافة المغربية وذاكرتها، مشددا على أن تنوع أشكال التعبير الثقافي في المغرب العربي، يظل القلب النابض لدورة 2010، وأن "أوتار" يتخطى الحدود السياسية، ليعزز اللقاء بين الشعوب المغاربية الشقيقة، ويسلط الضوء على وحدتها الثقافية. من جهتها، قالت الفنانة المغربية ليلى الكوشي، بصفتها المديرة الفنية للمهرجان، إن الدورة الثانية، التي تحمل على عاتقها شعار "تراث حي ووحدة ثقافية مغاربية"، تهدف إلى مد جسور التواصل بين الفنانين المغاربيين، الذين أسسوا في وقت من الأوقات مدرسة فنية مغاربية متميزة، لا تعترف بالحدود بين دول المغرب العربي. وأضافت الكوشي أن المهرجان يرمي أيضا، إلى الاحتفاء بالأغنية المغربية، من خلال إشراك عدد كبير من المغنين المغاربة، خصوصا الشباب منهم، الذين يعول عليهم في حمل مشعل الأغنية المغربية، مشيرة إلى أن المهرجان يأخذ على عاتقه ربط هؤلاء الشباب، الذين أبانوا عن كفاءاتهم الفنية، وتألقوا في مختلف المناسبات الفنية، بجذورهم المغربية والمغاربية، من خلال أدائهم لأغاني الرواد، الذين أسسوا صرح الفن المغاربي، أمثال الشيخ محمد العنقة، ودحمان الحراشي، والهاشمي قروابي، ورابح درياسة، وسلوى، ونورا، وعبد الوهاب الدكالي، وبهيجة إدريس، وأحمد حمزة، وعليا التونسية وغيرهم. وأبرزت الكوشي، أن دورة هذه السنة تسعى، أيضا، إلى أن تكون بوتقة ينصهر فيها الضيوف الأجانب، من موسيقيين ومغنين وراقصين من الهند ومن أعرق التقاليد المغربية، مشيرة إلى أنه بعد نجاح الدورة الأولى، يعود المهرجان للاحتفاء بالتراث الوطني عبر مختلف أشكاله التعبيرية. وتتميز فقرات المهرجان، الذي سيكرم الأغنية المغاربية، من خلال روادها، بمشاركة العديد من النجوم، أمثال الشاب خالد، والحاجة الحمداوية، والموسيقيين عزالدين منتصر، ومصطفى الركراكي، اللذين سيقودان كوكبة من الفنانين الشباب، الذين سيحرصون على ارتداء أزياء مغاربية أصيلة من تصميم المصممة المغربية الشهيرة سميرة حدوشي، وهم هناء الإدريسي، وحاتم إيدار، وحاتم عمور، وسعد لمجرد، وهاجر عدنان، ويوسف جريفي، وليلى الكوشي، وهدى سعد، ومعتز، وإيمان قريقبو، ومريم بنمير، وإلياس طه، وطارق جهاد، وتوفيق البوشيتي من المغرب، ولمياء بطوش، ونورالدين الطيبي من الجزائر، وطارق التونسي من الجزائر. كما سيشهد المهرجان، مشاركة مجموعتي "مازاكان"، و"هوبا هوبا سبيريت" من المغرب، ومجموعة راجستان روتز من الهند. ويتضمن برنامج المهرجان أيضا، عرض خمسة أفلام سينمائية مغاربية، ويتعلق الأمر بأفلام "خربوشة" لحميد الزوغي، و"موسم لمشاوشة" لمحمد عهد بنسودة، و"أقدار متقاطعة" لإدريس اشويكة، من المغرب، و"مسخرات" لإلياس سالم، و"حراكة" لمرزاق علواش من الجزائر، إضافة إلى ندوة فكرية حول "الجهوية". كما سيتضمن برنامج المهرجان، معرضا للفن التشكيلي، ومحترفا صباغيا تحت إشراف الفنان التشكيلي المغربي الحسين الميلودي، إضافة إلى عروض للفروسية، التي تعكس تراث المنطقة التي اشتهرت بفرسانها على مر العصور.