363 هو مجموع الأعمدة التي سترافق " رشيد نيني" أثناء خروجه من السجن يوم السبت المقبل ،بعد قضاء نفس المدة بداخله ،أعمدة"شوف تشوف" ليست كالمعتادة ، كلها تأملات جديدة للمشهد المغربي الجديد ،خاصة أنه الغائب الحاضر في ميادين التحرير، تحت وقع الربيع العالمي ،المطالب بالتغيير ،واجتثاث العقليات البائدة...أطاح بأنظمة لها وزن على الصعيد العالمي ...انخرط فيه المغرب ،بطريقة استثنائية ، بوضع دستور جديد ،يتماشى مع متطلبات هذا التغيير ،التي تسود فيه الحرية ،وكرامة الإنسان ،وتحترم حقوقه... سيتعانق" العمودان" الأبيض والأسود، لوضع تقييم ،لتجربة انفصام ،دام سنة كاملة ،ووضع إستراتيجية جديدة ،لمسار جريدة المساء ، وما هو الخط الذي سيرسمانه بعد دمجهما ؟في انتظار بزوغ عمود" فجر جديد"..فجر لبس فيه المجال السمعي البصري ،بحلة جديدة ،تقوده حكومة أفرزتها صناديق الاقتراع ،كان صوت" رشيد" فيها ملغيا ،مادام يحتوي على علامتين مختلفتين .... مع العلم أن طاقم جريدة المساء ،احتفل مؤخرا في أحد الفنادق ،بقرب الإفراج عن مدير جريدتهم ،وضابط قلمهم التحريري،هذا الاحتفال تعبير ،عن وفائهم له ، والتزامهم بهذا الخط ،الذي مازال يحطم الرقم القياسي في المبيعات ،رغم غياب" الأرنب" الذي يعطيه تشويقا ،كسب إليه آلافا من المحبين ،ومن الجمهور ..الذين يعشقون هذا النوع من المداد ..مادام يعبر عن همومهم اليومية ،ويطرح معاناتهم ،ويجدون فيه سلوتهم أثناء الشدة ،تجعلهم يتلهفون إلى منبر حر ،يستعرض معاناتهم اليومية .... إن غدا لناضره قريب ،لفرز نتائج لوائح طلائع المعانقين، له في باب السجن ،وكذلك المنظمات المساندة ،والصحفيين ،والمراسلين ،لسماع أول كلمة سينطق بها ،بعد هذا الخروج ،والتي من شأنها أن ترسم معالم خطه التحريري ،وتتويج كتيبته ،التي بقيت على عهدها وفية .....سيما أن هناك أخبار تروج حول تحويل هذه الكتيبة ،إلى ميدان آخر ،والى جريدة أخرى ،" الفجر"فيه يتنفس" الصباح "،وجميل فيه " المساء"تحت شمس ربيعية هادئة ،تغري الإنسان ، متمسكة بعمود مغاير ،عمود سيحرق فيه الفنان ذاته ،كما تحرق الشمعة نفسها ...... هنيئا لصحفي ،فاز بميدالية أول صحفي لا يجف قلمه ،الرقم الذي لم يصل إليه أي صحفي في العالم إلى حد الآن ،هنيئا له ،بتمتعه بشمس الحرية ،شمس ربيع التغيير ،بعدما عاشه خريفا في زنزانته ....