تعددت الروايات حول تاريخ تأسيس مدينة " دمنات " التي تعني بالأمازيغية "الأرض الخصبة".فهناك من يرجع ذلك ،إلى عهد موسى بن نصير ،بحكم وجود سور يحمل نفس الاسم بالمدينة ،كان ذلك في القرن الثامن الميلادي ،هذا السور الذي تم ترميمه في عهد المولاي هشام ،أحد أبناء السلطان مولاي إسماعيل الذي أقام بالمنطقة ،بعدما كسب شعبية من طرف سكانها ،الذين باركوا إقامته ... بل هناك من ذهب أبعد ،واعتبر بناءها كان قبل الفتوحات الإسلامية .. وكيف ما كان الحال ،فالمدينة تعتبر محطة تجارية عبر التاريخ ، بحكم موقعها الإستراتيجي ،لمختلف النشاطات الاقتصادية ، والتكتلات السياسية ،طفت عليها مختلف المذاهب ،وتنوعت فيها ألأفكار ... دخلت فيه عالم التحضر .. المتشبث بهويته ،كمنطلق للتعايش ،بين هذه الاتجاهات المختلفة .. ، هذا التفوق الحضاري يفوق نظيرتها، وجارتها مدينة مراكش ب 40 سنة ، بدليل أنها كانت ترسل رسائل من كبارمدينة دمنات إلى أعيان مراكش يكتب عليها : " من مدينة دمنات إلى قرية مراكش..." بجانب هذا كانت توجه أخرى ،من مدينة دمنات الى قرية فاس..." باعتبار الروابط التجارية ،واستقرار بعض العائلات في المنطقة .. ، .. ويمكن اعتبار مدينة دمنات ملتقى الطرق للقوافل التجارية ، ومركزا تجاريا مهما ،كصلة وصل بين الشمال والجنوب .. هذه المراكز التجارية ،تتخذ المناطق السهلية نشاطا لها ،لسهولة التواصل بين الجماعات .. كما هو الشأن بالنسبة لمدينة صفر،التي كانت تسمى واحة بدون نخيل ،وأرض حب الملوك،كانت صلة وصل بين السهول المغربية وسجلماسة .وتعتبر منقطة عبور أخيرة قبل الدخول الى فاس .. صفرو ذات الأرض المنبسطة كذلك ، تبعد عن عروسة الأطلس المتوسط "ايموزار" بحوالي 30 كلم ، ،وهي بدورها كانت قبلة ،لعشاق الطبيعة ومختلف الفواكه ،ولطالبي العلم ،بحيث كانت في أوج الحضارة ،بتفاعلها مع مختلف الديانات والإتجاهات ... مسايرة للتطورات التي يشهدها الغرب الإسلامي ،بعد الفتوحات الإسلامية ،التي موقعت من موقعت ...وبذلك فقد سبقت فاس حضاريا . أرجعتنى إلذاكرة خلالها إلى مدينة " زرهون" ،وقبائل "أوربة"الأمازيغية ،لما انسجمت مع استقرار إدريس الأول فيها، في انتظار تأسيس مدينة فاس ..لكن لم يكمل له ذلك ،تاركا الأمر إلى ابنه إدريس الثاني ،الذي غادرها في اتجاه عاصمة مؤقتة ،هي صفرو ،التي سبقت فاس حضاريا ،ونظرا لتواجد كل ما يحلو به الاستقرار ،...،باعتبارها المركز النشيط القريب من مدينة فاس .. ،غادرها بعد أن تم بناءها قائلا مقولته الشهيرة ":سأرحل من مدينة صفرو إلى قرية فاس "... هذا إن دل على شيء فإنما يدل ،على أن مديني دمناتوصفرو،عاشتا ازدهارا حضاريا في مختلف الميادين ...وتركيبة اجتماعية متنوعة ... ربطت فيها علاقات تجارية مع باقي مناطق المغرب ..باعيتبارها منطقة عبور للقواقل التجارية المارة عبر منطقة "تمدولت" أو الوسطى المارة عبر سجلماسة ،في اتجاه العاصمة فاس. . عوامل عدة تأصلت في المنطقة ،وساهمت في تكوين الإنسان" الدمناتي" عبر التاريخ ،ورسالة من مدينة دمنات إلى قرية فاس ...لشهادة على تقدمها وتطورها ... أرضها حبلى بالمقاومين ،كحمان الفطواكي واللائحة طويلة ،وصولا إلى ،محمد الفقيه البصري ،الذي اعترف المرحوم الحسن الثاني بشخصيته الفريدة ،وهو ابن فقيه ،رشفت عائلته من هذا الإزهار الثقافي الدمناتي ، ،وتتلمذ على يديه كثيرون ،خاصة في مسقط رأسه في "أدوز" بالقرب من تنانت،المستقبلة و المودعة لكل هذه الأنشطة التي تتم من وإلى فاس عبر دمنات..وسهول تادلا. دمنات حبلى بالطاقات ،دمنات ارض الفكر ،أرض التنافس الشريف ،نحو تنمية المنطقة ،التي شهدتها عبر التاريخ . فمتى ستسترجع دمنات هذه المكانة ،ووتستحضر الموروث الثقافي للمنطقة ،ترمم معالمها ،وتنتعش منتجعاتها السياحية ،التي تزخر بها ،لتكون قبلة للزائرين ،والعودة ، إلى المقولة الشهيرة لزائرين أمازيغيين لها،لما قال الأول للثاني :" ايوا تزكزاو دمنات..!" انبهر فيها الثاني ،سحره جمال الطبيعة ،ولم يجبه إلا بعد مرور وقت طويل ، :"ايوا هات أمان.." نتمنى لمدينتنا دمنات ،تنمية شاملة ،بتظافر جهود أبنائها ،ورغم كما قال محمد جلال ،إبن المدينة الذي أصبح غريبا فيها.. أن تحتفظ باستثنائيتها في التطور ،مقارنة مع باقي مناطق الجهة.... ملحوظة : هذه فقط أرضية حول مدينة دمنات ،المرجو التفاعل وإغناء الموضوع وشكرا للجميع أحمد ونناش