محكمة العدل الأوروبية تلغي اتفاقيتي الصيد والمنتجات الفلاحية مع المغرب    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    المكتب الشريف للفوسفاط بإفريقيا ومالي يلتزمان بدعم من البنك الدولي بإرساء حلول ملائمة لفلاحة مستدامة    الجماهير العسكرية تطالب إدارة النادي بإنهاء الخلاف مع الحاس بنعبيد وارجاعه للفريق الأول    الحكومة تصادق على مشروع قانون يتعلق بتنظيم مهنة المفوضين القضائيين    تحالف للشباب يستنكر فشل الحكومة في التعامل مع أزمة طلبة الطب ويحمل ميراوي مسؤولية فشل إدارة الأزمة    مطالب للدولة بإعلان "الجنوب الشرقي" منطقة منكوبة والإسراع بتقديم الدعم الفوري للسكان    ارتفاع أسعار الدواجن يجر وزير الفلاحة للمساءلة البرلمانية    ارتفاع طفيف في أسعار النفط في ظل ترقب تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط    الاتحاد العام لمقاولات المغرب جهة الجديدة - سيدي بنور CGEM يخلق الحدث بمعرض الفرس    التصعيد الإيراني الإسرائيلي: هل تتجه المنطقة نحو حرب إقليمية مفتوحة؟    مصدر مقرب من "حزب الله": نصر الله دُفن مؤقتا كوديعة في مكان سري    إليك طرق اكتشاف الصور المزيفة عبر الذكاء الاصطناعي    بعد أيام من لقائه ببوريطة.. دي ميستورا يستأنف مباحثات ملف الصحراء بلقاء مع "البوليساريو" في تندوف    الفيفا تعلن تاريخ تنظيم كأس العالم للسيدات لأقل من 17 سنة بالمغرب    الفيفا يقترح فترة انتقالات ثالثة قبل مونديال الأندية    اختبار صعب للنادي القنيطري أمام الاتحاد الإسلامي الوجدي    دعوة للمشاركة في دوري كرة القدم العمالية لفرق الإتحاد المغربي للشغل بإقليم الجديدة    الدوري الأوروبي.. تألق الكعبي ونجاة مان يونايتد وانتفاضة توتنهام وتصدر لاتسيو    النادي المكناسي يستنكر حرمانه من جماهيره في مباريات البطولة الإحترافية    وفاة أستاذة في إعدادية اليوسفية تثير الحزن والأسى بين الأساتذة والتلاميذ    لحليمي: الرقمنة عامل رئيسي في نجاح عملية تجميع المعطيات    آسفي: حرق أزيد من 8 أطنان من الشيرا ومواد مخدرة أخرى    كيوسك الجمعة | جماعة الدار البيضاء تستعد لبيع ممتلكاتها العقارية بحثا عن موارد مالية    في قرار مثير..محكمة العدل الأوروبية تلغي اتفاقيتي الصيد والمنتجات الفلاحة مع المغرب    العثور على جمجمة بورش لبناء أحد المنازل المتضررة من زلزال الحوز    وزارة الصحة تكشف حقيقة ما يتم تداوله حول مياه "عين أطلس"        الجمعية العامة للأمم المتحدة ال 79.. إجماع دولي على مخطط الحكم الذاتي بإعتباره المقترح الأكثر مصداقية والأوسع قبولا    المجلس الوطني لحزب الاستقلال سيكون مغلقا في وجه الصحافة وإجراءات صارمة للدخول لقاعة المجلس    عزيز غالي.. "بَلَحَة" المشهد الإعلامي المغربي    آسفي.. حرق أزيد من 8 أطنان من الشيرا ومواد مخدرة أخرى    الجيش الإسرائيلي ينذر سكان بلدات في جنوب لبنان بالإخلاء فورا ويقطع الطريق الدولية نحو سوريا    وزير خارجية إيران يصل إلى مطار بيروت    تقدير موقف: انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وفكرة طرد البوليساريو "مسارات جيوسياسية وتعقيدات قانونية"    محنة النازحين في عاصمة لبنان واحدة    مشفى القرب بدمنات يواجه أزمة حادة    بايتاس يُشيد بالتحكم في المديونية    "النملة الانتحارية".. آلية الدفاع الكيميائية في مواجهة خطر الأعداء    بايتاس: الحكومة تتابع عن كثب أوضاع الجالية المغربية المقيمة بلبنان    مومن: قائمة المنتخب المغربي منطقية        فتح باب الترشيح لجائزة المغرب للكتاب 2024    قراصنة على اليابسة    مقاطع فيديو قديمة تورط جاستن بيبر مع "ديدي" المتهم باعتداءات جنسية    أعترف بأن هوايَ لبناني: الحديقة الخلفية للشهداء!    مهرجان سيدي عثمان السينمائي يكرم الممثل الشعبي إبراهيم خاي    بسبب الحروب .. هل نشهد "سنة بيضاء" في تاريخ جوائز نوبل 2024؟    إطلاق مركز للعلاج الجيني في المملكة المتحدة برئاسة أستاذ من الناظور    الذكاء الاصطناعي والحركات السياسية .. قضايا حيوية بفعاليات موسم أصيلة    مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب ونقاد يتحدثون عن راهن اتحاد كتاب المغرب
على هامش مؤتمره الوطني الثامن عشر في الرباط
نشر في مغارب كم يوم 06 - 09 - 2012

"القدس العربي": من الطاهر الطويل
يتزامن انعقاد مؤتمر اتحاد كتاب المغرب يومي 07 و08 أيلول (سبتمبر) في مدينة الرباط مع الذكرى الخمسين لتأسيس هذه المنظمة الثقافية التي حملت عند إنشائها اسم 'اتحاد كتاب المغرب العربي'، في دلالة على الأفق الوحدوي الشامل الذي كان يحذو مؤسسي هذا الاتحاد، وفي مقدمتهم الأديب والفيلسوف الراحل محمد عزيز الحبابي.
