سيسجل التاريخ أن عهد حكومتكم تزامن مع بلوغ العلو والإفساد الإسرائيليين مبلغا غير مسبوق في تاريخ الوجود الإجرامي لهذا الكيان المتوحش المدعو "إسرائيل". السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعد، فسيسجل التاريخ أن عهد حكومتكم تزامن مع بلوغ العلو والإفساد الإسرائيليين مبلغا غير مسبوق في تاريخ الوجود الإجرامي لهذا الكيان المتوحش المدعو "إسرائيل". وسيسجل التاريخ أنكم استقبلتم وستستقبلون علنا ويعلم الله وحده ما خفي رموز الإجرام الصهيوني على أرض المغرب المسلم المجروح بتقاعس حكومتكم وتخاذلها. وسيسجل التاريخ أيضا أن الصهاينة يلجون كل المحافل الدولية من أبواب متفرقة وبلافتات متغيرة، لكنهم قاصدون في مهمتهم ومجندون لتحقيق حلمهم في الغلبة والسيطرة وتدمير وإخضاع الشعوب التي تعتبرون اليوم بصفتكم وزيرا أولا من بين من يتسمون بالمسؤولين عنها. وسيسجل التاريخ أيضا أنكم في بحر سنة واحدة بررتم استقبال الصهاينة في مراكش في إطار اجتماع اتحاد البرلمانات الدولي، وتكرار الأمر ذاته في الدارالبيضاء في إطار الأممية الاشتراكية، بكون المغرب بلدا مضيفا ليس إلا..!! غير مبالين بمشاعر شعب تتحملون بالطريقة التي تعرفون كيف أتت بكم إلى حيث أنتم الإسهام في تدبير شأن من شؤونه. وسيسجل التاريخ أيضا أنكم تتذرعون بالإبقاء على القنوات الديبلوماسية مفتوحة لمصلحة فلسطين!! لتبرير علاقاتكم المعلنة والخفية مع الصهاينة المجرمين، كما لو أن هذه الدبلوماسية ردت عن الشعب الفلسطيني بعض الجمر من نار الهولوكوست الذي يتحمله جهادا واستشهادا.. وقدرا واقتدارا.. كما سيسجل التاريخ أيضا أن المغرب المسلم، المؤمن بالإخاء الإسلامي منذ قرون، والمعتز بانتمائه لأمة الإسلام، سيحتضن في عهدكم المدجج بالمنجزات الاشتراكية العظيمة!! ملتقي الإخاء الاشتراكي الدولي الذي يحتضن ضمن فضائه الإنساني النبيل!! عناصر من حزبي «العمل» و»ميرتز» الصهيونيين، بزعامة «وزير الحرب» «الجنرال» بن أليعازر، الذي انتهى، قبل بضعة أسابيع من تهيئكم لمصافحته وعناقه باسم الإخاء الاشتراكي، من إضافة مجزرة «جنين» ولا يزال يفعل في غمرة استعدادتكم لاستقباله بالأحضان إلى قائمة منجزات حزب العمل في ساحة لبنان وفلسطين، وهي بدون شك من أهم المنجزات التي يجب أن يعتز بها المنتظم الاشتراكي الدولي ويعرضها بالصوت والصورة في الجلسة الافتتاحية بالدارالبيضاء تكريما لهذا الوفد الاشتراكي المتميز!! لذا أسألكم السيد الوزير الأول المحترم جدا جدا.. وقد اخترتم أن تكونوا مجرد موظف بسيط في «دولة الاشتراكية الأممية» تقومون باستقبال الوفود وتوزيع الابتسامات وحجز الفنادق وفرش القاعات وإعداد التكايا، وتزيين المنصات، وتوزيع البطاقات علي صحافة ستسجل خطيئتكم الألف، وأنتم تضعون يدكم في يد قتلة الأطفال والشيوخ والنساء والصحافيين والأطباء والمرضى والجرحى والقساوسة والمصلين والمختبئين والمستسلمين.. وما شئتم مما تعلمون علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين.. أسألكم، هل كنتم ستستقبلون مرتزقة البوليساريو لو جاءوا إلى المغرب من باب الأممية الاشتراكية، أو الحركات التحررية، أو الشعوب الأصيلة، أو ما شئتم من مسميات ستسقبلون تحت لافتتها قطعا فريقا آخر من الصهاينة الأنجاس على أرض مغرب ضيعتم رسالته التاريخية وحولتموه إلى ماخور سياسي كبير؟ السيد الوزير الأول.. لا أنتظر إجابتكم ولكنني أقول لكم بأننا سنحاسبكم حسابا عسيرا حين يحين الحين.. وإذا قضيتم قبل أن تملك الأمة زمامها فإن حساب الآخرة أخزى وأنكى. يومئذ سيحشر أهل كل إخاء تحت لواء إخائهم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون. الحبيب الشوباني/الرشيدية