موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    توقيف شخص لتورطه في قضية تتعلق بالسكر العلني البين والتهديد بارتكاب جناية وتعريض حياة المواطنين للخطر    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة        منظمة الصحة العالمية تؤكد أن جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    الأرصاد: ارتفاع الحرارة إلى 33 درجة وهبات رياح تصل 85 كلم في الساعة    قاضي التحقيق في طنجة يقرر ايداع 6 متهمين السجن على خلفية مقتل تلميذ قاصر    ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    ترامب يستكمل تشكيلة حكومته باختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة    عمر حجيرة يترأس دورة المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بوجدة    إفريقيا تنتقد ضعف التمويل المناخي    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    كوب 29: رصد 300 مليار دولار لمواجهة التحديات المناخية في العالم    فدرالية أطباء الطب العام بشمال المغرب تعقد المؤتمر الثاني للطب العام    غوتيريش: اتفاق كوب29 يوفر "أساسا" يجب ترسيخه    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    الاحتفال بالذكرى السابعة والستين لانتفاضة قبائل ايت باعمران    دولة بنما تقطع علاقاتها مع جمهورية الوهم وانتصار جديد للدبلوماسية المغربية    "طنجة المتوسط" يرفع رقم معاملاته لما يفوق 3 مليارات درهم في 9 أشهر فقط    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    الصحة العالمية تؤكد أن جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ عامة        انقسامات بسبب مسودة اتفاق في كوب 29 لا تفي بمطالب مالية طموحة للدول النامية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    مؤامرات نظام تبون وشنقريحة... الشعب الجزائري الخاسر الأكبر    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    اللقب الإفريقي يفلت من نساء الجيش    منتخب المغرب للغولف يتوج بعجمان    نهضة بركان يتجاوز حسنية أكادير 2-1 ويوسع الفارق عن أقرب الملاحقين    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    بوعشرين: أصحاب "كلنا إسرائيليون" مطالبون بالتبرؤ من نتنياهو والاعتذار للمغاربة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    غارات إسرائيلية تخلف 19 قتيلا في غزة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخمينية.. شذوذ في العقائد.. شذوذ في المواقف (4)
نشر في هسبريس يوم 03 - 01 - 2010

موقف أحد ابرز منظري حركة الاخوان المسلمين من الثورة الخمينية..
الشيخ سعيد حوى يطلق النار على أفكار الخميني.. منذ عشرين عاما
الجزء الأخير
تحالفات استراتيجية مرفوضة
كان لا بد للتطلعات الخمينية من تحالفات تحقق بها مآربها ومطامعها ، ولقد أدركت دوائر كثيرة أن عليها أن ترعى التطلعات الخمينية وأن تتعاون معها لما يترتب على هذا التعاون من تحقيق مقاصد مشتركة سننَّبه عليها في الفقرات التالية .
ومن هنا وجدنا تحالفاً عجيباً بين إيران وليبيا ، وبين إيران وسوريا وأمل من جهة وإسرائيل من جهة أخرى ، ووجدنا تحالفاً بين إيران والغرب ، ووجدنا وفوداً من إيران تذهب إلى الاتحاد السوفياتي، قلت: الذي تحول إلى روسيا، بعد الانهيار المروع له وتفكك أوصاله، وهم من أشد الناس عداء للإسلام والمسلمين ، وهم الذين يذبحون المسلمين السنة في الشيشان والعالم كله يبارك ذلك لهم ، وأولهم هذه الدولة الرافضية الخبيثة ، وذلك لأن عدوهم المشترك واحد ، وهو أهل السنة والجماعة ليس إلا .
وكل ذلك يتناقض مع كل ما صرح به الخميني ابتداء ، وإنما جَرّه إلى هذا التناقض الذي أفقده مصداقيته تطلعاته للسيطرة على هذه الأمة الإسلامية ، ولو كان ذلك لحساب كل جهة معادية للإسلام والمسلمين.
تنميةُ الأمة الإسلامية وأموالهُا في خطر
لقد أصبحت أموالُ الأمة الإسلامية قبل انتصار الخميني كثيرةً تؤهلها للسيطرة الاقتصادية على العالم وتؤهلها لتطوير نفسها ، وكانت الأمة الإسلامية تتطلع إلى دول الخليج في تنميتها ، فأقدم الخميني على تهديد العراق الذي كان مقدمةً لحرب شاملة ، وبذلك فإن أموال دول الخليج ذهبت ضحية لهذه الحروب ، ففقدت الأمة الإسلامية بذلك قدراتها الاقتصادية وتنميتها .