فهل ما زال اتحاد كتاب المغرب محتفظا بألق البداية وتوهج الاستمرارية؟ وما هي مآلاته الحالية وعلاقتها بالسؤال النقدي الذي ميز الاتحاد في علاقته بإشكالات الثقافة والسياسة والمجتمع في المغرب؟ وهل بقيت، اليوم، حاجة لهذه المنظمة الثقافية، في ظل تكاثر الفاعلين الثقافيين وكذا وسائط الاتصال الحديثة ينشط فيها الأدباء والنقاد والمبدعون وكذا مستهلكو المادة الثقافية؟ وما هي الاقتراحات والأفكار الضرورية لتطوير اتحاد كتاب المغرب؟
أسئلة يحاول عدد من الكتاب الذين استفتت 'القدس العربي' آراءهم، من خلال هذا التحقيق الثقافي:
من أجل تجاوز الفراغ السلبي
ابراهيم الحسين
من الصعب القيام بتقييم للوضعية الحالية لاتحاد كتاب المغرب بفعل تراكم مجموعة من الصراعات والتصدُّعات التي نخرت جسده من الداخل والخارج، والتي كانت سبباً في نشوء خلافات مجانية بين أعضائه، لاسيما داخل المكتب المركزي. فهذه الخلافات ساهمت كثيراً في خلق فراغ سلبي مَرَّ منه الاتحاد - ولا يزال- وفقد بالتالي حيويته وغاب عن المشهد الثقافي الوطني والعربي مع استثناءات قليلة تمثلت في بعض المبادرات والمجهودات الفردية أكثر منها جمعوية.
إلاَّ أنه يُمكن القول كون اتحاد كتاب المغرب صار من الصعب عليه الدفاع عن استقلاليته التي هي مصدر قوَّته. فحري بهذه المؤسسة الاشتغال بعيداً عن الوصاية، واختيار طريق النقد والمعارضة وحسم الموقف مع الدولة والمؤسسات الرسمية المعروفة بحربائيتها وشطحاتها السياسية المعروفة.
بالطبع نعم، نحن بحاجة إلى اتحاد للكتاب وربَّما أكثر من أي وقت مضى، لكن على أساس أن يكون هذا الاتحاد اتحاداً وليس شتاتاً وتشرذماً. فأهميته تكمن في تماسك أعضائه وتحالفهم وائتلافهم. الاتحاد هو بيتنا الرمزي بداخله نتخاصم ونتصالح، نختلف ونتوافق، نتباعد ونتقارب..علينا صونه وحمايته بالعمل والعمل الجاد وتذويب الخلافات الشخصية التي لا طائلة من ورائها.
الاتحاد هو عنواننا ووجداننا المشترك، ونأسف كون هذا الإطار الوطني الموحد لا يزال مشلولاً وعقيماً: ضعف الميزانية، عدم الاستفادة من صفة النفع العام، العجز عن تحسين الوضع الاعتباري للكاتب المغربي..الغياب المهول عن النقاشات الوطنية الدائرة حول المسألة التعليمية واللغوية، والشأن الديني، والحركات الاحتجاجية، والنزاع حول الصحراء..إلى جانب قضاياً كثيرة متصلة بالتحوُّلات السياسية التي يشهدها العالم.
أمام اتحاد كتاب المغرب رهانات كثيرة وكبيرة..رهانات مرحلة بحاجة إلى تدبير عقلاني وإلى ترميم حقيقي يطوي صفحة الماضي الملأى بالانكسارات والاخفاقات تنظيماً وتدبيراً وإشعاعاً. هذا التدبير والترميم يبدءان في تصوُّري الشخصي - بتبني خيارات الحكامة والتسامح والديموقراطية والشفافية، والاشتغال بحس جمعي يُراعي التوافقات والتوازنات والحساسيات أيضاً..
