شيدوا بالأمية سورا حديديا, طوقوا به عنق هذا الوطن. وزعوا الفقر جرعات, بالتساوي على خريطة هذا الوطن. سرقوا الأنوار من عيون التعليم. كي تموت عقول شباب هذا الوطن. وقالوا لنا بلغة واضحة: موتوا كما تموت الأشجار. أو كما تنفق البهائم والأبقار. الأمر عندنا سيان. ان تجرأتم على المطالبة بتغيير أوضاعكم. أمامكم باب السجن, أو باب المقبرة. فاختاروا لأنفسكم النهاية التي تشاؤون؟ المهم أن نعيش واياكم في سلام. لكم أن تشربوا البحر ان استطعتم. أو أن تصيروا وليمة لقرش المتوسط عند الهروب نحو الشمال. ولنا سمك البحرين. نزين به موائدنا الأسطورية. أو نحوله الى جيوبنا دنانير ذهبية. لكم ثلوج الجبال تتكفنون بها في صقيع الشتاء. ولنا الكافيار, والحرير ,والماس ,والذهب, لنسقف السماء لكم غبار الأرض. وطمي الوحل. ولنا معادن الأرض وشمس الأمل. المهم أن نعيش واياكم في وئام. هي مشيئة الله على أرض هذا الوطن. فقركم من ثروثنا. بؤسكم من سعادتنا. جهلكم من عبقريتنا. هي دائرة مغلقة فارغة. يدور فيها قطار زمانكم, الذي فصلناه على مقاسكم. بلا ماضي, ولا حاضر, ولا مستقبل. ولا ربيعا واحدا من الفصول الأربعة. المهم أن نصل الى بر الأمان. وأن يصيبكم الهوان والدوار . وتفقدوا الأتجاهات الأربعة.