نيسان .. لن أنساك إلى تلك التي ساعدتنا كثيرا، وكانت نعم الصديق إلى زملائنا الذين رسموا أبهى الصور وتمكنوا من تحدي كل الصعاب إلى قريتي التي صارت مدينة صغيرة إلى الذي رفض، ذات مرة، أن يسلمني شهادة إقامة وعاش متسلطا وحرم الكثيرين من استدعاءات الامتحان زمن الظلم والظلام.. وله أقول: حمدا لله، كل شيء تبدل لن تنام مرتاحا.. ولن يريحك وخز الضمير إلى نيسان شهري وشهر الكثيرين إلى كل من يحتفظ بذكريات جميلة وحتى إلى الذين غيروا العنوان ولبسوا ثوب النسيان وللجميع نقول: تذكروا أن حب الأوطان من الإيمان إلى الجميع، نهدي هذه الخاطرة رغم أننا نحس أحيانا بالتطاول على بحور قد نكون من أوائل غرقاها فمعذرة.. إنها الكلمة،بل إنه المعنى وشرود المعنى.. فيك رأيت النور، وفيك حللت بالوجود فيك عرفت العبور ومنك تعلمت الصمود نيسان أنت شهري وذكرى عمري، حسبناها أياما مضت واعتقدناها أعواما خلت مرت كالبرق ومشت توارت إلى الخلف وبكت سئمنا تلك الليالي في حضرة كل الأهالي طال الغياب ونطقت ليلى: ما عدت أعرف مكانك ما عدت أتذكر كلامك سبحنا في يم المتاعب وعشقناها دروبا ومصائب أقسمنا على البقاء ردحا ونمنا على الفراق الأبدي عشنا متيمين وبناة للحلم الذي لم يتحقق عشقت فيك النباهة وحسن الخلق والشهامة عشقت فيك المقال ونبذك لاسم المحال،، هاجرت البلدة والوطن ورحلت إلى بلاد بعيدة هناك بنيت قصر أحلامي وتناسيت كل ألامي وفي لحظة عشق تذكرت تلك الليالي وحب البراءة وجد القوافي لن أنساك يا نيسان أنت عشقي وحبي الولهان لن أكتم سرا إذا غنيت نيسان لن أبقى هكذا متيما رغم أني إنسان لابد لنا من لقاء فرغم كل البلايا ورغم الشقاء لن أنام مرتاحة حتى أرى وجهك لن أكتم صوتي بل سأحقق حلمي ولو مع الموت سأركب الطيارة وبعدها سأستقل سيارة لن أسكت ولن أتخلف سأحضر الجنازة وسأبكي في المراسيم سأتذكر عشقا تبخر من فقر سأتألم من ذكرى عريس رحل ولون تبدل وحلم نال منه السهاد تبخر دون أن ينسى أسماء وأوطانا سيتذكر إلى الأبد حياة ورشيد وسعاد حسن وحليمة ومراد.. وكل الرفاق رغم جرح الفراق واستحالة اللقاء سأوقع من ذهب على موت شمس ورحيل قمر سأكتب الشعر وأنادي المطر ليقترب من جسدك فعشقك بياض وطهر فلماذا نتناسى؟ الماضي من حجر والمستقبل من شجر فلماذا هكذا وبيسر وفي لحظة سهو عشقنا يغفو، يتوارى، ويتبخر؟ حميد العماري - 19 أبريل 2010