مساهمة في تطوير أداء الاتحاد، أقترح ما يأتي:
- تحويل المكتب المركزي إلى مكتب تنفيذي تحدد بداخل بنيته اختصاصات أعضائه لتفادي الأحادية والاتكالية والانفرادية التي ميَّزت أداء الاتحاد سابقاً لاسيما على مستوى تدبير برامج الأنشطة الوطنية والدولية، منح العضوية، المجلة والمنشورات، الجوائز والاستحقاقات، التمثيلية خارج الوطن..إلخ.
- تشكيل فروع جهوية بدلاً عن الفروع الإقليمية التي أبانت التجربة شللها وعزلها عن المكتب المركزي.
- تبني فكرة 'جائزة سنوية كبرى' في التأليف وتكريم المبدعين المغاربة اعترافاً بعطاءاتهم ومنجزاتهم.
- تعضيد العلاقة بشكل أفضل مما كان عليه الأمر مع اتحادات الكتاب بالبلدان الصديقة والشقيقة.
الأمل في أن ينتصر الاتحاد على نفسه
لحسن العسبي
'لست عضوا في هذه المنظمة المغربية العريقة، ولم أطلب العضوية فيه قط من قبل، وهذا أمر يطول شرحه رغم أن لي خمس كتب صادرة حتى الآن، وقد ترجم بعضها إلى اللغة الإنجليزية وإلى اللغة الفرنسية. وهذا، في مكان ما يهبني حرية التعليق والرأي بهوامش أكبر، حول عمل اتحاد كتاب المغرب حتى الآن.
هي منظمة فارقة في تاريخ الجمعيات الثقافية بالمغرب، بل في كل العالم العربي، لأنها المنظمة الوحيدة من نوعها التي ظلت مستقلة دوما عن السلطة، وكانت تنافح عن مشروع فكري وثقافي ومعرفي حداثي وتقدمي ووطني بالمغرب. ورغم كل محاولات التدجين، بقي اتحاد كتاب المغرب منارة تنويرية في فضاء إنتاج وصنع القيم ببلاد محمد عابد الجابري وعبد الله العروي وعبد الكبير الخطيبي. كان السؤال الثقافي مركزيا ضمن الصراع السياسي المفتوح بين نخبة الحركة الوطنية، التي لم تحكم بعد الإستقلال (وهذا قدر تاريخي طيب لصالح المغاربة، جعل تلك النخبة بدلا من تأكلها السلطة والحكم، تشتغل على تأطير المجتمع ضمن مشروع تاريخي ضخم لإعادة بنينة الدولة المغربية في بعدها المديني الديمقراطي الحديث)، وبين الدولة القائمة التي تجر وراءها إرثا تدبيريا يمتد على أكثر من أربعة قرون، والتي كان لها طموح إعادة بنينة نظامها المخزني التدبيري بشكل يرسخ من مركزية القرار السياسي دستوريا في شخص رئيس الدولة.
كان معنى مركزية السؤال الثقافي في ذلك الصراع، أن جعل موضوعه الإنسان، الفرد المغربي، الذي يجب تنويره من أجل جعله فاعلا في الدفع بمنطق الصراع ذاك نحو توسيع هوامش دولة القانون والحريات، ودولة المؤسسات والديمقراطية والحداثة. وهذا أمر تحققت فيه مساحات وازنة، هي التي تهب للملف السياسي التدبيري المغربي، دولة ومجتمع، عناوين خصوصية متميزة في كل العالمين العربي والإسلامي. كون الرهان الثقافي ذاك قد عزز من قوة الدولة، على القدر نفسه الذي عزز من قوة المجتمع، أي المجتمع المؤطر تنظيميا عبر آليات جمعوية عدة (حزبية ونقابية وشبابية وثقافية وفنية)، الذي فرض توازنا في صيرورة التحول المغربي خلال الأربعين سنة الماضية. ولا يزال الحراك الحي هذا قائما اليوم بعناوين أخرى، إنما ترسخ من تلك الخصوصية المغربية.
