1-مجتمعات ومجتمعات من سمات المجتمعات المتقدمة حرية التعبير عن الرأي ،فكلما كانت حرية التعبير أفصل واوسع شق المجتمع طريقه الى الامام. في هذه المجتمعات ترى في جامعاتها وفي وسائل اعلامها وفي وسائلهم المختلفة اهتماما كبيرا بتشجيع حرية التعبير عن الراي ،بل يبتكرون طرقا متعددة لتشجيع الناس للتعبير عن آرائهم. ومن شنشنة حكام المجتمعات المتخلفة ،حكام الظلم والجور ،تكميم الافواه ومنع كلمة الناس من الرواج ،"فالفكرة واحدة والاجتهاد واحد، على فكرة القائد الملهم الوارث الخالد يجتمع الناس – من اراد من الناس – ولام الممتنع الهبل ".(1) 2- حرية التعبير بين الاسلامي والديمقراطي يعلنها الاخ الاسلامي مدوية ،كما الاخ الفاضل الديمقراطي،هنا المشكل هنا الداء ومن هنا الدواء ،نريد استخلاص حريتنا في التعبير ،نريد استخلاصها من خانقي الحريات من اولئك المتسلطين على رقابنا الجاثمين على صدورنا منذ زمن بعيد "فمن خنق صوته وحرمت كلمته ،فقد شنق شنقا وان بات مع الطاعمين".(2) مطلب حرية التعبير مطلب الاسلامي مثلما هو مطلب الديمقراطي، لقاء مبدئي حول الشعار "حرية التعبير" وفروقات واسعة في المضامين فلكل واحد حرية تعبيره، فهذا يريدها حرية شورية (من الشورى) وذاك يريدها حرية ديمقراطية. اما الديمقراطي فالحرية عنده بدون قيود وبدون مراعاة لأعراف ولا تقاليد المجتمع ،فهو حر في كتاباته وآرائه وفنه، وهو حر في اعلان الحاده وكفره وحر في تجييش غرائز الشباب والشابات عبر اعلامه المنحط، به (الاعلام) تنحط حرية التعبير الديمقراطية انحطاطا وتسفل بما تعرضه من عهر الزنى واللواط ومن العهر التجاري المتمثل في الاشهار المتهتك. عملقة في الشعار ،ورداءة دوابية في المضمون. واما الاسلامي فحرية التعبير عنده هي التي تحرك وتنمي فكر الانسان وتزيده ثقة بنفسه وتظهر كفاءته من خلال التعبير عن ارائه والدفاع عنها ،يريدها الاسلامي ان تكون انسانا قوي الشخصية قوي الحجة في وجه المستبدين الطغاة اكلي اللحوم الادمية. الاسلامي لا يخادع نفسه ويكون من "المتحضرين" القابلين للحوار المحترمين للراي الاخر ،"رايك ان الله موجود وان الله خرافة او، وان كان ولابد ،فالله خبز وحرية"(3)،نعوذ بالله ان نكون من الجاهلين . الاسلامي لا يريدها حرية منحطة، لا يريدها قنوات اعلامية تبث سمومها داخل بيوت المسلمين. وبكل بساطة ، الاسلامي لا يريدها مستوردة، لأنه انساني صلي وصلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر، فلا مجال للفحش والكفر والفلسفة الزندقية. 3- نريدها حرية ديمقراطية شورية يحسن الاخ الاسلامي والاخ الديمقراطي استعمال حرية التعبير ان استخدموها في التعبير عن ارائهم ووجهات نظرهم ليفندوا الراي الاخر بالحجة الدامغة والمنطق السليم، ليفضحوا اعداء الحرية ولصوص السياسة ،ان استعملوها ذلك الاستعمال العظيم الذي تتسلح به صحف امريكا ومثيلاتها للاطاحة بالمسؤولين وارغامهم على الاستقالة والانسحاب الذليل . ان امتزاج حرية التعبير الديمقراطية وحرية التعبير الشورية بما في الاولى من اليات ومزايا وحريات و في الثانية من اصالة وقداسة من شانه ان يعطي حرية تعبير في ارقى صورها. (1)-(2) الشورى والديمقراطية للأستاذ عبد السلام ياسين ص 80 (3) نفسه ص 292 ذ.عبدالمالك اهلال