قال عبد العزيز المسيوي، النائب البرلماني السابق عن حزب الاتحاد الدستوري الذي قضى 18 سنة تحت قبة البرلمان، إن إدريس البصري وزير الداخلية في عهد حكم الحسن الثاني يمكن أن يكون قد تدخل لدى جلال السعيد، رئيس مجلس النواب السابق، لتوريط النائب الاتحادي عبد الهادي خيرات في تصريح تشتم منه رائحة «المس بالمقدسات». وقال إن خيرات أشار إلى ما يقوله نواب الاتحاد الدستوري من كلمة «الملك المعظم»، وهو الأمر الذي حاول البعض تفسيره بالمس بالاحترام الواجب تقديمه لشخص الملك، قبل أن يتدخل لمسوي لتلطيف الأجواء وإحراج رئيس مجلس النواب. حاوره: عبد الواحد ماهر / - كنت من بين النواب الدستوريين الذين دافعوا عن زميل من حزب معارض حاولت الأغلبية البرلمانية في عهد الحسن الثاني توريطه في تهمة لها علاقة بالمس بشخص الملك نفسه؟ < يتعلق الأمر بدفاعي عن عبد الهادي خيرات، لما صرح داخل قبة البرلمان، وكان اليوم يوم رمضان، وقال إننا في الاتحاد الدستوري نقول لفظة «الملك المعظم»، ومن المفروض أن نقول جلالة الملك. وفي ساعة متأخرة أخبرنا رئيس المجلس جلال السعيد أننا سنجتمع في اليوم الموالي لتحديد موقفنا من عبد الهادي خيرات. ففتح اجتماع المكتب رؤساء الفرق وكان على يساري التهامي الخياري واعتبر العديد من الإخوان أن السيد جلال السعيد بلا شك تلقى تعليمات من وزير الداخلية الأسبق إدريس البصري، في الموضوع. وتناول الكلمة العديد من النواب البرلمانيين واعتبروا أن ما قاله عبد الهادي خيرات من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يعتبر مسا بالاحترام الواجب لشخص الملك. ومر على عدد من النواب الذين استنكروا ما تفوه به خيرات، ولما تناول الكلمة محمد حامة، وزير الطاقة والمعادن السابق وسفير المغرب في ساحل العاج، تدخل ونصح المكتب بتوجيه توبيخ إلى خيرات، وهو الأمر الذي أغرق البعض منا في الضحك لأن ذلك لا يمكن أن يتم من الناحية القانونية. وقد كنت من بين النواب الذين تناولوا الكلمة فقلت إنني متفق مع عبد الهادي خيرات، لأننا كذلك في مجلس النواب لا نقول «الملك المعظم» بناء على المذكرة التي أصدرها الوزير الأول كريم العمراني في سنة 1971، الذي يمنع استعمال هذه التعابير في المراسلات الإدارية. وهذا ما يقصده بدون شك خيرات، وما أعرفه أن الرجل بعيد عن المس بالمقدسات أوغيرها، فلم يعجب تدخلي السيد جلال السيعد، وأعطى الكلمة لنائب ليؤيد ما قاله باقي الأعضاء، وكان النائب البرلماني من التجمع الوطني للأحرار وعمل معي محاسبا في مجلس النواب. ولما تناول الكلمة باقي الأعضاء سألني هذا النائب: «أين عرفت عبد الهادي خيرات؟»، فقلت له ضاحكا: «عرفته في السجن»، فسألني: «هل كنت في السجن؟»، قلت: «نعم كنت هناك مدة»، وهو الأمر الذي أثار استغرابه وقال لي هذا النائب إنه لا يعرف ممن تتشكل هذه الأغلبية، وقد قاطعني الرجل منذ ذلك اليوم، ولم يعد يحدثني كما كان يفعل في السابق أو يجلس بجانبي. بعد أن انتهت الجلسة وغادر النواب القاعة، التقيت في البهو فتح الله ولعلو وهو يتحدث إلى عبد الواحد الراضي، فخاطبني ولعلو قائلا: «إن ما قلته اليوم سيسجل لك بمداد من فخر»، فأجبته مازحا: «هل سينشر في الجريدة الرسمية؟». - على ماذا يراهن المسيوي في حزب «الأجيال» الذي يعتزم تأسيسه مع آخرين بعد أن صرفتم النظر عن تأسيس حزب للمتقاعدين؟ <أريد من هذا الحزب الجديد أن يأتي بقيمة مضافة، لا أن يكون حزبا يحصل على الرقم 36، أريد من الحزب الجديد أن يعطي قيمة مضافة إلى الحقل السياسي ويربط تجربة الماضي بطموح المستقبل. أن ألقي حجرا ألقته من قبلي مواقف سابقة، وأعتبر تدني نسبة المشاركة أكبر حجرة رميت في بركة السياسة المغربية، يليها تصدع الأحزاب وتغير القيادات. - الناس عاقبوا الأحزاب وقاطعوا الانتخابات والمغرب مقبل على إجراء انتخابات جماعية في سنة 2009، ما الذي ستضيفه برأيك هذه الانتخابات؟ < ستكون المنافسة في الانتخابات الجماعية المقبلة قوية بحكم الإغراءات المالية، فالمستشار الجماعي يتدرج عبر عدة مراحل إمكانية «البيع والشراء» متاحة فيها، فهناك فترة انتخاب الرئيس والأعضاء وأعضاء المجالس والغرف.