بالتالي، كانت منظمة اتحاد كتاب المغرب، منخرطة في معمدان هذا التجادب الهائل في معنى إنتاج القيم بالمغرب الجديد والحديث. ولم تكن منظمة منغلقة لما يمكن وصفهم ب 'محترفي الكتابة والفكر'، بل كانت منظمة جماهيرية، تنتج معاني قيمية من خلال ما بلورته من أسئلة حول الفرد المغربي، حول راهنه، حول تاريخه الحديث، حول معنى تشربه للمعارف، حول معنى أن يكون الأدب والفن مصنعا سحريا لصنع معاني العقل والنقد والتحليل وترسيخها في وجدان المغربي. وكانت بالتالي إطارا جمعويا يقتضي منطقا للصراع للتحكم فيه، بين مرجعيات فكرية وسياسية لها مشاريعها المجتمعية الواضحة المعالم. وكانت عموما موزعة بين مشروعين كبيرين: مشروع وطني تقدمي حداثي، ومشروع وطني محافظ. ولكل مشروع منهما خلفيته الإجتماعية وشرطه الإجتماعي، حيث الأول تحكمه تيارات ناهظة للمقصيين من المشاركة في صناعة القرار التنموي والسياسي، ضمن منطق نظام المدينة الحديث، وأغلبه شباب متنور همه ترسيخ خيار الفردانية المدينية بالمعاني الكينونية للكلمة، التي يحكمها منطق الحق والواجب ومنطق العدل والمحاسبة والإنصاف. فيما الثاني تحكمه تيارات مدينية كلاسيكية، ترى للفكر والأدب كأداة لترتيب نظام قيم سلوكية عمومية معينة، وصفت خطأ بالبورجوازية، فيما هي فقط انعكاس لإرث ثقافي مديني عتيق بالمغرب، وكل إرث مماثل يكون منزعه محافظا. أي محافظا على بنى قائمة في إنتاج المعاني والقيم.
هل لا يزال اتحاد كتاب المغرب هو اتحاد كتاب المغرب، بهذه الخلفية المجتمعية والسياسية والتاريخية والقيمية، التي لخصنا بعض عناوينها فوق؟. الجواب الجزم، هو: لا. والسبب أن الحركية المغربية تطورت، والمحيط التواصلي تطور، فيما بقي الإتحاد يجتر أساليب تواصل أصبحت تبدو بدائية أمام الثورة المتحققة في تقنيات التواصل المعرفي اليوم، ضمن الطرق السيارة الهائلة لإنتاج المعارف. فمغرب ما بعد 1994 (تاريخ بداية التحول السياسي المنفتح في المغرب، مع صدور قرار العفو السياسي العام، وبداية اتساع هوامش حريات التعبير والتواصل)، ليس هو مغرب سنوات المواجهة والقمع والرصاص قبل ذلك التاريخ حتى بداية الستينات من القرن الماضي. واللعبة التواصلية مغربيا، تغيرت تماما. ومعنى اللعبة التواصلية، هنا المقصود به أشكال إنتاج القيم وصناعتها وترويجها. لقد تراجع دور الجامعة بالمغرب، وتراجع دور المدرسة نكوصا، فيما لم ينفتح اتحاد كتاب المغرب على أشكال صناعة المعاني اليوم، على مستوى السينما والصورة عموما، مما جعله يتحول تدريجيا إلى ما يشبه 'ناديا فكريا' منعزلا عن معمدان ما يمور في المجتمع المغربي من تحولات. وهذا في مكان ما أمر طبيعي، في كل لحظات الإنتقال التاريخية في أي مجتمع حديث. لأن الأمر يقتضي مسافة لابتكار آليات تواصل تحقق الإستمرارية، أو تغير من بنية المنظمة تلك ككل.
هل لا تزال الحاجة قائمة لاتحاد كتاب المغرب اليوم؟. نعم، بل وأكثر من ذي قبل. لأن التحدي اليوم، هو تحدي وجود يرتبط بمشروع مجتمعي للمغاربة بالمعنى الحضاري. ومنظمة مثل اتحاد كتاب المغرب، إلى جانب روافع أخرى أصبحت قوية الحضور في ساحة الفعل الفكري والثقافي والفني والأدبي المغربي، لها دور تاريخي اليوم في أن تعزز من المناعة الروحية والحضارية للإنسية المغربية، في أبعادها العقلانية، الحداثية، النقدية، المعززة لروح السؤال، الحامية لثروة الروح الجماعية للمغاربة في معاني إنتاجها كعلامة أنثربولوجية لها شجرة أنسابها ومنطق إنتاجها الذي له تراكم في السلوك اليومي للناس. لأن الصراع اليوم، هو صراع تصالح مع الذات وأيضا فطنة التصالح مع العالم، وشرط الكونية كقيم إنسانية كبرى.
