الزمان انهار جارية بشكل سريع تحت سراديب المدن والبوادي ،وتحت العوالم العمرانية ،قليل هم الناس الدين يواصلون حركاتهم وجهدهم في أخد نصيبهم من هده الأنهار الجارية بوتيرة سريعة ،وقليل هم من يبهرون الزمان ويسيرون في دروبه ومعه ،وتغيراته الواقعية ،وقليل هم المتفاعلين معه نفسيا ، ذهنيا ، روحيا ،ماديا ... الزمان جلاد الحياة ،يجلد الإنسان الذي لا يعتوي التفاعل معه والتعاطي مع تغيراته الكونية ،إن هدا الجلاد لا يستطيع احد الوقوف أمامه ولا الصمود أمامه ،لأنه معلم وحامل للقانون العام للحياة ،,لا يستطيع احد التلاعب معه لأنه الأعلم بسنن الحياة ،انه جلاد قوي لا يقهر ولا يعرف التعب يوهم الإنسان في بداية الحياة بفسحتها وأبديتها ،وبكونها خارجة عن سلطة القانون ،انه جلاد لا يعرف الرحمة ولا يعرف الحنان لا يرحم لا .لا. ولكن الملاحظ والمتعاطي وصاحب الذاكرة القوية ، يعرف أن الجلاد هدا ينتظره في دروب الحياة وطرقاتها ،وفي منعرجات المتاهات ، فيعمل وفق ما تمليه عليه ذاكرته النيرة راكبا سفينة البحر ،ليجتاز بها هده الأنهار والبحار أخدا منها ما يساعده في الوصول إلى الجانب النير والجوهري في الدنيا ، ليسافر به نحو الأفاق العليا والبعيدة، ونحو العالم المثالي الأبدي الفسيح والدي يحمل بداخله سعادة لا تعرف الانهيار ،إنها السعادة المطلقة .ليجد في الطريق الجلاد منتظرا إياه لا كجلاد وإنما كخادم مطيع لأنه عالم ومكتشف لمعالم الهزيمة ،كخادم مسخر له الأمواج ،موجها بها سفينته نحو المسار وصوب الوجهة والقبلة التي يتوجه إليها ،ومنيرا له الطرقات والدروب ،وحاميا إياه من الوقوع في متاهات الجلد والعقاب .وكل ما يقوم به الجلاد اتجاه الذكي المميز الناجح ،يرجع الفضل فيه إلى سفينة الحياة ،الجريئة والقوية والآمنة والتي لا تهاب أمواج البحر وأحجاره ولا تعرف الهلاك ،والتي تتغير مع شوائب وأشواك الصحراء الجرداء القاتلة ... إن الزمان العالمي وعلاقته بنا نحن كألن حن ينقسم إلى متجاوز ،و عائش ،وطائش أو منتظر ،فهنا وهناك ومع مرور اللحظات دون المراحل وتغير الحياة ،ونهاية الماضي ،وموت الحاضر ،والمستقبل على وشك الانكسار والانتهاء ،أصبحنا فرسان ثلاث : فارس عاش لحظات وما زال منغمسا فيها ،وفارس يعيش اللحظات دون طيش وعلم بأسرار التغير ،,فارس ما زال في انتظار عيش اللحظات الآتية ،منكبا على حال عقله بالتفكير والتنظير والتخطيط والاختبار ،هدا حالنا مع الزمان نحن نعلم أن الدهر جسد الزمان، وان الوقت روحه، والقرون سلاحه، والسنين أبناءه، ونحن على عاداتنا نعيش لحظات الحياة حسب تصورنا للزمان، الماضي، والحاضر، والمستقبل.فالزمان جلاد لا يرحم ولكنه معلم و أستاذ مرشد ونافع يحسن أساليبه في التدريس والتعليم ،لأنه يحمل لنا في كل دروبه وجريانه رسالة مؤمنا إياها وحاميا إياها من الأيدي الطامعة والخائنة ،رسالة تحمل عنوان الحياة لحظة وحلم ،ومضمونها للحياة بداية ونهاية ،وشكلها قطعة قماش ممزقة تذبل مع مرور ... نحن والزمان والحياة هي معركتنا وحلبة صراعنا، منا من تغلب عليه وجعله خادما وصديقا له ،ولكن أكثرنا ضعيف ومهزوم قبل وصول لحظة العراك والحرب والقتال ،مهزوم قبل الوصول إلى ساحة المعركة والى حلبة المصارعة ... قليل منا يرى النجاح مع الزمان ،لأنه واتق في ما يراه وفي ما تمليه عليه الحكمة التي ينير بها دربه ،وعامل على تحقيقه وكثيرا منا يرى الحقيقة ويخافها فيجلد لان خوفه يؤدي إلى ضعفه والى إتباعه مصدر خوفه من حقيقة التغيرات الزمكانية . الحقيقة هي أن الإنسان من جهة والزمان من جهة أخرى، ولكن كيف يمكننا أن نصل دون تعثر إلى وجهة الزمان ودون خسائر نفسية وتشاؤم مادي ؟ وكيف نجعل الزمان يهابنا ،ونجعل منه خادما وصديقا ؟ ؟ ربما يمكننا دلك ... أليس كذلك ،ولكن بمساعدة من [من] ،بمساعدة من الدين يطوفون حولنا ،صاحب الخبرة والحكمة ،فنحن والزمن الصغير ،نريد أن يحمينا الذي حولنا من الزمان الصغير ومن طول صغره علينا ،نريد من الذي حولنا أن يوضح لنا دروب الزمان وحقيقته قبل أن نصل له ،قبل أن يصل موعد العراك ،نريد من الحكيم والخبير والكبير والأب وألام وكل من حولنا أن يوضح لنا الحياة قبل أن نخوض غمار السباحة فيها ،نريد تعلم السباحة قبل أن نحتاج اليها ،وان يوضح لنا ما يخفيه لنا الزمان كي نفاجئه بالنجاح والتميز ،فالمعركة بدأت والصورة ما زالت غامضة فما العمل ،والسفينة خرقت خرقت يالله ما العمل ،والدروب كلها أشواك وحواجز وصحاري وبحار ما العمل يالله ،انقدوني انقدوني ، النجدة النجدة ... لا أريد أن يعاقبني الجلاد على جريمة لست المسئول الوحيد عليها... لا . لا أريد ،الجلاد آت انقدوني ،فالسفينة قد خرقت وبدأت تغرق انقدوني ...