وهكذا ساعد الخميني العالم غير الإسلامي في سلب الأمة الإسلامية أموالها وتطويرها إلى أمد بعيد ، لأنهم حتى في حالة انتهاء الحرب فإن العالم غير الإسلامي هو الذي سيعيد إعمار العراق وإيران ، وهكذا فإن الحكومات الكافرة هي التي ربحت في الحرب وفيما بعد الحرب ، وكل ذلك بسبب السياسات الخاطئة للخمينية الراغبة في السيطرة.
انتكاسُ الصحوة الإسلامية
لقد كان العالم الإسلامي قبل ظهور الخميني في طريقه إلى العودة إلى الإسلام ، وبدأت شعوب العالم تستمع إلى كلمة الإسلام الصافية ، فجاء التطبيقُ الخميني أسوأ مثل لنموذج تطبيقي للإسلام على أرض الإسلام ، وخاطب العالم بخطابٍ غير معقول ، ودعاهم إلى إسلام عجيب ( قلت: قد رأينا في مقالاتنا السابقة حقيقة دين ومعتقد الشيعة المبني على الإمامة والعصمة وادعاء علم الغيب في أئمة أهل البيت... وغير ذلك من العقائد الباطلة المارقة عن الاسلام وتعاليمه الربانية ) .
فكان لذلك آثارٌ على صحوة الشعوب الإسلامية ، وكان لذلك آثارٌ على استعداد غير المسلمين لسماع كلمة الحق ، فكانت الخمينية انتكاسةً للصحوة الإسلامية ، وكانت تحطيماً لتطلعات دعاة الإسلام إلى عالم جديد .
وهكذا وبعد أنْ كادت جهود المصلحين والمجددين أن تؤتي ثمارها ، هزّ الخميني فطرة الإنسان فأحدث بها اهتزازاً وارتباكاً ، لأنه خاطب هذه الفطرة بغير المعقول وبغير المقبول ، فجعل المذهبية مادة في دستوره ، وحرم الأقلية السنية في تطبيقه أبسط حقوق الإنسان ، فإذا عرفت أنَّ طهران كلها ليس فيها مسجد واحد لأهل السنة والجماعة ، عرفت مدى ما يمكن أن ينظر إليه العالم إلى ضيق الأفق في التطبيق الإسلامي ؛ الذي لا يعطي فرصة حتى للمخالفين في المذاهب أن يقيموا مساجدهم فما بالك بغير المسلمين ؟؟!!.
وإذا عرفت أنَّ الخمينية جددت عادة الصفويين في زجِّ من هم دون البلوغ في مقدمة الجيش المقاتل ، عرفت إلى أي حدٍّ لا تراعي الخمينيةُ الطفولةَ البريئة ،التي يعتبرها كلُّ إنسان أنها هي البقاء لجنس الإنسان.
وإذا عرت أنَّ الخمينية تسدُّ أذنيها عن كل نداءٍ للسلام مع تعادل القوى ، مجافية لقوله تعالى :{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (61) سورة الأنفال.
إذا عرفت كل ذلك أدركت كم سينظر العالم بازدراء إلى تطبيق الإسلام ، هذا العالم الذي ذاق مرارة الحروب وأصبح عاشقاً للسَّلام .
التقيةُ والبندقيةُ
بعض الشيعة يستعملون التقية بأكثر من الحد الذي تجيزه شريعة الله عز وجل ، وكنا نتصور أنه بعد انتصار الخميني في إيران أن الشيعة قد تجاوزوا التقية ، ولكننا من خلال الواقع وجدناهم يستعملون التقية مع البندقية .
فهم - سواء في ذلك النظام الحاكم في سوريا أو حركة أمل أو إيران – يتعاونون مع إسرائيل سرّاً ويعطونها الذي تريد ويتظاهرون بخلاف ذلك ، وهم يحاربون حرباً طائفية في كل مكان ويتظاهرون بشعارات سوى ذلك ، وهم يتخيرون لخطاب شباب الإسلام عبارات وخطابات يلبسونها ثوب الخداع ويتسترون على حقيقتهم ويقدمون للناس في إيران زاداً ويقدمون لشباب الإسلام كلهم زاداً آخر .
كانوا بالأمس يستعملون التقية حماية لأنفسهم ، والآن يستعملون البندقية للسيطرة ، ويستعملون التقية لخداع الآخرين ، فيلبسون لكل حالة لبوسها ، ويتحالفون مع اليسار إذا رأوا ذلك يقربهم من أهدافهم ، ويدخلون في الأحزاب اليسارية ، ويعلنون شعاراتها التي تناقض مبادئهم، وهم يكتمون أهدافهم الحقيقية .
