الحراك الاجتماعي الذي يعرفه إقليم أزيلال كباقي مدن المغرب، هو حراك إيجابي يعبر عن هموم فئات عريضة من المواطنين و لا يمكن المرور عن كل الشعارات دون الوقوف عندها و استيعاب مضمونها و التي تكون تلقائية أحيانا و تنهل في بعض الأحيان من عدة مرجعيات إيديولوجية متعددة و مختلفة. الذي أثار انتباهي و دفعني كمواطن مغربي من أبناء أزيلال الى التطرق لموضوع التضليل الإعلامي داخل حركة 20 فبراير بأزيلال، هو شريط "فيديو" نشر بموقع أزيلال أونلاين معنون ب "نداء للتظاهر يوم 17 ابريل بأزيلال"، نعم نقول إن أبناء أزيلال المناضلون في إطار حركة عشرين فبراير لهم مطالبهم المشروعة كباقي المغاربة و منهم من ينتمي لهيئات سياسية و نقابية معروفة بحركيتها، لكن الذي يمكن لكل مواطن من أزيلال أن يلاحظه بمجرد إطلاعه على الشريط أنه يروج لأشخاص ينتمون لجماعة العدل و الإحسان التي يبقى لها الحق الكامل في التعبير عن رأيها و ممارسة أنشطتها في إطار القانون كباقي التنظيمات، فالنداء الذي تم بثه موجه للعموم وليس للمنتمين للجماعة مادام أن يوم 17 أبريل أعلنته حركة 20 فبراير و ليست جماعة العدل و الإحسان، إن هذ التضليل أمر غير مقبول لأنه لا يتماشى مع الاستقلالية الذي تبنته الحركة منذ نشأتها في 20 فبراير. النداء يفترض أن يتضمن خطابا مستقلا للتعبئة وليس صورا لأشخاص ينتمون لتيار معين، أخدت لهم صور و هم في حركية تامة خلال تظاهرات سابقة، والتي تم بثها في الشريط المذكور، ولم نرى أشخاصا آخرين ينتمون لتيارات أخرى كانوا من المنظمين ولهم حركية داخل الإقليم حتى قبل 20 فبراير، المسؤولية الأخلاقية لكل الحركات الاجتماعية مهما كانت أهدافها تقتضي قدرا يسيرا من الإستقلالية و الوضوح. المهم أن الإزدواجية في الخطاب وإحتواء نضالات المواطنين الذين خرجو عن طواعية للتعبير عن رأيهم، هو من الحلقات الضعيفة التي تسيئ لصورة خطاب الجماعة التي تنشد الوضوح، وعصرنا هو عصر الصورة بإمتياز والكل يعرف كم تساوي الصورة في كل استراتيجية إعلامية كيفما كانت مراميها، لهذا قد يقول قائل إنه شريط عادي للدعوة للتظاهر، وهو أمر صحيح إلا أن رسائل معينة تم تمريرها و الناس عندما يرون أشخاصا بذواتهم معروفين بإنتمائهم لإطار معين و يتناوبون على الظهور في صور الفيديو كل في وضعية معينة، يجعل المتلقي يقول أنهم المحرك الوحيد أو الأساسي لتظاهرة معينة. ختاما يبقى على النشطاء داخل حركة 20 فبراير بأزيلال وضع إسترتيجية للتواصل تضبط كل وسائل الاتصال أثناء وبعد كل نشاط حتى لا يطغى طرف على آخر، و يكون ما يوجه للعموم واضح لا يعطي أي إنطباع متحيز.