هل حال الإتحاد مستحضر لهذا التحدي التاريخي؟. الجواب الذي لا يجب أن نهرب منه هو: لا. لأن منطق الصراع داخل اتحاد كتاب المغرب، لم يعد منطقا لتدافع فكري ومشاريعي، بقدر ما أصبح منطق صراع ذاتي بين أفراد. والخوف الأكبر اليوم، هو من محاولات تحويل رمزية إرث منظمة عتيدة مثل اتحاد كتاب المغرب، إلى ما يشبه 'سجلا تجاريا' لتحقيق أغراض غارقة في الشخصنة لأفراد ينتمون للإتحاد. وهنا مقتل هذه المنظمة كمشروع تنظيمي فكري وثقافي في المغرب. فالصراع تحول من صراع مشاريع إلى صراع أفراد، وهذا أمر خطير. والحال أن الحاجة العمومية المغربية هي في حاجة إلى أن يكون اتحاد كتاب المغرب، ما كانه دوما في أزمنة تألقه المؤثرة، مشتلا للتربية الفكرية ولإنتاج الطروحات وصناعة خرائط الطريق الروحية بإبداعية للنخبة المغربية ولعموم أفراد المجتمع المغربي. إن معنى غياب أثر فاعل للمثقف في المغرب ضمن حركية وحيوية الفعل المجتمعي اليوم، إنما يجد تفسيره في هذا الفقدان لبوصلة الفعل جماهيريا من خلال منظمة عتيدة ووازنة كاتحاد كتاب المغرب، البوصلة التي لا يخلقها منطق الحسابات الفردية (مهما كانت شرعية الطموحات الفردية للبعض)، بقدر ما يخلقها ويصقلها منطق الفعل ضمن مشروع مجتمعي متكامل، واضح المنطلقات والأهداف، وله شرعيته المجتمعية وشرعيته العلمية والتاريخية، التي هي شرعية الإنتماء الحضاري، بما يعزز من قوة الفرد الحر، العقلاني، المحلل والناقد للمسلمات، والمستوعب لشرط الذات وشرط العالم.
هل سيجيب المؤتمر القادم لاتحاد كتاب المغرب عن هذا التحدي؟. النتائج ابنة شرعية للمقدمات. حتى والأمل موصول في روحية الإتحاد الساكنة أغلب الجسم الفكري والثقافي والأدبي المغربي. والأمل الأكبر أن ينتصر الإتحاد على نفسه
اتحاد لا شتات
عبد الرحيم الخصار
يحتاج الاتحاد اليوم إلى طاقم جديد يقود هذه السفينة محاولا ما أمكن أن يجنبها المزيد من الاصطدامات بجبال الجليد، المشاعر التي يملكها الكتاب المغاربة اليوم نحو الاتحاد هي مزيج من اليأس و الأمل، وأمام هذه المؤسسة الثقافية اليوم بعد ما شهده العالم العربي من تحولات فرصة لكي تعود للواجهة، وتكون لها كلمتها في كل ما يقع، على الاتحاد أن يكون نموذجيا كما كان قبل ثلاثين سنة وأكثر- في تصريف المواقف و اتخاذ المبادرة، كما عليه أن يفتح أبوابه للكتاب البعيدين والمنسيين ويشرك في نشاطاته وفي إصدارته مختلف الأسماء التي تنتمي لحقل الكتابة بالمغرب، و هو حقل شاسع على كل حال.
هناك الكثير من الأسماء المعروفة داخل المغرب بنزاهتها و جديتها، وهؤلاء هم من يحتاجهم الاتحاد اليوم لتولي مهام القيادة، الأسماء التي يكن لها المغاربة جميعا التقدير والاحترام.
المشهد الثقافي المغربي بحاجة إلى كل مؤسسة فاعلة وتمتلك الرؤية والقدرة، ومن ضمنها الاتحاد، والاتحاد نفسه في حاجة إلى الكتاب المغاربة، وهو قادر على جمعهم من جديد إذا أصبح اتحادا بالفعل، وليس شتاتا، وحلبة للصراع وتخاطف المصالح.
الاتحاد اليوم له تمثيلية في عدد من المجالس العليا والهيآت الحكومية، لكن بدون تأثير، آمل أن تمارس هذه المؤسسة في صيغتها الجديدة مهامها بالشكل المأمول وأن تنتزع من أهل السياسة والاقتصاد شيئا ما ولو يسيرا للثقافة المغربية التي نحبها جميعا ونعرف أنها تتقدم بالتدريج لتنشر أضواءها جهة الشرق والغرب.
طريقة ستالينية
محمد بلمو
يمر اتحاد كتاب المغرب حاليا بمرحلة انتقالية جد حرجة ارتباطا بالتحولات العميقة التي يعرفها المغرب والعالم العربي، وبخصوصيات هذا الإطار الثقافي الذي كان مشهود له عربيا بالنجاعة والاستقلالية والجرأة، قبل أن يتخبط منذ مدة في أزمة ذاتية ناتجة في اعتقادي المتواضع عن عدم تطوير آلياته التنظيمية التي ظلت كما كانت عليه منذ الستينات، مما جعل الديمقراطية شبه غائبة في طرق اختيار قيادة الاتحاد ومسؤوليه.
