أليس الصّبح بقريب؟ أخذت غيوم الضّيم تنقشع رويدا هنا وهناك بعون الله وعزم شعب بدأ ينفض غبار الاستكانة ليتخطّى بإرادة واضحة توجّهات "نخب" مترهّلة، ويتجاوز بتحرّكات غاضبة برامج أحزاب استنفذت مبرّر الوجود "La raison d être" فلم يعد يرجى منها خير، شعب يدافع عن كرامة مهدورة متّخذا مقاومة الظّلم شعارا، والإطاحة برموز التّبعيّة وسيلة مع ما يعنيه ذلك من رفض قويّ للمشروع الغربيّ في مرحلته النيو كلونياليّة، مشروع يأخذ أبعادا تسعى إلى ترتيب المنطقة ضمن رؤية تتميّز محدّداتها بصياغة صهيونيّة، تحظى بحماية أمريكيّة وتوافق أوروبيّ، وبتواطؤ نخب مهزومة مستسلمة تتدثّر بالشّعارات الطّائفيّة والمذهبيّة لتخفي ضيق أفقها وقلّة زادها في مجال السّياسة وتدبير الشّيء العامّ لقد تابع أحرار الأمّة بأسف شديد كيف أسقط الانقلابيّون الشّرعيّة الدّستوريّة بلبنان مبادرين إلى تشكيل حكومة حطّت من قدر الأمّة عندما استقوت ب"البيت الأبيض" لفرض "محكمة دوليّة" من أجل النّظر في قضيّة داخليّة لفضّ نزاع يفترض فضّه بالوسائل التي تؤكّد على السّيادة والاستقلال، كما تابعوا إخفاق وريثتها في معالجة القضايا الاقتصاديّة والاجتماعيّة والاهتمام بالمشاكل اليوميّة للمواطن، وفشلها في محاسبة المفسدين ومحاكمة شهود الزّور بعيدا عن الحسابات الضّيّقة ورهانات القوى الدّوليّة حمى الله المقاومة في ربوع العالم الإسلاميّ وحمى الله رموزها بالقطر اللّبنانيّ العزيز، الخزي والعار للعملاء ورموز الفساد في كلّ بلاد الدّنيا، الخيبة وسوء الذّكر لذيول الأمريكان والمتحالفين مع أعداء الأمّة، النّصر للثّورة والثّوّار في كلّ العالم، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب سينقلبون والله المستعان وهو أرحم الرّاحمين، والحمد لله ربّ العالمين. التّوقيع : محمّد بن محمّد بن عليّ بن الحسن المحبّ [email protected]