لقد كانت للأحداث المؤلمة التي عاشتها واويزغت في بداية هدا الأسبوع وقعا كبيرا على حديث الرأي العام المحلي الذي أصبح عنوانه الرئيسي هو مشكل الأمن و انتشار الجريمة و اتساع سوق ترويج المخدرات و انحراف الشباب و بالتالي مستقبل مخيف و حالك لشباب المنطقة. إلا أن النقاش الدائر حول الموضوع سواء بين الساكنة أو على بعض البوابات لم يأخذ مسارا صحيحا من اجل قراءة صيرورة الأحداث و تسارعها من اجل بلورة رؤية شمولية لما حدث و تحديد المسؤوليات الأخلاقية من جهة و من جهة أخرى توسيع رقعة المتورطين في المساهمة من قريب أو من بعيد في حدوث مثل هذه السلوكات و الأفعال الغريبة عن المنطقة و التي ستكون لها لا محالة تداعيات سلبية شعارها الحقد و الكراهية و العدوانية تم الثار بين الأهالي – وهو ما لا نتمناه-. لان الجوهري في الحدث ليس هو الضحية و البحث عن الجاني – هذه مهام العدالة- لكن الأساسي هو قراءة الواقعة و التنبؤ بتداعياتها الاجتماعية و النفسية و البحث عن سبل استثمارها إيجابا لتكون درسا للجميع – شباب المنطقة – المجتمع المدني- الهيئة المنتخبة- السلطات – الدرك......- و دق ناقوس الخطر لأننا اليوم أمام خيارين: إما تحمل المسؤولية كاملة و إنقاذ المنطقة من طوفان المخدرات و الجريمة و الانحراف و بهذا سنكون قد انقدنا رأسمالنا البشري الذي هو أساس كل إقلاع تنموي من الكساد و الإفلاس . أو الانبطاح للآمر الواقع و اعتبار الحدث غير ذي أهمية بمبرر أن الأمر يتعلق بجريمة عادية كغيرها من مئات الجرائم التي تقترف يوميا في المدن المغربية الكبرى – فواويزغت ليست هي الدارالبيضاء أو تطوان أو القنيطرة أو حتى بني ملال.....- و بذلك سنتحمل المسؤولية التاريخية في تحويل واويزغت الهادئة و الآمنة إلى أفغانستان جديدة – بحكم انتشار المخدرات- و إلى صنعاء مغربية – بحكم واقع الاقتتال العشائري و حرية حمل السلاح و استعماله – و يحق لنا بذلك تغيير اسم البلدة من واويزغت إلى واويزغتستان . إذا فنحن من سيقرر و يختار بكل حرية بين واويزغت المغربية و واويزغستان و صنعاء اليمنية لنكون إما مغاربة امنين أو أفغانيين مخدرين أو يمنيين متقاتلين بينهم.... وحتى نكون مغاربة امنين و هو الخيار الصائب فلا مفر من الإجابة بجرأة عالية و روح المسؤولية و استحضار الضمير الوطني على الأسئلة التالية : ما هي حدود مسؤولية الأجهزة الأمنية بواويزغت و خاصة الدرك الملكي في عدم توقيف هذه العصابات التي روعت ساكنة المنطقة لأزيد من سنتين رغم شكايات و احتجاجات المواطنين . من كان يقدم يد المساعدة و الدعم لهده العصابات : التغذية ; الإيواء ; الخناجر المصنعة بطرق تقليدية ; الكلاب الشرسة المدربة ; و ما مصير السلاح الناري الذي كان بحوزة الضحية قيد حياته إن كان فعلا يمتلكه ; من يمدها عن طريق الهاتف النقال بأخبار قدوم دوريات و بأسماء كل من تجرا على وضع شكاية لدى مصالح الدرك ; التنقل بحرية بواسطة سيارات خاصة و ما أصل سيارة من نوع رونو 19 التي كانت تقل الضحية عند الاعتداء على بعض أصحاب الطاكسيات بمركز واويزغت في إحدى الصبحيات و كذا الدراجات النارية من نوع سكوتر و بيجو 103 التي كان يتجول بها ليلا و نهارا بالمركز ;ومن يقدم العلاجات للمصابين منهم خلال المواجهات ; ومن هن النسوة اللائي كانت ترافقهم و كذا الغلمان و .........ومن يزود أصلا هاته العصابات بالقنب الهندي و ماء الحياة و كل أنواع السموم القاتلة امام اعين الاجهزة الامنية . أي دور للهيئة المنتخبة ; المجتمع المدني ;الأسرة ;المدرسة للحيلولة دون وقوع ما وقع. الملف يبدو شائكا و متداخلا و الغوص في تفاصيله و شموليته لا محالة سيجر بعض المسؤولين الأمنيين المحليين إلى المساءلة , لكن أملنا كبير في جهاز القضاء ليتتبع كل خيوط القضية و تفاصيلها و اليقظة من السقوط في فخ بعض الاطراف التي تعمل جاهدة على محورة مجريات الملف و افراغه من محتواه ; هده الاطراف التي تبدوا للعيان بعيدة كل البعد عما يدور لكنها في الخقيقة توجد في عمق القضية بحكم القرابة و المصاهرة و الدم حتى يفتخر أهالي البلدة أن يكونوا مغاربة امنين بدل أفغانيين مخدرين أو يمنيين متقاتلين في ما بينهم....