ذات أربعاء، دخلنا إلى سوق الخضارين لنتبضع كالعادة..سألنا صديقنا\"عمر\" عن ثمن الكيلوغرام الواحد من الطماطم ليجيب: عشرون درهما..سألناه عن ثمن التفاح ليرد: سبعة عشر درهما للكيلو. اختلطت علينا الأثمان وتساءلنا في صمت: هل انقلبت الأمور؟ وهل صار ثمن الطماطم يضاهي ثمن التفاح؟ مررنا بالقرب من صناديق الخضراوات لنلحظ حبات من الطماطم على طاولة خشبية وبالقرب منها حبات تفاح أحمر وتساءلنا من جديد، كما يفعل الناس، ماسبب هذا الارتفاع المفاجيء في ثمن الطماطم؟ عدنا إلى البيت من غير طماطم وبكيلوغرامات من البطاطا والبصل والجزرو.. وجرعات من الأمل، ومنها الأمل في عودة الطماطم إلى حمرته المعتادة التي لطالما امتزجت بملح وبيض وزيت وأكواب شاي وأغنت الملايين عن لحوم حمراء وأسماك بيضاء سمعوا عنها الكثير.. ورغم كل شيء، تمكنوا من إسكات الجوع ومناجاة كتاب و تحدي المصاعب وبلغوا المجد وتخلصوا من التعاسة، وحفظوا الوصية التي تقول : بإمكاننا أن نحيا بلا طماطم، بل بإمكاننا أن نقاطع التي يحتفي بها الأخرون هناك في الجارة الشمالية على طريقتهم، يدوسونها بأقدامهم ويتراشقون بها..إنها السلعة التي فعلتها بجيوبنا مرارا كما فعلها البصل فجأة ذات عام تسعيني،فصارثمن الحبة الواحدة يضاهي ثمن كرة مضرب..‼؟