عدت من عزلتي رغبة مني في معرفتي ما حل بأسرتي اللتي أحبها كثيرا، فوجدت أن العالم قد تغير من بعدي كثيرا، علمت بأن النظام التونسي قد تغير، وأن مبارك قد رحل، والقذافي قد قتل، واليمن قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وشهداء كثر سقطوا في ليبيا، والأمريكيون احتلوا وول ستريت من أجل نظام اقتصاد عادل، واليونان تعاني أزمة اقتصادية خانقة، وإيطاليا غيرت وزيرة حكومتها، والإسبان عاقبوا حكومة ساباتيروا، ...وعلمت أن وطني قد أقدم على تغيير الدستور، وهناك حركات مناهظة له وحركات مؤيدة وعلمت أن وطني مقبل على الإنتخابات البرلمانية وأن هناك تنافس حاد وتحالفات وما شابه وأن هناك من ينادي بانقطاع الانتخابات، وتذكرت يوما عندما كنت في مجتمعي وشاركت في في ما يسمونه السياسة كيف تم تزوير الانتخابات البرلمانية السابقة، وتم رفع دعاوي قضائية وتم إعادة الإنتخابات وكانت الأحزاب المتنافسة في بلدتي ابزو البريئة هم. الحزب الدستوري، الحزب العمالي، وحزب الاستقلال، تم إثباث الخروقات وأعيد الإنتخابات وحصل ما حصل.. واليوم نفس الأحزاب تتنافس ولو بصيغة جديدة وبديكور جديد، والرأي العام البزوي بأبناءه المخلصين له يتساءلون. ترى هل سيعاد نفس السناريو من جديد؟ أم سنرى وجوها نقية تعبر عن مغرب ما بعد الدستور؟ أم أن دار لقمان ستبقى على حالها؟ ولا أعتقد أن كل محب لوطنه سيرى نفس المهزلة، صحيح أن لكل واحد حسابته، ولكن حسابات الوطن أكبر. أعود لأقول ,انا عائد إلى عزلتي أن محبة الوطن كبيرة جدا، وأن ثروة الوطن ليست لأحد، وإلا فعلى وطننا السلام. وأتمنى لهذا الوطن الجميل انتخابات جميلة، وكل انتخاب وأنتم بخير. وتصبحون على وطن. أما أنا فعائد إلى حيث كنت.