أبو نزار التئم شمل المثقفين المغاربة يومي الجمعة والسبت 8و9 شتنبر 2012 المناسبة المؤتمر 18 لاتحاد كتاب المغرب ؛في أجواء يطبعها التوتر والنقاش الحاد بين المؤتمرين نظرا للوضعية التنظيمية المقلقة التي كان الاتحاد يتخبط فيها بفعل عوامل الصراعات الشخصية المتحكمة في زمرة من المبدعين الذين يدعون الدفاع عن الثقافة المغربية وخدمة المشروع المجتمعي نحو تدعيم أسس الحداثة واليمقراطية؛لكن يبدو أن أهل الثقافة في هذا الوطن لا يهمهم تحديث المجتمع وتكريس قيم المواطنة الحقيقية؛بقدر ما يشغلهم خوض الحرب نحو الكراسي وكأن الممارسة الثقافية تحولت الى مطية لتحقيق غايات ذاتية محضة وليذهب المجتمع الى جحيم التطرف والانغلاق ؛على هذا الايقاع المؤلم لمصير منظمة كان لها الدور الفعال في خلق دينامية ثقافية وفكرية في الحقل الثقافي المغربي والعربي وكذا ترسيخ القيم الإنسانيةمن خلال المواقف التي اتخذتها منظمة اتحاد كتاب المغرب تجاه قضايا تهم المجتمع المغربي في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي والفضل في هذا يعود الى قامات ثقافية وفكرية كان هاجسها الأول والأخير هو وضع الثقافة المغربية على السكة الصحيحة؛ويتجلى هذا الأمر من خلال الإسهام الفعال و لامتلاكها رؤية واضحة للفعل الثقافي؛انعقد المؤتمر الذي كان على وشك الانفجار والفشل نظرا لما يعتري الجسد الثقافي من علل تكمن أساسا في النرجسية لدى بعض المثقفين الذين لم يستوعبوا الابدالات والتحولات التي يشهدها العالم العربي والتي هزت أركان العديد من الأنظمة المستبدة عن عروشها ؛وغياب استراتيجية واضحة لدى الكثير من المثقفين للعمل الثقافي ؛وهذا انعكس سلبا على أداء الاتحاد في السنوات الأخيرة وغيابه عن المشهد الثقافي المغربي والعربي؛رغم الظهور الباهت له في بعض المناسبات الثقافية ؛واتضحت هذه العلل في الصراع المحتدم الذي خاضه كل من عبد الرحيم العلام مع حسن نجمي مما يبرز حجم الأزمةالخانقة التي يعرفها الاتحاد؛حيث حاول البعض تحويل المؤتمر الى قاعة للملاسنة والاحتجاج غير المسؤول واللامنطقي ؛ورغم هذه الأجواء المشحونة تم انتخاب الرئيس من داخل المؤتمر و أعضاء المكتب التنفيذي. ان الرهان الحقيقي للمثقفين المغاربة ؛بعد المؤتمر ؛هو أن تستعيد منظمة اتحادكتاب المغرب وهجها ودورها عبر سن سياسة ثقافيةتعتمد على الانفتاح على كافة المثقفين المغاربة والابتعاد عن الإخوانيات التي سادت في المدد الأخيرة من خلال تكريس أسماء بعينهافي مختلف أنشطة الاتحاد وكأن المغرب لم ينجب غير هؤلاء.أضف الى هذا اعادة هيكلة فروع الاتحاد وفق الجهوية المتقدمة وضخها بدماء جديدةمن المثقفين المغاربة المهمشين والذين يشتغلون بعيدا عن النجومية الفارغة وهمهم الأساس خدمة الثقافة المغربية }وكذلك انفتاح المكتب التنفيذي على الهوامش الثقافية التي بات الحقل الثقافي يشهدها مؤخرا.كما ينبغي لمجلة آفاق أن تحتضن التجارب الجدية بعيدا عن الأسماء واقترابا من النصوص المدعة من طرف ثلة من المبدعين لأن هذا سيجعل الثقافة المغربية تغتني بتجارب نحن في أمس الحاجة اليهاهذا من جهة ؛ومن جهة أخرى على الاتحاد أن يساهم في الحراك العربي الذي جاء بفضل ما يسمى تعسفا بالربيع العربي من خلال انخراطه الفعلي في طرح قضايا تهم المجتمع المغربي و الإجابة الموضوعية لها ؛والعمل على اعادة الدور الحقيقي لمنظمة لا يمكن أن ننكر أفضالها وقيمتها لكونها محجا لكل المثقفين المغاربة والخيمة التي يستظل بها كل مثقف غيور على تثبيت قوائم التحذيث والتنوير ومواجهة الفكر السلفي المتحجر والذي يريد أن يعيدالمجتمع الى عهود الظلام الفكري الذي لم تجن منه المجتمعات العربية غير التخلف و الخروج من التاريخ الذي لا يعترف الا بالعقل والفكر . وعليه فان الاتحاد لابد له من عودة جديدة لكونه منظمة ؛رغم اختلافنا معه على مستوى التصور ؛يجب على كل مثقف مغربي أن يحافظ عليها ويصونها من التشرذم والنزاعات ؛والدفاع عنهاحتى تبقى الإطار الحقيقي لكل الكتاب والمبدعين والمفكرين والفنانين المغاربة