انظر إليهم في سوريا وتركيا وفي باكستان وأفغانستان وفي غيرها ، فإنك حيثُ ما رأيتهم – هنا وهناك – تجدهم يلبسون لباساً حزبياً في الظاهر ،ويكتمون مخططاتهم الخفية في الباطن حتى يصلوا إلى مرادهم .
فاجتمع لهم في بعض البلدان التقية والبندقية ، ولا زالوا في بعض البلدان يظهرون التقية ويبحثون معها عن البندقيةِ .
وقد آن لشباب الإسلام أن يدركوا خداع هؤلاء ، وأنْ يعرفوهم على حقيقتهم .
فهنالك عقيدة صحيحة واحدة هي عقيدة أهل السنة ، وهي التي ينبثق عنها كل خير ، أما هؤلاء فعقيدتهم زائفة ولا يُجتنَى من الشوك العنب ولا منَ الحسك تيناً ، فمنْ حسّن ظنه بالخمينية فقد وقع بالغلطة الكبرى وجنَى على نفسه في الدنيا والآخرى ، وجانب حذر المؤمن الذي لا يلدغ من جحر مرتين (أخرجه البيهقي في السنن الكبرى برقم(18488) والطحاوي في مشكل الآثار برقم(1259 ) وهو حديث صحيح).
هذه بعض مواقف الخمينية الشاذة ، ومن قبل ذكرنا بعض العقائد الشاذة ، وما الخمينية إلا تبنًّ لعقائد الشيعة الشاذة ،ولمواقفهم التاريخية الشاذة وإعطائها زخماً جديداً .
وساعدَ على وجودها هذا الزخم من تطلُّع شباب أهل السنة والجماعة وحنينهم لدولة الإسلام ، فخالوا السراب ماء، وظنوا الخمينية هي دولةُ الإسلام ، وبالخداع وقعوا وبالوهْم سقطوا ، وإنَّ حنينناً إلى دولة الإسلام لا يوقعنا في الكفرِ أو في الضلال .
ولا ينبغي أن تنطلي علينا الحيلة ، فمجتمع الخميني ليس " مجتمع حقٍّ " وهو أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة ، وليس " مجتمع حريةٍ " وهو أحد شعارات الحركة الإسلامية الحديثة ، وليس " مجتمع قوةٍ " ، وأول القوة عندنا قوةُ الاعتقاد الصحيح ، والقوةُ إحدى شعارات الحركة الإسلامية الحديثة .
فيا شباب هذه الآمة تطلَّعوا إلى دولة الحقِّ والقوةِ والحريةِ ، ولا تخدعنَّكم الخمينيةُ فهي دولةُ الباطلِ والانحطاطِ والعبوديةِ ، وهي عودةٌ بالأمةِ الإسلامية إلى الوراء( يقصد رحمه الله، يقصد العبودية لغير الله تعالى ، فهم يعبدون مراجعهم الشيطانية من دون الله كما قال تعالى عن اليهود والنصارى – وهم شرٌّ منهما - {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (31) سورة التوبة ، وقال تعالى {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} (5) سورة البينة ).
وكفى بالخميني فضيحةً صفقاتُ السِّلاح مع إسرائيل وتعاونِها الكامل معها ، فتلك علامةٌ أنه لنْ يخرج من إيران إلا الدمارُ والولاءُ لأعداء الله ( صفقات السلاح مع اسرائيل وأمريكا أزكت أنوف العالم في ثمانينيات القرن الماضي، فضيحة إيران كونترا، ولا يزال التعاون الفارسي الايراني مع امريكا واسرائيل في أفغانستان وبلاد الرافدين مشهودا ومفضوحا لا ينكره إلا متعصب جهول أعمى البصر والبصيرة ).
ولأمر ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة أنَّ الدجال يخرج من خراسان وأنه يخرج مع الدجال سبعون ألفاً (وفي صحيح ابن حبان برقم(6924 ) عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان ، عليهم الطيالسة » وهو حديث صحيح ) من يهود أصفهان عليهم الطيالسة (- الطيالسة : جمع طيلسان ، وهو ثوب يلبس على الكتف يحيط بالبدن ينسج للبس خال من التفصيل والخياطة )، ولهذا أيضاً أجمع مؤرخةُ التراث الإسلامي بأن خراسانَ عشُّ الباطنيةِ السوداءَ الحاقدةِ .
