يستعد المغرب في الأيام المقبلة لتنظيم مهرجان موازين، أمام ذهول أبناء الشعب و فرح الساسة، فلماذا هذا التباين في المواقف؟!!! في مغربنا الحبيب، يظل مهرجان موازين محطة تحير أصحاب العقول السوية وغير سوية عن استيعاب سبب تنظيم هذا المهرجان الذي يفخر به من يملكون مقاليد السلطة في البلاد. و كل هذا الهرج بدعوى أنه الحل الوحيد و الأوحد لتحريك عجلة الاقتصاد و الانفتاح على الشعوب ، بغية تحريك قاطرة السياحة في بلدنا عن أي سياحة يتكلمون!!! حتى المجنون يعرف أننا في بلدنا العزيز لا نعرف إلا سياحة جنسية، تجلب أصحاب الأصفار و البطون الضخمة من المشرق و عشاق القمار و المخدرات و الدعارة من الغرب تفتخر القيادة الرشيدة أننا نمتلك أكبر كازينو في إفريقيا و هذا الحال لا يرضاه أي واحد من أبناء هذا الشعب الحبيب و لكنها سياسة خطط لها منذ زمن بعيد، وجد فيها الشعب نفسه مُجَهَّلاً، غارقا في البحث عن لقمة العيش، منهكا في دفع الضرائب و الفاتورات الصاروخية للشركات الأجنبية، فمن يتحرك ليقول لا و حتى إن قلتم لا، أجابوكم بأنها سياسة و أيضا سياحة وصل مجموع المبالغ المؤقتة لاستضافة نجوم "موازين" هذا العام حسب بعض المصادر إلى 36.380.000 درهم، ويستضيف المهرجان عددا من الفنانين على سبيل المثال: المغنية و الراقصة شاكيرا، سيدفع لها الوطن من أموال شعبه الفقير الجائع، مليار و 130 مليون، لماذا؟؟ لأنها سترقص ل60 دقيقة!!! بالله عليكم ألا تستحون؟!!! أم أنكم متأكدون أن المغاربة لن يسائلوكم عن تمويل هذه المهرجانات والصفقات المعقودة تحت منصاتها مليار و 130 مليون كم قد تشغل لنا دكتورا معطلا، يضرب ليل نهار في العاصمة و أمام رمز البلاد مليار و 130 مليون قد تعيد الحياة لكم إنسان مريض بالسرطان أو أمراض خطيرة، مرميون أصحابها فوق أسرة مهجورة مليار و 130 مليون قد تكفل لنا كم يتيما ممن قست عليهم الحياة، فوجدوا ضالتهم في الشوارع يفترشون الأرض و يلتحفون السماء مليار و 130 مليون قد تخفف معاناة كم أسرة مغربية تكتوي من لظى الفقر الكالح مليار و 130 مليون تدفع لترقص شاكيرا، أعطوها للشعب و سيرقص لكم العام كله مليار و 130 مليون قد تعيل كم فنانا مغربيا ممن اضطرتهم قلة الحيلة إلى الاشتغال في البيوت، فلا يوجد عمل لأن بلبل الحي لا يطرب جوعتم هذا الشعب و جهلتموه ومع كل ذلك تعالوا جميعا لتشهدوا رقص شاكيرا و معها مسؤولونا، يرقصون على فقركم و جهلكم و صمتكم، بل و موتكم، كما ترقص الكلاب على جثة الأسود و ليست شاكيرا وحدها بل سيأتي عمرو دياب ليغني لأموالنا أغنيته الشهيرة " وحشتيني وحشتيني "، و أيضا كاظم الساهر سيقول لها "سيدة عمري الفاضلة" طبعا فاضلة أليست لقمة سرقت من أفواه أبناء هذا الشعب المسكين، ثم يأتي حسين الجسمي الذي يستحلي أموالنا كل وقت وحين، فأقسم أن يغني "بحبك وحشتيني"، وتليه نوال الزغبي و تجمع أموال هذا الشعب الزغبي، ثم فارس كرم لينهق بأغنيته المنحطة مثله:"اللي ما يحب النسوان"، و تختم كارول سماحة مطالبة بالمسامحة، فقد استنزفوا ثرواتنا وقابلناهم تصفيقا و مع كل هذا و ذاك، تبقى الكلمة الأولى و الأخيرة للشعب، فهل سيرضى أن ينظم مهرجان العار فوق تراب وطنه أم ينتفض عن بكرة أبيه ؟؟؟