عرفت السهرة الفنية الكبرى الثانية من ليالي مهرجان ربيع الحوز الثقافي، المنظم بابن جرير من قبل مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة، مواكبة شعبية واسعة تميزت على الخصوص بحضور مكثف لمختلف فئات شباب منطقتي الرحامنة والسراغنة وجهة مراكش بصفة عامة. ويبدو أن وتيرة الإقبال الجماهيري على فعاليات مهرجان أوتار أو ربيع الحوز الثقافي آخذة في التصاعد ذلك أن مفاجأة الليلة الأولى بظهور الشاب خالد على الخشبة ومصاحبته للفنان الشاب توفيق البوشيتي، أعطى نكهة خاصة للحفل لقي معه تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور الحاضر. أما فقرات الأمسية الثانية لمساء أمس الجمعة فقد تميزت في شقها الأول بحضور مجموعتي مازاكان وهوبا هوبا سبريت اللتين ألهبتا حماس الجمهور بأداء معزوفات عصرية ولوحات فنية وأغاني شبابية. ولم يكن الشق الثاني المخصص للأغنية المغاربية يقل شغفا واستئثارا باهتمام الحضور، ذلك أن المايسترو مصطفى الركراكي أبدع وأمتع بمرافقته مع مجموعته الموسيقية، المعززة ببعض الوسيقيين الجزائريين والتي تضم أجود العازفين المغاربة، نخبة من المطربين الشباب في أداء أغاني الرواد حيث أتحفت الجمهور بعبق الفن الجميل والأداء الموسيقي الرفيع. وشارك كل من سعد لمجرد وإيمان قريقبو وهدى سعد وهاجر عدنان ومعتز ويوسف الجريفي ولمياء بطوش بأغاني تعد من أجمل الابداعات الخالدة في سجلات الأغنية المغاربية والتي تحيل على الرواد الكبار مثل صادق الثريا ورابح درياسة ومحمد حمزة والحسين السلاوي والهادي الجويني وامحمد العنقة ومحمد فويتح وسالم الهلالي وعبد القادر الراشدي وغيرهم. واستنادا الى مصادر تنظيمية من المهرجان، فإن عدد الجماهير التي تتبعت فقرات هذا العرس الفني المغاربي، تراوحت ما بين 35 و40 ألف شخص، مبرزة أن الفضاء المفتوح على الهواء وانتشار الشاشات الكبرى في عدد من جنبات هذا الفضاء مكن الحضور من تتبع الحفل في ظروف فرجوية مريحة. ولاحظت المصادر ذاتها أن التشكيلة الفنية المقترحة على جمهور المهرجان كان لها أيضا دورها في استقطاب جمهور بهذا القدر من الكثافة، بما يمكن اعتباره حضورا قياسيا في الليلة الثانية من ليالي المهرجان، متوقعة أن يتصاعد هذا الإقبال مع عطلة نهاية الأسبوع. ومن جهة أخرى، وضعت مؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة برنامجا يضم جملة من الأنشطة المواكبة لفعاليات المهرجان والهادفة إلى تنشيط مدينة ابن جرير، متمثلة في تنظيم معرض للصناعة التقليدية وتظاهرات رياضية وعروض للفروسية (التبوريدة) ولوحات تراثية للهجن وراكبي الجمال للتعريف ببعض التقاليد العريقة التي حملتها بعض القبائل الصحراوية التي استقرت بالمنطقة منذ عصور.