خاتمة
لقد ذكر عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ : لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا وَأَحَدُنَا يُؤْتَى الإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- فَيَتَعَلَّمُ حَلاَلَهَا ، وَحَرَامَهَا ، وَآمِرَهَا ، وَزَاجِرَهَا ، وَمَا يَنْبَغِى أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهَا. كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالاً يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الإِيمَانِ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِى مَا آمِرُهُ وَلاَ زَاجِرُهُ وَلاَ مَا يَنْبَغِى أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ فَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقَلِ. »أخرجه البيقهي في السنن (- سنن البيهقى برقم (5496) والمستدرك على الصحيحين للحاكم برقم(100 ) وهو صحيح
البرهة : الزمان الطويل = الدقل : الرديء اليابس من التمر والمراد أن القارئ يرمي بكلمات القرآن من غير رؤية وتأمل كما يتساقط الدقل من العذق إذا هُزَّ ).
وقد ذكر الله في سورة الفاتحة العقائد أولاً، ثم ثنَّى بالعبادة، ثم ذكر منهاج الحياة، مما يدلُّ على أن مناهج الحياة الصحيحة تكون أثراً عن عبادةٍ وعقيدةٍ صحيحةٍ ، ومن هاهنا فنحن نركز على العقيدة أولاً ، ثم على العبادة ثانياً ، ثم على منهاج الحياةٍ (ثالثا).
وينصُّ الحديث الصحيح عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِى عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً » أخرجه أبو داود (برقم(4598 ) وهو صحيح مشهور ).
فنحن نبحث عن عقائدَ هذه الفرقة الناجية ونتمسك بها ، وعن عاداتها وقيمها وعن مناهج الحياة فيها فنسلكها ونتمسك فيها .
والخمينيةُ وعقائدُها غيرُ عقائدنا ،وعباداتُها غيرُ عباداتنا ، ومناهجُ حياتها غيرُ مناهج حياتنا ، لأنَّ الأصلَ عندهم هو أنْ يخالفونا ، فما بالُ أناسٍ في الفرقةِ الناجيةِ يفرُّون منَ الجنةِ إلى النارِ ويسلكون غيرَ سبيل المؤمنين ؟( ما أصدق هذا الكلام وأروعه ، ومع هذا لا زالت تنبت نبتتة الرويبضة من المتشيعين المتزندقين ويدافعون عن هؤلاء الصفويين الجدد، ويعتبرهم إخوانا لنا، ويدعون للوحدة معهم، وهم أصلا يخالفون الوحدة مع المسلمين في أصل العقيدة والدين، وما هي في الحقيقة إلا كالوحدة مع الشيطان قال الله تعالى: يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا/ سورة النساء: 120 ).
إنَّ بعض مَنْ نفترضُ عندهم الوعيَ غابَ عنهم الوعيُ، فلم يدركوا خطرَ الخمينية ( زعيم الشيعة الرافضة في هذا العصر، ومحيي الحقد الصفوي المجوسي في القرن العشرين )، وإنَّ بعضَ مَْن نفترضُ عندهمُ العلمَ قصَّروا عن إبرازِ خطر الخمينيةِ، فكادتْ بذلك تضيعُ هذه الأمة ، ولذلك فإننا نناشد أهلَ الوعي أنْ يفتحوا الأعينَ على خطر هذه الخمينية ، ونناشدُ أهل العلم أن يطلقوا أقلامهم وألسنتهم ضدَّ الخمينية .
لقد آنَ لهذا الطاعون أنْ ينحسرَ عن أرض الإِسلام ، وآنَ للغازي أن يكونَ مغزوًّا ، فالأمةُ الإِسلامية عليها أن تفتح إيران للعقائد الصافيةِ من جديدٍ ، كما يجبُ عليها أنْ تنهيَ تهديدها الخطير لهذه الأمة ، وليعلمَ أصحابُ الأقلام المأجورة والألسنةِ المسعورةِ -الذين لا يزالونَ يضللون الأمة بما يتكبونهُ، وبما يقولونه - أنَّ الله سيحاسبهم على ما ضلُّوا وأضلُّوا ، فليس لهم حجةٌ في أنْ ينصروا الخمينيةَ ، فنصرةُ الخمينيةِ خيانةٌ للهِ والرسولِ والمؤمنينِ (قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } (27) سورة الأنفال ).
