عرفت الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الجمعة الماضية بجهة تادلة أزيلال إقبالا كبيرا من طرف الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية من الشباب وكبار السن على السواء ، خاصة بالجماعات القروية التابعة للأقاليم الثلاثة المكونة للجهة (بني ملال ، أزيلال ، الفقيه بن صالح) . أعلى نسبة من التصويت تسجل بدائرة ابزو – واويزغت سجلت دائرة ابزو - واويزغت أعلى نسبة من المشاركة بالجهة بلغت 54,49 في المائة من مجموع المسجلين في اللوائح الانتخابية ، كما عرفت دائرة أزيلال دمنات نسبة هامة من التصويت وصلت إلى 51,09 في المائة ، علما بأن مجموع مقاعد الدائرتين في مجلس النواب المقبل هو ستة مقاعد توزع مناصفة بينهما . أما دائرة الفقيه بن صالح ، التي كان بها أعلى رقم في اللوائح الانتخابية على الصعيد الوطني (28 لائحة تتنافس على أربعة مقاعد) ، فقد سجلت نسبة مشاركة بلغت 48,24 في المائة ، في حين بلغت نسبة المشاركة بالدائرة الانتخابية لبني ملال ، التي تنافس مرشحوها المنضوون في 23 لائحة للظفر بستة مقاعد في مجلس النواب ، 41,28 في المائة ، وهي أضعف نسبة في الجهة . حزبا العدالة والتنمية والاستقلال يتصدران ترتيب الاحزاب الفائزة ومن النتائج التي أفرزتها هذه الانتخابات بالجهة ، بعد الاعلان عن النتائج غير الكاملة بالنسبة للوائح المحلية ، فوز حزب العدالة والتنمية بثلاثة مقاعد من مجموع الستة عشر المرصودة للجهة ، اثنان منها بدائرة بني ملال ومقعد واحد بدائرة الفقيه بن صالح ، ونفس العدد من المقاعد لحزب الاستقلال بدوائر بني ملال وابزو - واويزغت وأزيلال - دمنات ، في حين فاز حزبا الحركة الشعبية والاستقلال بمقعدين لكل منهما على التوالي بالفقيه بن صالح وبني ملال وبزو - واويزغت وأزيلال – دمنات ، وحصلت كل من أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاصالة والمعاصرة والعهد الديموقراطي والاتحاد الدستوري والعمل والعمالي على مقعد واحد لكل منها . فشل زعيم حزب وطني في الحصول على مقعد بدائرته الانتخابية وخلفت هذه الانتخابات فشل الامين العام للحزب العمالي السيد عبد الكريم بن عتيق في الفوز بمقعد من المقاعد الثلاثة التي تنافس عليها حزبه إلى جانب 25 لائحة أخرى للأحزاب بالدائرة الانتخابية ابزو – واويزغت ، والتي عادت على التوالي لممثلي حزب العهد الديموقراطي (سعيد الرداد) وحزب الاستقلال (ابراهيم حسناوي) وحزب الاتحاد الدستوري (مولود بركايو). وكانت باقي الاحزاب المشكلة لحركة التحالف من أجل الديموقراطية أو ما يطلق عليها اسم (مجموعة الثمانية) قد تنازلت عن تقديم مرشحيها بهذه الدائرة لدعم ترشيح رئيس الحزب العمالي المنحدر من المنطقة ، غير أنه فشل في مسعاه على غرار بعض النواب البرلمانيين السابقين كابراهيم الموحى من حزب الحركة الشعبية وصالح ديان من التجمع الوطني للأحرار وخلا السعيدي النائب السابق للحركة الشعبية الذي تقدم لهذا الاستحقاق باسم الحركة الديموقراطية الاجتماعية. مقابل ذلك كسب السعيد الزعزاع ، الذي انشق عن حزب الاصالة والمعاصرة قبيل الانتخابات بعدما كان يشغل منصب الكاتب الاقليمي للحزب بدمنات ، رهانه وفاز بمقعد من المقاعد الثلاثة المرصودة لهذه الدائرة بعدما قدم استقالته من حزب الجرار وحصل على تزكية التجمع الوطني للأحرار الذي وضعه على رأس لائحته بالدائرة . فوز محمد مبديع يثير ضجة في مدينة الفقيه بن صالح وتميزت الانتخابات أيضا بفوز قيادين حزبيين بارزين في هذه الانتخابات بالجهة ، هما نائب رئيس حزب العدالة والتنمية السيد لحسن الداودي بدائرة بني ملال ، وعضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية السيد محمد مبديع ، في حين لم تتمكن اي سيدة من اللواتي قدمن ترشيحن في مختلف دوائر جهة تادلة أزيلال من الفوز بأي مقعد بما فيهن مرشحتين اثنتين تقدمتا للاستحقاق كوكيلتي لائحة بدائرة الفقيه بن صالح . وقد أثار إعلان فوز مبديع ، الذي يرأس حاليا المجلس البلدي لمدينة الفقيه بن صالح ، موجة عارمة من الغضب لدى بعض المواطنين خاصة من ساكنة الجماعة القروية بني وكيل الذين احتجوا بشدة على فوزه واعتصموا أمام مقر عمالة الاقليم قبل تفريقهم من طرف قوات الامن كما تسببوا في حوادث شغب في بعض شوارع المدينة ، وذلك بعدما أعلن من قبل عن فشله في الحفاظ على مقعده بمجلس النواب ، وإعلان فوز لائحة ممثل حزب الاتحاد الدستوري السيد المصطفى العابدي . وقد أجمع العديد من الملاحظين والمتتبعين للشأن الانتخابي بالجهة أن استحقاق 25 نونبر ، الذي عرف مشاركة مكثفة للشباب من الجنسين ، مر في أجواء سليمة اتسمت بالنزاهة والشفافية ولم يسجل خلاله أية حوادث تذكر ، ولم يعكر صفوها بالجهة سوى ما وقع بمدينة الفقيه بن صالح بعد الاعلان عن النتائج .