وهذا في رأيي هو مكمن المأزق الذي يعيشه وهو على أبواب مؤتمره الجديد، مما يتطلب القيام بتغييرات جوهرية في قوانينه التنظيمية لتكريس ديمقراطية الانتخاب من خلال ضمان الترشح في إطار لوائح معلنة تطرح برامجها الواضحة والمدققة وأسماء مرشحيها يتقدمهم المرشح لمنصب الرئيس للمؤتمرين، من أجل أن يختار هؤلاء من بين اللوائح المتنافسة تلك التي يراها جديرة بقيادة الاتحاد للمرحلة المقبلة، في حين تمارس اللوائح الأخرى دورها النقدي في مجلس إداري ذي صلاحيات واضحة. هذا هو الكفيل بإخراج المنظمة من هذا الالتباس الذي نعيشه في كل مؤتمر، حيث يتقدم المرشحون فرادى لنيل منصب في المكتب التنفيذي الذي يتكلف باختيار الرئيس نيابة عن المؤتمرين، وهذه الطريقة الستالينية التي أصبحت تعيق تطور الاتحاد، تصادر من جهة حق المؤتمرين في اختيار كل الأجهزة بما فيها رئيس الاتحاد، وترهن من جهة أخرى عمل الرئيس بتموقعات ومصالح أعضاء المكتب التنفيذي، عوض أن يكون مسؤولا أولا وأخيرا أمام اعضاء الاتحاد الذين يجب أن ينتخبوه مباشرة ضمن لائحة منسجمة وعلى قاعدة برنامج واضح وطموح يلبي تطلعات ومطالب الكتاب المغاربة.
تكريس 'الريع الثقافي'
حكيم عنكر
يوجد اتحاد كتاب المغرب اليوم في وضعية صعبة، ولو شئنا التوصيف، لقلنا أنه في حال موت اكلينيكي، أنهكته الصراعات وحروب الزعامات، وأراد البعض أن يستحلب منه ما لا يستحلب، وحمله البعض، وزر الثقافة المغربية وتراجعها، والحال أن الاتحاد مجرد جمعية ثقافية، تمتعت في الماضي بصيت ثقافي مشرق، وهي الآن في الوضعية التي هي عليها بسبب الأشخاص القائمين عليها، أو بسبب تجاهلها من الحياة الثقافية، أو بسبب انصراف الكتاب الذين هم أهل الحل والعقد إلى أمور'دنياهم وإبداعهم'، والنتيجة، ضمور دور هذه الجمعية وتراجعها، شأنها شأن باقي جمعيات الثقافة ومنظمات الأدب. لقد جاء الربيع العربي وعرى الكثير من الأطر ومن الظواهر، وربما لم تعد حاجة إلى الأدب نفسه وإلى الكتابة، بل إلى سواعد وحناجر للهتاف، ورجال لمواجهة الاستبداد، وأما الأدب فيمكن له أن ينتظر.
هل الساحة الثقافية والفكرية المغربية ما زالت بحاجة إلى هذا الإطار؟ ولماذا؟
ربما من قبيل الحضور المتحفي، أو البقاء الرمزي لا غير، ففي الدولة الديمقراطية، يصبح الدور أكبر على المؤسسات، فما الحاجة لنا باتحاد للكتاب، إذا كانت لنا مؤسسة اسمها وزارة الثقافة؟ هذه المؤسسة يمكنها أن تقوم بهذا الدور التكميلي الذي تقوم به جمعية، بل أن تقوم بما هو أكبر، فتطبع وتنشط الحياة الثقافية، وتعبر عن تعددية المشهد الثقافي في البلاد وامتداداته اللغوية، وترعا أهل حرفة الإبداع صحيا وماديا وتحمي مصالحهم وحقوقهم وتقدمهم شكلا ومضمونا إلى الداخل والخارج، هذا هو المأمول.
أما إذا كان 'الاتحاد' حاجة سياسية، فلماذا لا يذهب في اتجاه تأسيس حزب سياسي، يمكن أن نسميه 'حزب المثقفين'.
أقول للذين يتحدثون عن الإرث والتاريخ، حتى جدار برلين سقط، لا داعي للبكاء على الأطلال، لقد هرمنا.
ما هي اقتراحاتك لتطوير أداء الاتحاد وتحقيق إشعاع أكبر وفعالية أكثر لنشاطاته؟
أول شيء، هو أن يعي أصحابه، أو المالكون لمفاتيحه، أو من يتصورون أنهم لا يمكنهم الحياة بدونه، أن هذا الاتحاد مجرد جمعية صغيرة، لا يفوق عدد أعضائها ال 500 عضوا على أبعد تقدير، وهم مشتتون على طول الوطن، غالبية مكاتبها المحلية رهينة في أيدي أشخاص يجوز فيهم رفع الشعار التالي 'ارحل'.
وأننا اليوم في المغرب، أحوج ما يكون إلى جمعيات الأحياء وجمعيات البيئة وجمعيات حقوق الإنسان وجمعيات حماية المال العام وجمعيات حماية الحق في التعليم وفي الصحة... أما جمعية لكتاب يصارعون الوهم، فمجرد ترف وتكريس للريع الثقافي الذي عليه أن ينتهي إلى الأبد.
