يكاد المراقب المتتبع للوضعية العامة التي يمر بها المغرب أن يصاب بالذهول العميق من جراء توالي خيبات الأمل، وتتابع الإخفاقات على صعيد قطاع التعليم . لقد مل المغاربة سماع ضجيج من المصطلحات والمفاهيم التي يتبن مع مرور الزمن أنها ليست إلا جعجعة بدون طحين . وها قد مرت سنوات طوال على انطلاق ما سموه بالإصلاح ولم يتحقق ما يسر ناشئتنا، فما مكننا تلامذتنا من ولوج المؤسسات التعليمية، ولا حققنا تعميم التعليم، ولا مكننا فتياتنا من الاستقرار على مقعد من مقاعد الدراسة، ولا تجلت لنا كفاءة الأطر والبرامج والمناهج والمؤلفات، ولا استطعنا بشعاراتنا عن الكفايات والمواطنة والسلوك المدني أضف إليها بيداغوجيا الإدماج هذا المخلوق الجديد ( تحت التجريب)، أن نحقق طفرة تمكننا من منافسة قطاع جاء كل التقارير الدولية والوطنية صادمة قي شانه واضحة فاضحة تعري حقيقة الميثاق وواضعي برنامج الإصلاح ومنظري المخطط الإستعجالي . وفي رأي رجل تعليم عادي مثلي / ابن الميدان ، فإن الميثاق الوطني للتربية والتكوين + المخطط الإستعجالي + عشرية ألإصلاح = نياشبن من ورق ترصع صدر قطاع مريض يحتضر ، قطاع اضحى حقلا تجرب فيه جميع أنواع المهدءات والمسكنات المستوردة من الشرق ومن الغرب في حين أنه مرضه المسكين لا يحتاج سوى إلى جرعة حقيقية صادقة من مقويات طبيعية من صنع وطني تعطى له تحت إشراف طاقم متخصص من ابنائه وذويه المخلصين . إن الامراض التي اصيب بها جسم هذا القطاع لتنذر بمستقبل قاتم رغم الدعاوي العريضة بالإصلاح، ورغم الوعود التي لم تتوقف منذ أزيد من خمسين سنة إلى أن وصلنا إلى درجات غير مسبوقة بشهادة كل المسؤولين من أعلى هرم في السلطة إلى أدنى الدرجات في مواقع القرار. وهاكم الصورة الحقيقية لواقع تعليمنا المتردي بعدسة لا تخدم اية أجندة ولا تتغيى غير نقل الصورة الحقيقية كما هي : الصورة الأولى : صورة جماعية وتضم الهدر بكل أنواعه :: * هدر الزمن المدرسي * هدر المال العام * هدرالطاقات الصورة الثانية : - اكتظاظ في الفصول في جميع الأسلاك والمستويات الصورة الثالثة : - مؤسسات التعليم الخصوصي من 5 نجوم وإلى جانبها مدارس التعليم العمومي (كتشفي العدا ) الصورة الرابعة : - نتائج دون المستوى ومستوى دون المتوسط الصورة الخامسة - تفشي ظواهر سلبية بالقطاع من قبيل المحسوبية والزبونية والرشوة ....وقس على ذلك. الصورة السادسة - انتشار لوبيات الفساد ومن ضمنها تسلط بعض النقابات الإنتهازية التي تقف في وجه كل تغيير. الصورة السابعة : * غياب محاسبة و مساءلة وزجر المخلين والمقصرين واللصوص والأشباح . * غياب مكافأة وتحفيز المجدين المخلصين . وتتوسط هذا الألبوم التشاؤمي صورة كبيرة عريضة عنوانها : قلة الإعتمادات المرصودة لهذا القطاع الحيوي وخصوصا جدا منها في جانبها المتعلق بتحسين المستوى المعيشي لنساء ورجال التعليم لثنيهم على ما نراه ومن نسمعه من سلوكيات مشينة يلجأ إليها بعضهم لزيادة دخله .إن الدولة تنفق الملايير من مال الشعب دون حسيب أو رقيب على المهرجانات والاحتفالات واللقاءات والمؤتمرات !!!! ولكنها عندما يتعلق الأمر بقطاع حيوي كالتعليم فإنها تجعل يدها مغلولة إلى صدرها متدرعة بالأزمة العالمية وبضعف مردود الصادرات وبهبوط أثمنة الفوسفاط وبتدني تحويلات عمالنا في الخارج وبارتفاع ثمن البترول ولكي ( يكملوا الباهية) فإنهم يلوحون بورقة قضيتنا الوطنية الأولى ......وهلم جرا . وختاما ، أتساءل : هل يعي هؤلاء الساسة المتربعون على ارائك القرار الوتيرة في الصالونات المكيفة ،ومنظروهم ومستشاروهم وأحزابهم ونقاباتهم وكل من يدور في فلكهم بإن قطاع التعليم هو القاطرة الحقيقية لأي تنمية بشرية وأنه هو القطاع الاستراتيجي الوحيد الكفيل ببناء الإنسان و يعد الكفاءات ويكون الأطر والطاقات الفاعلة في كل مشروع نهضوي؟؟؟. هل يعون بأن الإنسان هو الرأسمال الحقيقي لمن أراد التغيير والبناء. ولكن مع الأسف الشديد هذا الرأسمال البشري يسام الذل ويواجه بالقمع والظلم و الاحتقار والتسويف ، ويوجه بسياسات الارتجال والتمييع مما يدل على غياب مشروع حقيقي للتغيير. ذ: مولاي نصر الله البوعيشي ملحق الإدارة ولإقتصاد عيون الساقية الحمراء [email protected]