تفتّقت عبقريّة بعضهم فطفق يزايد على ما عرفت أوروبّا والولايات المتّحدة مؤخّرا من حراك شعبيّ ضدّ الظّلم الاجتماعيّ الذي كرّسه النّظام الاقتصاديّ العالميّ وراح يدعو ألعالم للرّجوع إلى الإسلام، ولعلّه لا يدري عن أيّ إسلام يتحدّث، فهو لم يحدّد إن كان يقصد إسلام أئمّة أهل البيت، أي إسلام عليّ والعبّاس والحسن والحسين عليهم السّلام، وهو نفس إسلام الرّاشدين والصّحب الأبرار المجاهدين: أبي بكر وعمر وعثمان، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن العبّاس، رضي الله عن الجميع، أي ذلك الإسلام النّقيّ القريب إلى الفطرة التي فطر الله النّاس عليها وما ربّى عليه النّبيّ العترة الأطهار والصحب الأبرار، أو كان يقصد ((إسلام من تضخمت ثرواتهم فامتلأت بالمال الحرام جيوبهم، وسمنت أردافهم، وانتفخت أوداجهم، وتدلّت بطونهم، حتى استدارت من فرط الشّحم واللّحم أجسامهم، أي إسلام عبيد ((الدّولار)) الذين يستثمرون الأرصدة الفلكيّة ويبدّدون الأرقام الخياليّة في غير بلاد الإسلام، تعسوا أتعسهم الله بدعاء النّبيّ ((: تعس عبد الدّينار، تعس عبد الدّرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة))، أم يقصد إسلام المتزلّفين من علماء السّلاطين الذين حذّر النّبي منهم عندما قال صلّى الله علبه وآله وسلّم: ((لا أخاف على أمّتي إلا الأئمّة المضلّين))، ومن راح يخوّف العوامّ وأرباع المثقّفين من المشروع ((الصّفويّ)) بينما مشروعهم التّكفيريّ الأشدّ فتكا وتخريبا بما يحدث من تمزيق لوحدة الأمّة وتفرقة بين المسلمين على أساس مذهبيّ يعرض عن التّصريح باحتضان الإرهاب مواربة، ويحرّض عليه تلميحا، مشروع يزعمون أنّه الإسلام الصّحيح متدثّرين في ذلك بدعوة شيخهم التي يعتبرونها بقيّة دعوة النّبيّ وآله وصحبه، فهاهم رعاة الظّلام وفقهاء الحكّام يعدّون الثّورة ذلك المصطلح النّفيس لفظا خسّيسا، ويبدّعون استعمال لفظ الشّعب، ويحتقرون الدّيمقراطيّة واللّيبراليّة، ويحرّمون الخروج للاحتجاج بل يدينون وهم المدانون ميدان الحرّيّة وإنجازاته الباهرة التي انتقل أثرها الطّيّب إلى بلاد ما وراء البحار فألهم شعوبا مواجهة الظّلم والتّمرّد على الظّالمين، عجبا لهم كيف ألغوا الذّاكرة من حسابهم، ألم يتربّى إرهاب القاعدة في الحضن الوهّابيّ؟ من موّل ((المجاهدين)) واستعملهم في مواجهة المدّ السّوفييتيّ ثمّ رمى بهم كما يرمى بأيّ أداة لم تعد صالحة للاستعمال؟ أليست أنظمة الرّيع البتروليّ؟ ما زالت جراح حربيّ الخليج لم تندمل، وما يزال حصار العراق وبعده حصار جينين وغزّة ماثلا للعيان، وما يزال الدّفاع عن مشروع دايتون والقبول ببناء جدار العار على الحدود المصريّة طريّا في الذّاكرة يؤكّد لمن هو في حاجة إلى تأكيد أنّ مشروع الثّورة الإسلاميّة مشروع تحرّري، لذلك كان هناك من الرّجعيّين والأدوات المتصهينة من يعلن الحرب على إيران بالوكالة، ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله، لذلك ينبغي إدانة هذا النّهج المتخاذل بعد تجربة العراق وما نجم عنها من ضحايا في صفوف الأبرياء، بقدر ما ينبغي وضع تراث التّزلّف للحكّام والتّلاعب بالأحكام من ضمن أهداف الحركة التّصحيحيّة ومحاربة الفساد والمفسدين، ومحاكمة الطّغاة وأعوانهم وأبواقهم، وفقهائهم، هاهم طبّالو أنظمة الرّيع البتروليّ من شدّة الغرور يتباهون ((بإنجاز)) سادتهم ومن أضلّوا السّبيل من كبرائهم بكثرة المدح والتّطبيل، وأيّ إنجاز؟؟؟ 70% من سكّان بلد يساهم بأرصدته الماليّة في الاقتصاد الأمريكيّ بنسبة 7% هم بدون سكن لائق يحفظ الكرامة، يأخذ من بعضهم الزّهو كلّ مأخذ بعدما استأثروا بخيرات البلد فراحوا يعتقدون أنّهم أحفاد مخترعي الصّفر ((معجزة الحساب))، لذلك وضعوه تاجا على رؤوسهم وزيّنوا برسمه ذقونهم: الأصفار، تراهم يتآمرون على الشّعب الإيرانيّ يتواطئون ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة التي ستظلّ إن شاء الله غصّة في حلوقهم لعجزهم عن الّلحاق بركبها، والتي يتولّوا بني صهيون بحربها بالوكالة حسدا من عند أنفسهم بعدما تبيّن للعالمين تقصيرهم في حقّ أنفسهم وفي حقّ شعبهم، وتأكّدت دناءتهم لأصدقائهم قبل أعدائهم، فهم لا يريدون أن يعرفوا أنّ في الأمريكيّين ديمقراطيّين كانوا أو محافظين عاقلين لا يرضون المضيّ في ((مشروع الأصفار))، في مشروع من يأكل كل صباح سبع تمرات إقتداء بسنة العدنان، لكنه ينهب في المساء المليارات من قوت الشّعب على سنة الشيطان ليملأ بها خزائن الأوروبّيّين والأمريكان بل حتى الطّليان، ولأنّ المضيّ في هكذا ((مشروع)) إنّما هو إيذان بنهاية المصالح الغربيّة في الشّرق الأوسط، إنّني أعتبر أنّ كلّ ما يطهّر المنطقة من أنظمة الجبت والطّاغوت علاج نافع بإذن الله رغم طعم المرارة، فآخر الدّواء الكيّ، ورحم الله الشّهيدالكواكبيّ الذي رأى في آلفة الرّياء والنفاق أقلُّ ما يؤثّره الاستبداد في أخلاق النّاس حتى الأخيار منهم، فلبئس السيّئة، ولبئس الإلف وبئس المألوف، لذلك فإنّني أشعر بلذّة عند اختناقهم بحرّيتي في الكلام على الفيسبوك، عندما أفضح رعونتهم وعفن سيرتهم وأكلهم الميتة والخنزير ومال اليتيم، فأشعر بالفخر عندما ينبري قفّاز الرّدّ عن أفكاري، فأتأكّد من أنّي على حقّ، وأعذر المسكين أو المسكينة لأنه/ها مجرّد قفّاز، والله المستعان