الخوف من الديموقراطية
أحمد العمراوي'
الثقافة والسياسة، وبينهما المجتمع، ترابط أم تفكك؟ تبعية؟ استقلالية؟ تصور تابع أم ممارسة مستقلة؟ تغير المفاهيم وتغير الرؤى يقتضي إعادة النظر في كل شيء في زمن الانتفاضات العربية، السلمية منها وغير السلمية.
اتحاد كتاب المغرب منظمة 'عتيدة' لحماية وتنظيم وتأطير الفعل الثقافي في المغرب، وهي ذات بعد رمزي قبل أن تأخذ بعدا عمليا خالصا رغم استحالة الفصل بينهما هنا. من الطبيعة للثقافة تسير المنظمات الثقافية عادة، فهل تخلّص الاتحاد من عقد الطبيعة في بعدها المشدود للصراع على العيش ولقمة العيش، في غابة التناقضات الصعبة المرتبطة بالمصلحة الصغيرة الذاتية الضيقة ضيق سم الإبر؟
الحاجة للاتحاد حاضرة وستبقى حاضرة، ولكن بوجوب تغيير شروط العمل وآلياته اعتمادا على مواثيق واضحة تربط العمل بالمحاسبة في 'ديموقراطية'، من اللازم أن تسبق السياسي، وإلا فسينعكس أحدهما على الآخر بتغليب ديوان السياسة على ديوان الثقافة.
وضعية الاتحاد هي وضعية متأزمة من جميع الجهات، متعددة الأطراف، من التسيير للنيات، ومن الارتباط بالوضع المالي إلى الاستفادة من التنقلات إلى الاعتبارات المعنوية التي يسعى لها مترشحو الرئاسة والمكتب عادة. صراعات على المصلحة لا على البقاء. على الطبيعة لا على الثقافة.
الثقافة والمؤسسة، أية علاقة؟ قيل في هذا الشأن الكثير في أدبيات معروفة في المغرب وفي غيره. نشير إلى هذه الضرورة المرتبطة بالاعتراف والتكتل حول المشروع الثقافي الذي من المفروض أن يؤثر على السياسي والمجتمعي. من الاتحاد إلى الانفراد والعكس، هكذا تسير الثقافة. المثقف الفرد يؤثر بكتاباته وبتنبؤاته المبنية على رؤية واضحة للشأن الثقافي والسياسي للبلد. والمؤسسة الثقافية من المفروض أن تحميه ماديا ومعنويا من كل العثرات التي قد تحدث لسبب أو آخر.
الاتحاد ضرورة ولكن بتغيير أساليب العمل من خلال بناء التصور وتقسيم الأدوار بشكل عادل بين أعضائه ومحاسبة الفرد عن مدى التزامه بما قدمه في مشروعه بشفافية. كثيرا ما ارتبطت مكاتب الاتحاد التي تشكَّل في الكواليس عادة بالخوف من الديموقرطية، أو بالارتباط بما سيحققه المريد من الشيخ. لعبة الثقافة هي هنا نسخ بشكل رديء للعبة السياسة. ما يحدث في الأحزاب السياسية يتكرر بالنسبة للجمعيات الثقافية. فهل سينجح المؤتمر القادم في التغلب على عقدة الخوف من الديموقرطية الثقافية؟
لا أحد يستطيع في اعتقادي إنكار الحاجة إلى الثقافة المرتبطة بالتنظيم، ونقصد اتحاد كتاب المغرب كمنظمة ذات بعد رمزي استطاع أن يحقق في مراحل سابقة ما عجزت عنه المؤسسات الرسمية ثقافيا من وزارات تهتم بهذا الشأن، ونقصد وزارتي الثقافة والتربية الوطنية التي اقتصر دورهما في تنظيم المهرجانات وترميم المتلاشيات بالنسبة لوزارة الثقافة، وفي تخريج أفواج من أنصاف المتعلمين ومن التقنيين المنفصلين عن وضعهم الثقافي في أغلب الأحيان بالنسبة لوزارة التربية والتعليم.
واتحاد الكتاب، أو هكذا نتصوره، يحتضن الكاتب ويتبنى أفكاره وقناعته بل ويساهم بشكل مباشر أو غير مباشر على خلق الكاتب، من خلال تنمية المتخيل الضروري الذي سيحمي الفرد من ضغط اليومي المادي القاتل.
اتحاد الكتاب، كما نتصوره، هو اتحاد الكتابة قبل الكاتب، هو اتحاد للدفاع عن قضايا الكتابة بمختلف أشكالها، ولذا لا نسميه اتحاد المثقفين أو الأدباء، وإنما هو تجمع حول الكتابة بمختلف أشكالها والتي بدونها لا تستقيم أحوال أية أمة مهما علا شأنها.'
