بادرتني بابتسامةٍ جميلة، تنم عن قلبٍ كبير يحتوي الجميع، كانت ترقدُ بكبرياءٍ على سرير الشفاء، تشعُ نورًا رغم علامات التعبِ والإعياء.. بصوتٍ خافت مرتجف حدثتها يعطيك العافية وكان الأولى بي أن أقول لها ألف سلامة عليكِ لا أدري ما الذي جعلني أرتبكُ بصورةٍ جعلتني أتخبط وأذرف الدموع، بينما قدمي ترتعد لا أعرف هل خوفًا من شيءٍ مجهول؟ أم حزنًا على واقعٍ مهول لا يعترفُ بتضحياتِ أُناسٍ ضحوا بحياتهم وفلذات أكبادهم تجاه شعوبهم وأوطانهم؟!! اختلطت المشاعر وأنا أراقبُ بحذرٍ بالغ عيون أم نضال فرحات التي استحقت بجدارة تكريمنا لها بخنساء فلسطين كونها وهبت ثلاثة من خيرة أبنائها شهداء واستشهاديين .. أم نضال التي تتمدد الآن على سرير الشفاء في حالةٍ صحيةٍ حرجة، تجعلني في حيرةٍ لا حدود لها، تُفقدني سيطرتي على نفسي وأعصابي وكياني، بل تحرمني القدرة على التركيز في أعمالي وأعبائي اليومية... لم أكن وحدي أحترق وأنا أتابع الأنباء المتتالية عن صحة النائب فرحات، إن مشهد الزائرين لها سواءًا على مستوى الوفود الشعبية أو الرسمية؛ يؤكد بما لايدع مجالاً للشك مدى المحبة والإحترام الذي يكنه المحاصرون هنا للمرأة الفلسطينية المعطاءة التي لا تعرف اليأس ولا المستحيل!. من على سرير شفائها قالت لي والإبتسامة تكسو شفتيها سلمي على البنات لم أقلْ لها يصل إن شاء الله، أو حاضر، أو أو لم أطمئنها أنني سأسلم عليهنّ، كنتُ في غاية الذهول والتوتر، تحدثتُ بكلامٍ مبهمٍ مبعثر، ليتني أمتلك القدرة على فك طلاسمه!، تيقنتُ كم أن الإنسان ينحني تقديرًا لأولئك العظماء والعظيمات، حقًا هناك لحظاتْ تتجمدُ أمامها الكلمات!. لكن ما يزعجني أن شخصية مثل أم نضال ، يجب آلا تُترك تُواجه مرضها هكذا، يجب أن تُسخر لأجلِ شفائها كل الإمكانيات والسبل، يجب أن يُفتح معبر رفح لأجلها ولأجل المرضى جميعًا، لا يجب أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة وهم يلهثونّ وراء العلاج في الخارج وسراب الوعود الكاذبة حول إمكانية فتح المعابر!. مؤسفٌ جدًا أن يحدث مكروه ـ لا قدر الله ـ للنائب فرحات وهيّ تستنجد بأحرار العالم وأبناء عروبتها ولا أحد يلبي النداء!. أتمنى أن تكون الوعكة الصحية الحادة التي ألمت بالنائب مريم فرحات، بداية لإنهاء الظلم عن قطاع غزة، وفرصة لفتح معبر رفح بشكلٍ دائم.. قد نتذمر ونغضب لحال النائب فرحات، لكن النصر والفرج قادم ـ لامحالة ـ وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ سينقلبون