، ألم يروا ما فعلته الخمينيةُ وحلفاؤها بأبناء الإِسلام حين تمكنوا ، ألم يعلموا بتحالفاتِ الخمينيةِ وأنصارِها مع كل عدوٍّ للإِسلامِ ، لقد آنْ لكلِّ منْ له أذنانِ للسمع أن يسمع ، ولكل من له عينان للإِبصار أن يبصر ، فمنْ لم يبصر ولم يسمع حتى الآن،فما الذي يبصره وما الذي يسمعه، فهؤلاء أنصارُ التتارِ والمغولِ وأنصارُ الصليبيين والاستعمار ، يظهرونَ منْ جديدٍ، و ينصرون كلَّ عدوٍّ للإِسلامِ والمسلمينَ ، وينفَِّذون بأيديهم كلَّ ما عجزَ عنه غيرُهم من أعداءِ الإسلام والمسلمين ، ألا فليسمعِ الناسُ وليبصروا ،ولاتَ ساعةَ مندمِ .
إنه لا يزال للعذر مكانٌ لمن أراد الاعتذار ، وسيأتي يومٌ لا يقبل فيه من أحد الاعتذار (قال تعالى : {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} (52) سورة غافر )، فالساكتون عن الحقيقة لن يُعذروا (قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (159) سورة البقرة ) ، والناكبونَ عن الحقِّ لن يعذروا ، والذين ضلوا وأضلُّوا لن يعذروا ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن الله فيقول : ( منْ عادَى لي ولياً فقد آذنتُه بالحرب ) أخرجه البخاري برقم (6502 ).
وهؤلاء الخمينيون يعادون أولياءَ الله من الصحابةِ فمَنْ دونهم، فكيف يواليهم مسلمٌ (قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} (13) سورة الممتحنة ، وقال تعالى : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (55) سورة المائدة )، وكيف تنطلي عليه خدعتهم وكيف يركنُ إليهم ،والله تعالى يقول : {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} (113) سورة هود.
وهؤلاءِ الخمينيونَ ظالمونَ، ومن بعضِ ظلمهم أنهم يظلمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما (وفي مسند أحمد برقم(846) عَنْ وَهْبٍ السُّوَائِىِّ قَالَ خَطَبَنَا عَلِىٌّ فَقَالَ مَنْ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا فَقُلْتُ أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ لاَ خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ وَمَا نُبْعِدُ أَنَّ السَّكِينَةَ تَنْطِقُ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ. ووروي مثله من طرق كثيرة وهو متواتر)، فكيف يواليهم مسلم والله تعالى يقول : {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (129) سورة الأنعام ، إنه لا يواليهم إلا ظالمٌ ، ومنْ يرضى أنْ يكون ظالماً لأبي بكر وعمر وعثمان وأبي عبيدة وطلحة والزبير ؟ ومن يرضَى أن يكون في الصفِّ المقابل للصحابة وأئمة الاجتهاد من هذه الأمة ؟ ومن يرضَى أن يكون أداةً بيد الذين يستحلُّون دماء المسلمين وأموالهم ؟.
ألا يرى الناس أنه مع أنَّ ثلثَ أهل إيران من السنة لا يوجد وزيرٌّ سنيٌّ ؟ ( قلت ورغم ذلك نجد في الدول العربية وخاصة الخليجية منها من يسمح باتسوازر شخصيات شيعية رافضية، وتالله لن تكوننتيجةاستوزار الشيعة في البلاد السنية إلا كنتيجة استوزار ابن العلقمي على الخلافة العباسية أيم هجوم المغول على عاصمة الرشيد ). ألا يرى الناسُ ماذا يُفعلُ بأهل السنة في لبنان سواء في ذلك اللبنانيون أو الفلسطينيون ؟ ( انظرللتفصيل: كتاب أمل والمخيمات الفلسطينية ) ألا يرى الناس ماذا يفعل حليف إيران بالإِسلام والمسلمينِ ؟( قلت: وما فعله ويفعله الشيعة الموالين لإيران وللأمريكان في العراق بأهل السنة المستضعفين، سواء على يد مليشيات الموت الشيعية، بزعامة مقتدى الصدر، وما فعلته حكومة إبراهيم الجعفري و حكومة المالكي لن ينساه التاريخ العراقي والعربي الحديث ) أليست هذه الأمور كافية للتبصير ؟ وهل بعد ذلك عذر لمخدوع ؟ ألا إنه قد حكم المخدوعون على أنفسهم أنهم أعداء لهذه الأمة، وأنهم أعداء لشعوبهم وأوطانهم ،وأنهم يتآمرون على مستقبل أتباعهم فهل هم تائبون ؟.
اللهم إني أبرأ إليك من الخميني والخمينية، ومن كل من والاهم وأيدهم وحالفاهم وتحالف معهم، اللهم آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.