'ما البديل إذن؟ وهل يجب تجاوز المؤسسة والاكتفاء بالفردانية أي بصوت الكاتب؟ يقتضي العمل داخل الاتحاد الارتباط بالجماعة من جهة من خلال المشروع المجتمعي الثقافي الواضح الذي من المفروض أن يتم الاستناد عليه لتحقيق كل تقدم قد يلغي العنف لصالح الحب. ويحقق العام انطلاقا من الخاص. ومن الإشارات التي يمكن استحضارها كاستشراف مستقبلي لاتحاد كتاب المغرب نذكر:
''''''- بناء تصور واضح المعالم للعمل الثقافي يشترك فيه كل الكتاب أعضاء وغير أعضاء بشكل ديموقراطي.
-بناء نماذج تحفز على القراءة قبل الكتابة، وترجع للمكتوب مكانته في زمن طغيان التقنية والصورة على كل شيء .
- الاعتماد على محترفات للكتابة وللقراءة في كل مكان باقتحام المؤسسات التعليمية ودور الشباب والمقاهي الثقافية التي يمكن أن تحقق الشيء الكثير في مجال عودة الارتباط بالكتاب ورقيا وإلكترونيا كما حدث في الكثير من البلدان.
- الاهتمام بمنتوج الكتاب الجادين خاصة في الجانب الإبداعي بتبني الأعمال وطباعتها وخلق فضاءات لتوزيعها ومناقشتها.
- ترسيخ التنوع الثقافي واللغوي للمغرب الذي يعتبر غنى من خلال الاهتمام باللغات الأخرى وخاصة الأمازيغية بمختلف أنواعها دون وصولية أو تعصب.
- الاهتمام أكثر بالوضع الاعتباري للكاتب في بعده المادي والرمزي.
- خلق تواصل فعال وإيجابي بين مختلف الأعضاء بتحسين الموقع الإلكتروني للاتحاد بجعله أداة ثقافية لا إشهارية ضيقة كما يحصل الآن.
- ثم قبل كل هذا، خلق مجلس للثقافة يضم الأسماء المشهود لها بالخبرة والكفاءة والجدة والتميز في الشأن الثقافي وما أكثرها في هذا البلد، حيث يتم اللجوء إليها علنا دون دوران وبعيدا عن المؤامرات الثقافية التي تتم في الكواليس والتي لم تحقق شيئا سوى تكريس هيمنة المصالح الضيقة البعيدة عن الارتباط بالمحاسبة.
''''''نختم في هذه العجالة بهذه القولة الدقيقة للمفكر المغربي الكبير عبد الله العروي التي وردت في كتابه السنة والإصلاح في الصفحة : 7 حين يقول' لا فيلسوف ولا متكلم ولا شاعر أبدا على رأس الدولة. كلما وأينما حصل ذلك عمّت الفوضى ونزل الخراب'. نستعير هذا الكلام للتنبيه على ضرورة التمييز بين السياسي والثقافي والطبيعي في هذا المجال.
'''''' وأنا بصدد تدوين هذا الكلام، تلقيت رسالة إلكترونية من أحد الكتاب الذين يرشحون فيها أنفسهم لرئاسة الاتحاد مع ذكر الأسباب، وهي سابقة لم تكن تحصل في السابق وقد تحقق ديمقرطية حقيقية لو قدمت مختلف الأطراف التي تنوي ترشيح نفسها برنامجا ثقافيا يمكننا أن نحاسبها عليه.
''''''هل سيحقق المؤتمر القادم تحولا نوعيا في زمن الحراك العربي أم سينتظر ربيعه هو الآخر؟ الأيام القليلة القادمة وحدها الكفيلة بالجواب عن سؤال من هذا النوع. '
لا بد لهذا الكيان أن يتبدل
عبد النبي كوارة
أعتقد أن اتحاد كتاب المغرب يواجه سقفه الكئيب تماما كما يحصل للإنسان حين تعترضه فترة الإنهاك و التآكل في لحظة ما من تاريخه.
حقا، الحاجة ملحة لهذا الإطار ولإطارات أخرى، ولتكن كلها مدنية مواطنة تمتح من المشاركة والتشارك والإشراك. لابد من كيان جمعي بوضع اعتباري أفضل بإمكانه أن يحول حقيقة التصدع إلى فاصلة، ويبدل تجربة الوهن ليعيد استكشاف الشجاعة الأدبية ومعها المستقبل، وكذلك يقدر على الصمود أمام هذا الإذلال السياسي والأخلاقي، وينهي التفاوض مع غير المقبول. السياقات تبدلت ولابد للكيان أن يتبدل، وكان عليه أن يتبدل قبل هذا الحين لو أنه أحسن الاستشراف.'
اقتراحاتي تتمثل في أن يجتمع أهل الكتاب و الفنون و الفكر حول الفضيلة.
لقد تأكد كما ورد في خطاب العرش الأخير أن التعليم و الثقافة أصل شقائنا. نحتاج فقط لمكتب مركزي منتخب ديموقراطيا قادر على هندسة برنامج جميل يسجل لإقلاع إيجابي أكثر إبداعية و مواطنة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.